كتاب ومقالات

هل نُحسن التعامل مع حرية العودة؟

تلميح وتصريح

حمود أبو طالب

اليوم موعدنا مع بدء التأهيل الكامل لعودة حياة جديدة. وأقول التأهيل لأننا فقدنا قدراً كبيراً من لياقتنا في ممارسة الحياة، فدون شك كان للفترة الماضية تأثير كبير على حالتنا النفسية مع منع التجول والعزلة وافتقاد التواصل الإنساني الطبيعي مع بعضنا البعض وابتعادنا عن أعمالنا ونشاطاتنا وهواياتنا، وأقول أيضاً إنها حياة جديدة لأن هذا هو الواقع، فنحن ندشن مرحلة مشوبة بالحذر والتحفظ والاحترازات لا نعلم متى تنتهي، وعلينا التكيف معها بكل ما نستطيعه من الانتباه، فهذا قدر البشرية كلها، وعليها الموازنة بين الرغبة الفطرية لممارسة كل ما تريده والالتزام بموجبات درء مخاطر الوباء الذي ما زال يجثم على كل سكان كوكب الأرض المبتلى بشرور كثيرة.

من اليوم لا بد أن يتحمل الجميع مسؤوليتهم بحسب ما تم إقراره من تعليمات تصدرها مختلف أجهزة الدولة، كلٌ في اختصاصه، فخلال الأشهر الماضية كانت المسؤولية كاملة على الدولة، وحين تم حلحلة منع التجول وبعض الأنشطة الحياتية أصبح المواطن شريكاً في مكافحة الوباء، أما الآن فهو الشريك الرئيسي، بل هو خط الدفاع الأول، فالدولة بودها ألا تطبق أي عقوبة للمخالفات بقدر ما يهمها الالتزام بالتعليمات، ولكن لا بد من ردع المستهترين والمتهاونين الذين يضرون أنفسهم وغيرهم.

وكل ما نتمناه ألا نكرر الأخطاء السابقة عندما أعيد لنا جزء من حريتنا في الحركة، فقد شهدنا ارتفاع حالات الإصابة لأننا تساهلنا فكان لا بد أن ندفع الثمن، الذي لا نرجو أن يتكرر في هذه المرحلة الجديدة.

كاتب سعودي

habutalib@hotmail.com