الجبير: السعودية تعمل مع أمريكا لمنع توريد الأسلحة إلى إيران
هوك: المملكة الشريك الأمني القريب جداً من الولايات المتحدة
الاثنين / 08 / ذو القعدة / 1441 هـ الاثنين 29 يونيو 2020 16:17
«عكاظ» (الرياض)
أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء عادل بن أحمد الجبير، أن المملكة تعمل مع الولايات المتحدة لمنع إيران من تصدير الأسلحة، حاثا المجتمع الدولي على تمديد حظر بيع الأسلحة لإيران، ومشدداً على أن إيران تسعى لتقديم الأسلحة للمنظمات الإرهابية مع وجود الحظر.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بمشاركة الممثل الأمريكي الخاص بشؤون إيران وكبير مستشاري السياسات لوزير الخارجية الأمريكي براين هوك اليوم في نادي ضباط القوات المسلحة بالرياض.
وأوضح الجبير أن الميليشيا الحوثية قامت بـ1659 هجوماً على مدنيين في الممملكة العربية السعودية، وأطلقت 318 صاروخاً باليستياً إيراني الصنع والمنشأ، كما أطلقت 371 طيارة مسيرة، و64 سفينة مسيرة مفخخة لعرقلة حرية الملاحة في منطقة باب المندب والبحر الأحمر، مبيناً أنه منذ الثورة الإيرانية عام 1979 قامت إيران باغتيال 360 شخصا في جميع أنحاء العالم، إذ تتعامل مع عصابات تروج المخدرات والإجرام في جميع أنحاء العالم، حيث صنفت الأمم المتحدة والعالم إيران دولة داعمة للإرهاب، عادّا إياها الدولة الأولى الداعمة للإرهاب في جميع أنحاء العالم.
واستعرض جملة من الاعتداءات الحوثية التي استهدفت المدنيين في المملكة باستخدام الصواريخ والطيارات المسيرة والأسلحة التي تقدمها إيران للمنظمات الإرهابية، مؤكداً العمل مع الولايات المتحدة لمنع إيران من تصدير الأسلحة، ومشيرا إلى أن إيران تسعى لتقديم الأسلحة للمنظمات الإرهابية بوجود الحظر، وإذا رفع الحظر ستكون أكثر شراسة وأكثر عدوانية.
وشدد الجبير على حرص المملكة العربية السعودية على أمن المواطنين والمقيمين على أرضها وحماية منشآتها، وستبذل كل ما في وسعها وجهدها بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، منوهاً بالمسؤولية الكبيرة على المجتمع الدولي ومجلس الأمن التي توجب عليهم القيام بهذه المسؤولية، وأن يردعوا إيران ويمنعوها من تصدير الأسلحة للمنظمات الإرهابية أو دعم الإرهاب سواء كان في أفغانستان أو اليمن أو الجزيرة العربية أو سورية أو العراق أو في أي منطقة من مناطق العالم.
من جانبه، أوضح الممثل الأمريكي الخاص بشؤون إيران وكبير مستشاري السياسات لوزير الخارجية الأمريكي براين هوك أنه ناقش خلال زيارته المملكة حظر الأسلحة على جمهورية إيران، وقال: «إن حظر الأسلحة الذي تم قبل 13 سنة لم يوقف نقل الأسلحة لإيران، ولكن كان سلاحاً فعالاً قانونياً ودبلوماسياً مما يمنع قدرة نقل إيران للأسلحة بشكل حرّ إلى حلفائها»، مشيراً إلى أن رفع الإيقاف سيجعل إيران تُحدّث أسلحتها الموجودة، وتحصل على أسلحة جديدة وحساسة قد تصدّرها إلى أذرعها في المنطقة، وزيادة القدرة الفعلية للأسلحة الموجودة لديها كالصواريخ، إضافة إلى تحديث القدرة البحرية وتشكيل تهديد أكبر للنقل البحري والملاحة الدولية.
وأكد هوك أن الولايات المتحدة ستضمن عدم حدوث ذلك حتى تغير إيران طريقتها، وتضمن عدم استهدافها لجيرانها، وإيقاف الهجمات التي تشنها في المنطقة، مبيناً أن حظر السلاح سيستمر وبدعم من المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، مشدداً على أن فشل هذا الحظر سيؤدي إلى انعدام الاستقرار وزيادة العنف.
وأوضح الممثل الأمريكي الخاص بشؤون إيران، أن المليشيات الحوثية أطلقت الصواريخ على المملكة العربية السعودية، حيث نقلت إيران الأسلحة إلى الحوثيين منذ عام 2016 ولا زالت مستمرة بذلك، إذ إن هناك شحنتي أسلحة إيرانية صودرت في شهر نوفمبر وفبراير، وهذا انتهاك لقرار السلم 231 و216، وصودرت أيضا اليوم أسلحة في طريقها إلى الحوثي للهجوم على المملكة وهي دولة من دول العشرين.
وأشار هوك إلى أن المملكة والدول الأخرى يعملون مع مندوب الأمم المتحدة لدفع العجلة السياسية في اليمن، عادّاً تخفيض العنف في اليمن تحدياً كبيراً، لافتا إلى أن السعودية دعمت مقترحات المندوب الخاصة بالأمم المتحدة بما يخص وقف إطلاق النار وفتح مطار صنعاء والطرق الرئيسة ودعم الرواتب المدنية إلى جانب قيامها بعملية سياسية شاملة.
وقال: «إن قادة إيران يرفضون الدبلوماسية ويعمقون جراح اليمن, ويدعمون بالصواريخ والطائرات المسيرة والأسلحة المتطورة، فيما تقدم المملكة والولايات المتحدة الدعم والمساعدة الإنسانية لليمنيين»، مشيرا إلى أن المملكة تريد إنهاء الحرب وإيران تبحث عن حرب لا نهاية لها.
وأكد هوك وقوفه مع المملكة والدول الأخرى الخليجية، داعيا مجلس الأمن لتمديد حظر الأسلحة على إيران لتأمين الاستقرار في المنطقة.
بعد ذلك أجاب وزير الدولة للشؤون الخارجية، والممثل الأمريكي الخاص بشؤون إيران على أسئلة الصحفيين، حيث أكد الجبير أن النظام الإيراني منذ عام 1979 وهو يدعم الإرهاب والفتن ويتدخل في شؤون الدول الأخرى, ويقوم بدعم المنظمات الإرهابية كحزب الله والحوثي بالأسلحة والصواريخ، ويعمل مع منظمات المخدرات في أمريكا الجنوبية، ويشترك في عمليات التهريب التي يعتمد عليها النظام الإيراني للوصول لأكثر من 360 كياناً ضد المدنيين في العالم.
وقال الجبير: «في الأمس صودرت شحنات من الأسلحة الإيرانية للحوثي»، مؤكدا ضرورة أن تحدد إيران وضعها هل هي ثورة أو دولة نظامية، وإذا كانت ثورة وتريد استعادة أمجادها القديمة للسيطرة على العالم فهذا غير مقبول، وإذا كانت دولة مدنية يجب أن تعمل كما تقول وأن تحترم القوانين، حيث إن الهجمات التي تقوم بها تحت العقوبات جرّت الخراب إلى لبنان والعراق، وتهريب الأسلحة والقنابل إلى البحرين والمملكة العربية السعودية، مؤكداً على دورها الراعي للإرهاب، لذا يجب أن يتخذ العالم وقفة حازمة ضد إيران، وهذا ما ذكره الرئيس ترمب من سياسات الضغط على إيران لتغير موقفها.
وأضاف: «نحن نعمل بشكل مقرب مع حلفائنا لمحاولة ردع إيران واحتوائها».
وأشار إلى أن إيران قد استخدمت المصادر التي تتلقاها عن طريق الاتفاقيات الداعمة لبناء المستشفيات والطرق لدعم الخراب في سوريا والعراق واليمن.
وقال الجبير: «بالرغم من أن الاتفاق النووي ضعيف إلا أن إيران لا تحترمه وتستمر في منع المحققين الدوليين من القيام بدورهم».
وحول الخطوات التي تتخذها الولايات المتحدة تجاه هجمات ميليشيا الحوثي على المملكة، قال هوك: "سيكون هناك لقاء في مجلس الأمن غدا وهو فرصة للأمميين عامة في تقديم تقرير للجنة الخبراء الذين سيعرضون عددا من الموضوعات التي تهم المملكة العربية السعودية، لافتا الانتباه إلى أن المملكة تتعرض لهجوم من الشمال من قبل إيران وبأسلحة إيرانية وتهاجم من الجنوب أيضا عبر الحوثيين، عادا ذلك انتهاكاً لحظر الأسلحة الإيرانية.
وأضاف: «عندما ترفع العقوبات عن إيران ستعمل على تدريب وتسليح حلفائها، مشيرا إلى أن إيران منعت مفتشي الطاقة الذرية من الوصول إلى المنشآت النووية والإجابة عن الأسئلة الأساسية التي قدمت من قبل المفتشين في الأمم المتحدة».
وتابع: «نحن نعيد تموضع دفاعاتنا في المنطقة ونتعامل بقدرات دفاعية جوية لنحافظ على تأهبنا، مشيرا إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية لها قدرات في المملكة العربية السعودية ستتعامل مع أية حالة طارئة بخصوص إيران إذا ما اقتضت الحاجة، وستواصل العمل مع القوات المسلحة السعودية».
وعد المملكة الشريك الأمني القريب جداً من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث التشارك في عدة ملفات متعلقة بتهديدات وتقييمها، مشدداً على ضرورة أن لا يحصل النظام الإيراني على أي سلاح نووي، حيث إن المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية تقفان ضد الاختبارات الصاروخية البالستية ونشرها، مبينا أن الحوثيين كانوا يتعاملون بهجمات عشوائية على المملكة.
وأكد هوك أن سياسة المملكة والولايات المتحدة متطابقتان تجاه إيران وخطرها على الاستقرار الإقليمي والدولي بوصفها الدولة الداعمة الأولى والأكبر للإرهاب، مشيرا إلى أهمية أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته في تحميل إيران المسؤولية، والضغط عليها بشكل كبير لوقف دعم المنظمات الإرهابية وتهريب الأسلحة، مبينا أن الرغبة تجاه إيران هي أن تكون دولة طبيعية تعيش ضمن نطاق المجتمع الدولي تحترم الأمن والقوانين الدولية والسيادة وأن لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول وأن تتوقف عن عمل أنظمة الصواريخ البالستية والإرهابية.