أخبار

ريادة وطن ومسؤولية مواطن

رأي عكاظ

عندما يتبوأ الكبار مكانتهم بالأفعال، تنشغل الصغار وتشغل المجتمعات بالناعق من القول المفترى وحديث الإفك، فالمسؤوليات الجسام تتعاظم بحكم دواعٍ تاريخية، ومعطيات جغرافية، وشواهد حضارية، ومنجزات عالمية لا تنظر إلى الخلف قدر عنايتها بالأمام، ولا تعتني بشيء يشغلها عن الاحتفاء بالمستقبل والعمل له.

أثبتت المملكة في غضون أعوام، إمكان بناء إنسان، ومسابقة زمان، وتحدي صعاب وظروف مكان، لتجاري تجارب الأمم، وترسخ مفهوم الركن الأوفر حظاً في معادلة القوى العالمية والإقليمية، بحضورها المشرف، وقراراتها المبهجة، واعتمادها أسس التفاعل الإنساني المشترك، فالتفتت الأنظار إليها وتعلق الرجاء بها، وعول العالم عليها.

ولم تكن ريادة المملكة للعالمين العربي والإسلامي، وتوظيف جميع قدراتها لما يعود بالنفع والخير والنماء على شعبها وشعوب العالم، محل قبول ورضى جهات وجماعات وأفراد قامروا بقضايا شعوبنا، وغامروا بمستقبل أمتنا العربية، في حين كان صوت الحق والعدل والانتصار للقيم ينطلق من موطن الحرمين، وموئل العروبة، وأرض العز المؤصل في عمق التاريخ.

لم تنفصل أو تفصل بلادنا بين الهموم الخاصة والعامة، ولم ترفع يدها برغم رفع الكثيرين أيديهم عن جوهر القضية الفلسطينية، وحقوق العرب، ونصرة الأعزل والأقل عدة وعدداً بالحال والمال، وظلت الكيان الأقوم قيلاً وفعلاً في مواقفها العملية الفعالة.

ولعل البعض لم يستوعب ما معنى قدر الكبار، ولم يحط علما بمكانة وطن شرفه الله بعروبته وإسلامه ونخوته وإنسانيته، فاشتغل برمي الحجارة للفت الانتباه، أو بحث عن وجاهة مزعومة، وواجهة مثلومة، إلا أن قافلة الخير ملتزمة خط سيرها دون أدنى اعتبار لشنشنة معهودة من أخزم.

ضرب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، أنصع أمثلة النجاحات محلياً وعربياً ودولياً، وبذلت المملكة وسعها في سبيل وحدة العرب، وجمع كلمتهم، ولم شمل المسلمين على حضارية دينهم، ما يحتّم على المواطن إدراك ما تضطلع به قيادته من جهود حثيثة لخدمة المقدسات، والذود عن حياض الوطن، فيحصن نفسه ضد التشويش، ويكافح أبواق الخيانة، ويتصدى بكل بسالة لكل ما من شأنه الإساءة لهذا الكيان الذي احتوانا وفاءً، واحتويناه انتماءً وولاءً.