كتاب ومقالات

يا واد «أتستر» !

ريهام زامكه

مُضحك جداً بل ومخجل أن تعيش في عام 2020 بعيداً عن بعض بقايا الفكر الصحوي (يا الله من فضلك)، وأنت تحاول (يا حبة عيني) أن تبحث عن أخبار تفتح النفس في زمن (الكورونا)، فتتفاجأ بخبر (منيل) يسد نفسك ولا يستوعبه عقلك أيضاً!

واسمحوا لي أن أزف إليكم هذا الخبر الجميل:

«مستشفى حكومي في عسير يرفض دخول مريض في حالة طارئة بسبب ارتدائه شورت»!

دعونا نأخذ في البداية نفساً عميقاً قبل أن نخوض في هذا (الخبر)، هل يُعقل أن يتم رفض استقبال إنسان مريض يحتاج للرعاية الطبية لمجرد ارتدائه (شورت)؟!

فحسب ما أفاد شقيق المريض أنه لم يسمح لهم بالدخول من قبل حارس الأمن؛ لأن أخاه في نظرهم مُخالف للذوق العام، مما اضطرهم للعودة للمنزل وتغيير الملابس ثم العودة مجدداً للمستشفى، رغم المسافة التي تقدر بنصف ساعة تقريباً!

وقد صرح المدير العام للجمعية السعودية للذوق العام بدر الزياني بأنه «بالنسبة للائحة الذوق العام فقد نصت في أحد البنود على أن ارتداء لباس غير لائق في الأماكن العامة يسمح لأي منشأة أن (تختار) بين ما هو مسموح وغير مسموح كذلك حسب ما يرونه من مخالفات».

ولا أدري هل يفترض على الإنسان قبل أن يمرض أو تصيبه حادثة أن يُوقت وينتقي اللباس اللائق الذي يسمح له بالدخول للمستشفيات لمباشرة حالته، أو يختصرها ويصل إليهم وهو (خالص)؟!

كنت وما زلت أشمئز جداً من منظر الشخص غير المُهندم والخارج من منزله وهو خارج بلباسه عن إطار الذوق العام!

ولكن أعتقد أن هُناك (استثناءات إنسانية) تُوجب علينا الالتفات للضرورات وعدم الأخذ بالشكليات التي لا يستوجب التدقيق فيها في بعض الحالات الطارئة والإنسانية.

شخص مريض وفي حالة حرجة يفترض أن يتم استقباله ومعالجته على الفور حتى إن وصلهم بملابسه الداخلية، فالناس تذهب للمستشفيات لتلقي العلاج وليس للتنزه!

ذكرتني هذه الحادثة بحوادث كثيرة مشابهة ومؤلمة (كانت تمر علينا)، راح ضحيتها (إناث)، حرموا على أي طبيب أو مُسعف مباشرة الحالة دون (محرم)، بل وحتى إن نشب حريق مثل الحريق الذي نشب في إحدى المدارس قبل ١٨ عاماً، ورفض بعض المُحتسبين خروج الطالبات بحجة عدم ارتدائهن (للحجاب)، كما أعاقوا ورفضوا دخول رجال الدفاع المدني لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؛ بحجة عدم التكشف على الطالبات، والنتيجة كانت وفاة 14 طالبة رحمهن الله.

أعلم أني (غثيتكم) اليوم، ولكن أحرص -يا عزيزي- حين تمرض أن تستُر عورتك من السرة إلى الركبة، وأنتِ يا عزيزتي (تكَمكَمي) بكل ملابسك وارتدي فوقها عباءتك لأن كُلك (عورة) وحتى لا تضطري للعودة إلى منزلك وربما (تفطسين) في الطريق!

كاتبة سعودية

Rehamzamkah@yahoo.com