نورا تحلم.. هند صبري وقوة الأداء
الخميس / 11 / ذو القعدة / 1441 هـ الخميس 02 يوليو 2020 03:08
علا الشيخ - ناقدة سينمائية ola_k_alshekh@
خبران تصدرا وسائل الإعلام في القسم الثقافي والفني الأيام الماضية، لهما علاقة بالممثلة التونسية هند صبري، الأول حصولها على جائزة أفضل ممثلة، ضمن جوائز النقاد التي يقدمها مركز السينما العربية والتي اعتاد إعلانها على هامش مهرجان كان السينمائي كل عام، والخبر الثاني هو عرض فيلم «نورا تحلم» على نيتفليكس، الذي تؤدي فيه صبري دور البطولة إلى جانب لطفي العبدلي، وهو من إخراج هند بوجمعة.
ولا شك أن صبري استحقت هذه الجائزة التي اقتنصتها أيضا في العرض العربي الأول للفيلم في مهرجان الجونة السينمائي الدولي العام الفائت، ومن يشاهد الفيلم يدرك أحقيتها، فقوة الأداء هو الذي أعطى معنى للفيلم، الذي يعتبر من الأفلام الجيدة، وهذه القوة تلمسها منذ المشهد الأول الذي تظهر فيه هند صبري في شخصية نورا التي تعمل في مصبغة، تنتمي إلى الطبقة الأقل من المتوسطة، وتعي ذلك من منظرها الخارجي، من لون صبغة شعرها، وطريقة مضغها للعلكة، وأسلوب حديثها، لكنها ومع هذا تعيش سعادة خاصة بها، تجعلها تبتسم وسع السماء، هذه السعادة مرتبطة بعلاقة حب، ستدرك بعدها أنك تورطت معها لسبب، أن هذه العلاقة نبتت ونورا لم تحصل على الطلاق من زوجها الذي اعتاد دخول السجن كلما خرج منه تاركا إياها وأطفالها الأربعة.
شخصية نورا التي ستحبها فورا شخصية غير مكترثة بمن حولها، بهيئتها التي تدل على مستوى اجتماعي له علاقة بحي شعبي تعيشه بكل صخبها، تمشي بكل ألقها بثقة الجميلات، هي بالفعل جميلة، بمقاييس القوة التي تطغى على كل شيء من حولها، كل هذا ضرورة لوصف الشخصية الرئيسية في الفيلم، التي من خلالها سندخل في تفاصيل أخرى لها علاقة بمعنى التملك، السيطرة الذكورية، القوانين المجحفة بحق النساء، لنموذج يأس من علاقة تجمعها مع زوج لص يخرج من السجن ليدخله مرة أخرى، تتوقع من القوة التي تستشعر بها من شخصية نورا أنها ستنتصر، وستكون في حضن حبيبها الذي يرافقها وهي تحاول الطلاق غيابيا، التي تكون معه مثل الطفلة ترقص وتغني في منتصف الشارع أمام الملأ وتطبع قبلة في الخلسة في مدخل البناية، لكن خروج الزوج من السجن يقلب المعادلة، لتتحول تلك الواثقة إلى شخص آخر، ويبدأ مع ضعفها التهاوي، في كل السلم الدرامي للحكاية، حتى النهاية التي تدخل ضمن النهايات المفتوحة التي تعطي المشاهدين فرصة لتكهنها.
وبما أن الحديث بدأ عن استحقاق هند صبري جائزة أفضل ممثلة، فمن المنصف التحدث عن قيمة الأداء في هذا الفيلم، أنت ستعيش خطين في شخصية واحدة، سترى نورا قوية، جريئة، عاشقة، أماً حنونة، تحب الحياة، تنتظر الطلاق لترتبط بمن تحب، شغوفة، ما تريده ليس صعبا، لكنه يحتاج إلى معاملات وإجراءات والكثير من سد الأذن عما تسمعه من الشارع، والخط الثاني، يرتبط بالتحول في هذه الشخصية بمجرد خروج الزوج من السجن، لتتحول فجأة إلى ضعيفة، خائفة، مستسلمة، متهاوية، زوجة عادية، تكبت حزنها كي تلبي ما يطلبه الزوج بدون إبداء أي تذمر.
كل هذه التقلبات بين قبل خروج الزوج من السجن وبعد، استطاعت هند بقوة أداء أن تجعلك كمتلق تريد نجاتها، وتنتظر لحظة غضبها، لأنك لن تتوقع أن لا تغضب، لا يصلح أن لا تغضب، لتعيش معها ترقب اللحظة وتمشي معها بخطواتها لتنتظر النهاية. الفيلم من خلال هذه القصة استطاع ببساطة أن يحكي واقع المرأة العربية، بشكل ذكي، وبما أن عرضه بات متاحا في نيتفليكس فمن الجميل مشاهدته.
ولا شك أن صبري استحقت هذه الجائزة التي اقتنصتها أيضا في العرض العربي الأول للفيلم في مهرجان الجونة السينمائي الدولي العام الفائت، ومن يشاهد الفيلم يدرك أحقيتها، فقوة الأداء هو الذي أعطى معنى للفيلم، الذي يعتبر من الأفلام الجيدة، وهذه القوة تلمسها منذ المشهد الأول الذي تظهر فيه هند صبري في شخصية نورا التي تعمل في مصبغة، تنتمي إلى الطبقة الأقل من المتوسطة، وتعي ذلك من منظرها الخارجي، من لون صبغة شعرها، وطريقة مضغها للعلكة، وأسلوب حديثها، لكنها ومع هذا تعيش سعادة خاصة بها، تجعلها تبتسم وسع السماء، هذه السعادة مرتبطة بعلاقة حب، ستدرك بعدها أنك تورطت معها لسبب، أن هذه العلاقة نبتت ونورا لم تحصل على الطلاق من زوجها الذي اعتاد دخول السجن كلما خرج منه تاركا إياها وأطفالها الأربعة.
شخصية نورا التي ستحبها فورا شخصية غير مكترثة بمن حولها، بهيئتها التي تدل على مستوى اجتماعي له علاقة بحي شعبي تعيشه بكل صخبها، تمشي بكل ألقها بثقة الجميلات، هي بالفعل جميلة، بمقاييس القوة التي تطغى على كل شيء من حولها، كل هذا ضرورة لوصف الشخصية الرئيسية في الفيلم، التي من خلالها سندخل في تفاصيل أخرى لها علاقة بمعنى التملك، السيطرة الذكورية، القوانين المجحفة بحق النساء، لنموذج يأس من علاقة تجمعها مع زوج لص يخرج من السجن ليدخله مرة أخرى، تتوقع من القوة التي تستشعر بها من شخصية نورا أنها ستنتصر، وستكون في حضن حبيبها الذي يرافقها وهي تحاول الطلاق غيابيا، التي تكون معه مثل الطفلة ترقص وتغني في منتصف الشارع أمام الملأ وتطبع قبلة في الخلسة في مدخل البناية، لكن خروج الزوج من السجن يقلب المعادلة، لتتحول تلك الواثقة إلى شخص آخر، ويبدأ مع ضعفها التهاوي، في كل السلم الدرامي للحكاية، حتى النهاية التي تدخل ضمن النهايات المفتوحة التي تعطي المشاهدين فرصة لتكهنها.
وبما أن الحديث بدأ عن استحقاق هند صبري جائزة أفضل ممثلة، فمن المنصف التحدث عن قيمة الأداء في هذا الفيلم، أنت ستعيش خطين في شخصية واحدة، سترى نورا قوية، جريئة، عاشقة، أماً حنونة، تحب الحياة، تنتظر الطلاق لترتبط بمن تحب، شغوفة، ما تريده ليس صعبا، لكنه يحتاج إلى معاملات وإجراءات والكثير من سد الأذن عما تسمعه من الشارع، والخط الثاني، يرتبط بالتحول في هذه الشخصية بمجرد خروج الزوج من السجن، لتتحول فجأة إلى ضعيفة، خائفة، مستسلمة، متهاوية، زوجة عادية، تكبت حزنها كي تلبي ما يطلبه الزوج بدون إبداء أي تذمر.
كل هذه التقلبات بين قبل خروج الزوج من السجن وبعد، استطاعت هند بقوة أداء أن تجعلك كمتلق تريد نجاتها، وتنتظر لحظة غضبها، لأنك لن تتوقع أن لا تغضب، لا يصلح أن لا تغضب، لتعيش معها ترقب اللحظة وتمشي معها بخطواتها لتنتظر النهاية. الفيلم من خلال هذه القصة استطاع ببساطة أن يحكي واقع المرأة العربية، بشكل ذكي، وبما أن عرضه بات متاحا في نيتفليكس فمن الجميل مشاهدته.