ثقافة وفن

علي الأمير: السبعي لا يعرف من النقد سوى رأس الديك

علي الأمير

علي فايع (أبها) al ma3e@

أكد الشاعر علي الأمير، في رده على الناقد جبريل السبعي، أنّ هناك فرقاً كبيراً بين النقد كفن تقرأ به النصوص والأعمال الأدبيّة والفنيّة، والنقد كتنظير يُعنى بدراسة نظريات النقد وتاريخ مدارسه واتجاهاته إلى آخره، وأضاف أن النقد الأخير لا يحتاج للذوق الفني ولا الموهبة، وأنه مجرّد علم يدرسه من يشاء؛ ولذلك اعتقد السبعي أنّ كلّ أساتذة النقد الأدبي في الجامعات نقاد، لذلك راح يسرد علينا أسماء أساتذة النقد في جامعة جازان، حتى الأستاذ حجاب الحازمي اعتبره ناقداً، لمجرّد أن له مؤلفات تهتم بتاريخ وأعلام منطقة جازان، ومنها كتاب (الشعر والشعراء في منطقة جازان خلال ثمانية قرون) وكتاب (لمحات عن الشعر والشعراء في منطقة جازان خلال العهد السعودي) ومع كل الحب والتقدير للأستاذ حجاب إلا أنّ هذه المؤلفات تندرج ضمن التاريخ الأدبي وليس النقد الأدبي، كما توهم الناقد السبعي !

وقال الأمير إنّ مهمة الجامعة صقل الموهبة والذائقة الفنية؛ لكنها لا تخلقها، وأكد أنّ الجامعة قد تجعل من دارس الطب طبيبًا، ومن دارس الهندسة مهندساً؛ لكنها لن تجعل من دارس البلاغة بليغًا، ولا من دارس النقد ناقدًا.. والدكاترة الذين زجّ السبعي بأسمائهم في موضوعنا مستنجدًا بهم، جميعهم موضع اعتزازي وتقديري، وهم يعرفون بالتأكيد الفرق بين الناقد الموهوب الذي حباه الله الذائقة والحسّ الجمالي، والذي سيبدع إذا تصدّى لقراءة النصوص أو الأعمال الأدبيّة كالسريحي على سبيل المثال، وأستاذ النقد الأدبي المنشغل بنظرياته ومدارسه كالغذامي، هناك فرق وإن سمّي كلاهما ناقدًا.

واعتبر الأمير هذا التنظير كارثة لأنّ من يمارسه حين يمارس عليك واهم كبير كل هذا الإقصاء فيقول: «القراءة التي قدمها علي الأمير فاقدة للمشروعية». ما كنت أتصور أن يبلغ به الوهم هذا الحد من التضخم، فيتصوّر نفسه مانح المشروعية للقراءات النقدية ونازعها عنها.

ويقول: «ومما أفقد القراءة أيضاً مشروعيتها هو أنها تخلط بين الشعر، والقصة، والرواية، والمقالة، فتطالب النص الشعري بأن يهتم بالزمان، والمكان، والبيئة». وهو لو قرأ بتركيز لعرف أن حديثي عن الزمان والمكان والبيئة إنما جاء في معرض حديثي عن الخصوصيّة والهوية، عندما قلت إنها تعني الآن وهنا، أي الزمان والمكان، وأن المبدع ابن بيئته، ثم أن القراءة كانت لديوان وليست لنص شعري كما يقول، وإلا فأنا لست أخرق حتى أبحث عن كل ذلك في نص شعري واحد، ثم أصدر حكمي على ديوان بأكمله. أما اتهامه لي بعدم قدرتي على التفريق بين الشعر والقصة والرواية فهذا الاتهام أتفه من أن ألتفت إليه.

وأضاف الأمير أن آخر ما جاء على لسان السبعي في «عكاظ»: «استبعد أن تكون هناك صلة بين ما كتبه الأمير والنقد الأدبي الذي لا تمت له بصلة، لا من جهة الموضوعية، ولا من جهة المنهج، ولا من جهة المبادئ التي لا تعد أساساً للنقد الأدبي اليوم» يبدو أن الموضوعية عنده هي كيل المديح والتطبيل الذي اعتاد أن يسمعه منه الشعراء، أمّا المنهج فأنا لم أصرح بأنني سألتزم منهجًا بعينه ثم خرجتُ عنه، ولستُ ممن يحبذون التزام منهج محددٍ إلا إذا كانت القراءة أو الدراسة أكاديميّة، أما ما عداها فالقارئ الجيد في نظري هو من يستفيد من جميع المناهج المتاحة التي تثري قراءته.

أمّا كون قراءتي في نظره لا تمت للنقد الأدبي بصلة كما يقول، فلأنه متوحّش في عزلته لا يعرف من النقد سوى رأس الديك، وقراءتي فعلًا لا تمتّ للديك كله بصلة وتساءل الأمير: هل لمنطقة جازان قضايا نقد أدبي خاصّة بها كما يقول السبعي ؟ لأنّ هذا يعني أنّه قد أصبح لكل منطقة في المملكة قضايا نقد أدبي خاصة بها أيضًا.. أليست قضايا النقد الأدبي هي نفسها التي نعرف أنها لكل العرب ؟ تختلف فقط عند القدماء عنها عند المحدثين؛ عند القدماء مثلًا قضية اللفظ والمعنى وقضية عمود الشعر والسرقات الأدبية إلى آخره، وعند المحدثين نذكر على سبيل المثال قضية الالتزام، وقضية الشكل والمضمون، وقضية موسيقى الشعر الحُر وقصيدة النثر، إلى آخره، لكن يبدو أنّ السبعي قد وضع لكل منطقة في المملكة قضايا نقد أدبي خاصة بها، ومن ثمّ نصّب نفسه مديرًا لقضايا النقد الأدبي فرع منطقة جازان، وبناءً على ذلك هو يرفض اعتبار قراءتي واحدة من قضايا النقد الأدبي في منطقتنا التي هي تحت إدارته.

وأضاف، لا أدري كيف ومتى توهّم أنني قد طلبتُ إليه أن يعتبر قراءتي أو لا يعتبرها ؟ ومن الذي منحه هذا الحق أساسًا في أن يعتبر أو لا يعتبر ؟ حسنًا يا مدير فرعنا، هل لك أن تعدّد لي قضايا النقد الأدبي الخاصة بمنطقتنا ؟

يذكر أنّ القراءة النقدية التي قدمها الشاعر علي الأمير لديوان الشاعر عصام فقيري «حجاب المرايا» حظيت بالعديد من ردود الأفعال التي اتفقت مع القراءة النقدية واختلفت.