زوايا متخصصة

جيل لا يفك الخط

«التعليم» تتجاهله.. و«الثقافة» تضع له منصة إلكترونية

لوحة توضح أنواع الخط العربي للخطاط العراقي وسام شوكت.

إعداد: محمد المشرعي mmashraee2@

يمتعضُ جُلُّ الأهالي تجاه سوء كتابة أطفالهم بخطّ جميل، ورغم حبّ النشء للبروز في ذلك، إلا أننا نرى الغالبية منهم خطوطهم رديئة، ومن الصعوبة قراءتها وفك طلاسمها، فهل المشكلة في المنهج الدراسي، أم في طرق وأساليب التدريس، أم عدم اهتمام المدرسين والمدرسات وأولياء الأمور، أم أن الخلل في ضعف الوسائل التعليمية؟

وعندما يستشعر الطالب أن «الخط» ليس عليه درجات ولا يعاقب أو يكافأ على رداءته وجماله، فإن المحصلة النهائية ستكون مخيبة للآمال، وإن الاستهتار والتهاون والتقاعس سيكون بئس النتيجة لهذا الطالب ولمستقبل كتابته.

وللنهوض بالخط العربي وإعادته إلى مكانته المرموقة ومعالجة رداءة خطوط الطلاب والطالبات وتحسينها يجب أولاً أن تبادر وزارة التعليم إلى الاهتمام بالمعلمين لأنهم حجر الأساس بإعطائهم دورات تدريبية لإتقان الخط، وإعداد خطط دراسية تتضمن وجود منهج مستقل لتدريس الخط العربي، وإنشاء مراكز تدريبية للخط تعنى بالمواهب الصغيرة، وإقامة دورات يشرف عليها خطاطون مبدعون، وتنظيم مسابقات مع منح جوائز تقديرية لتشجيع الأطفال على إتقان الكتابة اليومية، وإيجاد معارض دائمة لفن الخط للتعريف بجمالياته.

ويشكل الخط العربي فناً مستقلاً من تراثنا الذي نتميز به عن غيرنا من الأمم، يحمل قيمة جمالية خاصة تؤثر في إحساس المشاهد وتسرّ العين من رؤيته، تكمن أهميته في أنه هو الخط الذي كتبت به آيات القرآن الكريم، ودوّنت به أحاديث سيد الخلق أجمعين، واستخدم في تزيين الجدران الخاصة بالمساجد بآيات من كتاب الله عز وجل وبعض الأدعية المختلفة، وزينت به قصور الخلفاء والأمراء والسلاطين.

وتتعدّد أنواع الخطوط المستخدمة في اللغة العربية، ولكن بعضها اشتهرت أكثر من الأخرى، ومن أهمّها: الخط الكوفي، خط النسخ، الخط الديواني، خط الرُّقعة، خط الثُلث، الخط الفارسي، الخط الأندلسي، وفي العصر الحديث خط التاج.

وكان وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان أعلن عن تسمية عام 2020 بـ «عام الخط العربي» وتم تمديده ليشمل عام 2021 احتفاءً وتقديراً للمكانة التي يحتلها هذا الفن، ولما يمثله من أهمية واتصال وثيق باللغة العربية، وما يمتلكه من تاريخ وجماليات في هندسته وتفاصيله وأشكاله، ولتقديم المملكة كحاضنة للخط العربي وراعية له ورائدة في دعمه، كما أطلقت وزارة الثقافة أول منصة إلكترونية لتعليم الخط العربي والزخرفة الإسلامية تحت عنوان «منصة الخطاط» وبإشراف نخبة من الخطاطين المحترفين في المملكة والعالم العربي لتعزيز حضور الخط العربي في كافة القطاعات الحكومية والخاصة، وفي المحافل والمؤتمرات المحلية والعالمية.