الصداقة مدخل الأعداء
الثلاثاء / 16 / ذو القعدة / 1441 هـ الثلاثاء 07 يوليو 2020 00:53
مشعل العقيل
يقال كثيراً بأن أقوى الضربات الموجعة هي تلك التي تأتيك من صديق، ولذلك سعى الضعيف الذي لا يقوى على المواجهة إلى محاولة زرع الأصدقاء ليتم من خلالهم تمرير رسائل التفرقة والتدمير، ولكي يصل إلى مرحلة الصداقة والتصديق ولينال ثقتك فتجده يبادر كخطوة أولى إلى مشاركتك عداوة أعدائك وانتقادهم ليل نهار وبكل حماس، وليتم حبكة الخطة نجد العدو يظهر بأن هذا الصديق الجديد موجع له في انتقاده ومؤثر في ضرباته لترتفع لديك أسهم الثقة في الصديق الجديد ويزداد قرباً إلى عاطفتك.
لن يبدأ الصديق الجديد بممارسة خطته وتنفيذ هدفه قبل أن يصل إلى شعبية عالية ومكانة مرموقة يقنعك من خلالها بأنه قادر على إيصال صوتك من خلال صوته وحمايتك من خلال نفوذه، وأنه يشاركك الهم والولاء والقضية، فيلبس ثيابك ويأكل من طعامك ويصادق أصدقاءك ويعيش معك يومك حتى لو اضطر البقاء مستيقظاً ليل نهار حتى لا تسمع إلا صوته ولا ترى سوى رأيه، وبذلك ستزداد رقعة استحواذه ويضم عقلك إلى عاطفتك التي تملكها مسبقاً.
وتبدأ الخطوة الثانية فيقوم العدو بإرسال تعزيز من أصدقاء جدد إلى الصديق الجديد ليصبحوا مجموعتك الجديدة، وبالتالي يصبح الصوت أصواتاً، فإن غاب أحدهم بسبب انكشاف أمره أو بسبب أمني أو إجازة من مهمته سيطمئن العدو بأن هنالك من يسد ذلك الفراغ ويحافظ على المكتسبات ويعزز من الثقة، فتصبح محاطاً بأصدقاء يجعلونك ترى العالم كما يرغبون وتفهم المواقف كما يطمحون وتسلك الطريق الذي يمهدون.
أما الخطوة الأخيرة ما قبل تنفيذ الصديق أو الأصدقاء الجدد لهدفهم وحتى تصبح جذور ثقتك بهم عميقة ستجدهم يقدمون لك أدلة على فعاليتهم في حمايتك كأصدقاء بفضيحة بعض مخططات أعدائك، وذلك بعد التنسيق والاتفاق عليها مسبقاً، ويصبح ذلك دليلاً إذا ساورك الشك في ليلة ظلماء أو في حال ظهور أحد أصدقائك القدماء لتنبيهك عند البدء في مخططهم، فيصلون إلى مكانة لو قيل لك بأن الشمس تشرق من الغرب لصدقتهم وإن إخوانك يكيدون لك لاتبعتهم.
لن تكون المهمة في الخطوات السابقة سهلة، فقد تحتاج للعديد من السنوات والكثير من الجهد والدعم الكبير من العدو الجبان الذي لم يستطع مواجهتك إلا من خلال استغلال وفائك للأصدقاء وكرم أخلاقك وصدق تعاملك، ويبدأ الأصدقاء الجدد بالتشكيك بأقربائك وأصدقائك القدماء ومحاولة إثارة الفتنة معهم ظناً بأن في ذلك إنهاكاً وإضعافاً لقوتك، ولن يكتفي بذلك بل سيسعى من خلال الأصدقاء الجدد إلى إحداث البلبلة داخل المنزل ما بين أبنائك والتشكيك في توجهاتهم وفساد فكرهم، ليعكر صفاء معيشتك ولتسود الريبة والشك أجواء منزلك، فتعلو أصوات الخلافات ويسمعها من بالجوار وتصبح حديث المدينة، فيجد العدو حينها الوقت المناسب لمواجهتك.
قد تنجح الخطوات الأولى ولكن لن يكتمل ذلك النجاح لجهل ذلك العدو بأن العاطفة لا تغلب العقل الناضج والمجتمع الواعي، وأن العصور التي عاشها والصعوبات التي واجهها حتى يصل إلى هذه القوة والازدهار كانت كفيلة بأن تتكون لديه من الفطنة ما يفسد تلك المخططات القذرة.
اللهم اكفني شرّ أصدقائي وأمّا أعدائي فأنا كفيل بهم.
كاتب سعودي
alaqeelme@
لن يبدأ الصديق الجديد بممارسة خطته وتنفيذ هدفه قبل أن يصل إلى شعبية عالية ومكانة مرموقة يقنعك من خلالها بأنه قادر على إيصال صوتك من خلال صوته وحمايتك من خلال نفوذه، وأنه يشاركك الهم والولاء والقضية، فيلبس ثيابك ويأكل من طعامك ويصادق أصدقاءك ويعيش معك يومك حتى لو اضطر البقاء مستيقظاً ليل نهار حتى لا تسمع إلا صوته ولا ترى سوى رأيه، وبذلك ستزداد رقعة استحواذه ويضم عقلك إلى عاطفتك التي تملكها مسبقاً.
وتبدأ الخطوة الثانية فيقوم العدو بإرسال تعزيز من أصدقاء جدد إلى الصديق الجديد ليصبحوا مجموعتك الجديدة، وبالتالي يصبح الصوت أصواتاً، فإن غاب أحدهم بسبب انكشاف أمره أو بسبب أمني أو إجازة من مهمته سيطمئن العدو بأن هنالك من يسد ذلك الفراغ ويحافظ على المكتسبات ويعزز من الثقة، فتصبح محاطاً بأصدقاء يجعلونك ترى العالم كما يرغبون وتفهم المواقف كما يطمحون وتسلك الطريق الذي يمهدون.
أما الخطوة الأخيرة ما قبل تنفيذ الصديق أو الأصدقاء الجدد لهدفهم وحتى تصبح جذور ثقتك بهم عميقة ستجدهم يقدمون لك أدلة على فعاليتهم في حمايتك كأصدقاء بفضيحة بعض مخططات أعدائك، وذلك بعد التنسيق والاتفاق عليها مسبقاً، ويصبح ذلك دليلاً إذا ساورك الشك في ليلة ظلماء أو في حال ظهور أحد أصدقائك القدماء لتنبيهك عند البدء في مخططهم، فيصلون إلى مكانة لو قيل لك بأن الشمس تشرق من الغرب لصدقتهم وإن إخوانك يكيدون لك لاتبعتهم.
لن تكون المهمة في الخطوات السابقة سهلة، فقد تحتاج للعديد من السنوات والكثير من الجهد والدعم الكبير من العدو الجبان الذي لم يستطع مواجهتك إلا من خلال استغلال وفائك للأصدقاء وكرم أخلاقك وصدق تعاملك، ويبدأ الأصدقاء الجدد بالتشكيك بأقربائك وأصدقائك القدماء ومحاولة إثارة الفتنة معهم ظناً بأن في ذلك إنهاكاً وإضعافاً لقوتك، ولن يكتفي بذلك بل سيسعى من خلال الأصدقاء الجدد إلى إحداث البلبلة داخل المنزل ما بين أبنائك والتشكيك في توجهاتهم وفساد فكرهم، ليعكر صفاء معيشتك ولتسود الريبة والشك أجواء منزلك، فتعلو أصوات الخلافات ويسمعها من بالجوار وتصبح حديث المدينة، فيجد العدو حينها الوقت المناسب لمواجهتك.
قد تنجح الخطوات الأولى ولكن لن يكتمل ذلك النجاح لجهل ذلك العدو بأن العاطفة لا تغلب العقل الناضج والمجتمع الواعي، وأن العصور التي عاشها والصعوبات التي واجهها حتى يصل إلى هذه القوة والازدهار كانت كفيلة بأن تتكون لديه من الفطنة ما يفسد تلك المخططات القذرة.
اللهم اكفني شرّ أصدقائي وأمّا أعدائي فأنا كفيل بهم.
كاتب سعودي
alaqeelme@