منوعات

انهيار آخر خطوط الدفاع عن المتحرشين.. سقوط نظرية «الذبابة والحلوى»

ياسر عبد الفتاح (جدة) okaz_online@

آخر خط دفاع عن المتحرشين لم يعد متاحاً، إذ درج المترافعون على إلقاء الكرة في الطرف الآخر من الملعب بتحميل الضحية المسؤولية، فالفتاة هي من حضت متحرشها على فعلته بخروجها من بيتها إلى مقر عملها أو قيادة سيارتها !

تقول دار الإفتاء المصرية في وصف ذلك «إلصاقُ جريمة التحرش النكراء بقَصْر التُّهْمَة على نوع الملابس وصفتها؛ تبريرٌ واهمٌ لا يَصْدُر إلَّا عن ذوي النفوس المريضة والأهواء الدنيئة؛ فالمسلم مأمورٌ بغضِّ البصر عن المحرَّمات في كل الأحوال والظروف». وجاءت الفتوى في أعقاب تورط شاب مصري في وقائع تحرش قولا وفعلا مع عشرات الفتيات عبر الشبكة الإلكترونية.. وكالعادة نشط المترافعون في اتهام الفتيات بإغواء الشباب. ولهؤلاء مقولة متداولة سارت بها الركبان: «الحشرات لا تتجمع إلا على الحلوى المكشوفة».. هل يرضى المتحرشون وسمهم بـ«الحشرات» ؟

قبل سنوات عدة، عالجت إحدى حلقات كوميديا «طاش ما طاش» تهافت البعض في الدفاع عن المتحرشين اعتمادا على مغريات الطرف الآخر، وأظهر المقطع ثلة من المتسكعين يلاحقون عباءة سوداء قاتمة تبين أنها في سن جداتهم.. ما يعني أن المتحرشين مرضى لا يستحقون التعاطف والدفاع عنهم تحت أي مبرر أو مسوّغ. وفي لبنان تعرض طفل سوري بإحدى مناطق البقاع الغربي لاغتصاب جماعي من ذئاب.. فبماذا أغواهم الضحية؟ وفي العام الماضي أقرت السعودية قانون مكافحة التحرش الذي يفرض عقوبة تصل إلى السجن 5 أعوام وغرامة تصل إلى 300 ألف ريال أو إحدى العقوبتين، على كل متحرش. ونص القانون على صيانة «خصوصية» الفرد وكرامته و«حريته الشخصية» التي كفلتها أحكام الشريعة الإسلامية والأنظمة. والإشارة إلى خصوصية الفرد وحريته الشخصية تعني بجلاء أن خط الدفاع الذي ظل يرتكز على اتهام الفتيات بتحفيز المتحرشين وإغوائهم أضحى أوهى من خيط العنكبوت !