أخبار

«تقليص الحجاج» قرار مدروس لحفظ النفس.. ولا صحة لنظرية المؤامرة

المدير العام المساعد لمنظمة الصحة العالمية تخص عكاظ بأول حوار لصحيفة عربية:

كتب: فهيم الحامد falhamid2@

أكدت المدير العام المساعد لمنظمة الصحة العالمية لمقاومة مضادات الميكروبات البروفيسور الدكتورة حنان حسن بلخي أن المملكة تعتبر من أوائل الدول التي نفذت استجابة مبكرة ومرحلية للوباء الفايروسي، ودراسات مبنية على تقييم مخاطر انتشار الفايروس والعواقب المحتملة له. وقالت الدكتور خان بلخي لـ«عكاظ»، في أول حوار شامل لصحيفة عربية وسعودية «عن بُعد»: إن المملكة أخذت بعين الاعتبار إمكانات الرعاية الصحية القادرة على استيعاب الموقف الوبائي والتعامل مع الإصابات، خصوصا الحالات الحرجة، وفق الآليات الصحية العالمية، إضافة إلى منطلقات الالتزام بالعزل والتباعد الاجتماعي والحجر الذي يعتبر إلى اليوم أهم وأجدى طريقة لتقليل الإصابة بـ«كوفيد-19». وحول قرار المملكة اقتصار حج العام الحالي على أعداد محدودة جدا، قالت الدكتورة حنان بلخي إن المملكة اتخذت قرارا جريئا لا يصب في مصلحة تضييق دائرة الوباء فحسب، بل يعمل أيضا لمصلحة إنقاذ العالم من تفشي الوباء، إذ إنه في حال السماح لجميع الحجاج في الداخل أو الخارج بأداء الحج، قد تحدث موجة وباء عالمية أخرى. وأضافت: «إن القرار كان مؤلما، لكنه كان مدروسا ويصب لصالح صحة الإنسانية قاطبة». وفيما يلي نص الحوار:

• بداية، كيف تنظرون إلى مدى استجابة المملكة لوباء كوفيد-19 من ناحية الالتزام بالبروتوكولات العالمية؟

•• في الحقيقة المملكة تعتبر من ضمن الدول التي نفذت استجابة مبكرة ومرحلية للوباء مبنية على تقييم مخاطر انتشار الفايروس والعواقب المحتملة. وكان في صميم قرارها الأخذ بعين الاعتبار قدرة الرعاية الصحية على استيعاب الموقف والتعامل مع الحالات، خصوصا الحرجة منها، إضافة إلى منطلقات الالتزام بالعزل والتباعد الاجتماعي والحجر الذي يعتبر إلى اليوم أهم وأجدى طريقة للحد من انتشار الفايروس في غياب وجود علاج أو مصل. وكان القرار الذي اتخذته المملكة بتعليق زيارة الحرمين الشريفين وأداء العمرة إلى حين انجلاء الأزمة وتجاوز الخطر، صائبا، إذ وضعت أسس الاحترازات اللازمة لسلامة جميع المواطنين والمقيمين والمخالفين للأنظمة، وهذه كانت خطوة إيجابية أرسلت رسالة للعالم مفادها احترام المملكة لقيمة الإنسان سواء كان سعوديا أو مقيما.

التصنيف المثالي صعب

• بصراحة وشفافية، هل تصفين الاستجابة بالمثالية؟

•• من الصعب تصنيف أي دولة بالمثالية، إذ إننا نتعرف دائما من خلال هذه الأوبئة على نقاط الضعف لتقويتها وتعزيز مكامن القوة. والمملكة حديثة عهد بالتعامل مع الحرب الوبائية. ومن أهم عوامل النجاح التي حققتها المملكة هو التعامل مع الأزمة بشفافية كاملة ليتسنى لها اتخاذ القرار وتحسين قدرتها على تقوية وكفاءة الاستجابة مع الأزمة وعدم تكرار أي خطأ. وتميزت المملكة بسرعتها وحزمها في التصدي للوباء واتخاذ قرارات جريئة ووضع السياسات ونهج الاستجابة، حتى ظلت نسبة الوفيات من أقل النسب التي رُصدت في العالم، وهذا يدعو للفخر، لاسيما في تقديم الرعاية والفحص لكل فرد على أرض المملكة دون أي تمييز.

قرار تقليص الحجاج مدروس

• منظمة الصحة العالمية وصفت قرار المملكة بتنظيم الحج على نطاق محلي ضيق جدا يقتصر على المواطنين والمقيمين بالصائب، ما منظورها؟

•• منذ بداية تفشي الوباء، ومع كل وباء، تحفز منظمة الصحة العالمية الدول على الشراكة العالمية في الحفاظ على الصحة العامة والنفس البشرية. وتأتي هذه الشراكة بمئات الطرق المختلفة. والمملكة بادرت بالقيام بدورها في هذه الشراكة، إذ تحتفي بالحجاج من جميع أنحاء العالم، وتقوم على خدمتهم وضمان قيام شعيرة الحج بكل يسر وسهولة وأمان. ومن منطلق أن كثيرا من الحجاج يعودون إلى دولهم التي قد لا تستطيع التحكم بالوباء، وتقييم الخطر المحتمل، آثرت المملكة اتخاذ هذا القرار الحكيم ووقف حجاج الخارج هذا العام. والمنظمة تشيد بمثل هذا القرار.

قلق عالمي

• كيف تصفين المرحلة الأولى من الوباء في المملكة؟

•• كان هناك قلق عالمي خلال المراحل الأولى من الوباء بشأن تأثير هذا الفايروس على أنظمة الرعاية الصحية وعدم وجود اختبار تشخيصي مصادق عليه وافتقاد الدول القدرة على التصدي للمرض. وعليه، ركّزت المملكة في مراحلها الأولى من المواجهة على تحديد الحالات المشتبه بها وعزلها واقتفاء أثر مخالطي المرضى، وهذا أدى إلى استواء المنحنى في السعودية في وقت مبكر. إضافة إلى ذلك، فرضت المملكة خلال هذه المرحلة منع التجول وإغلاق مدن عدة إذا توجب الأمر اعتمادا على البيانات الوبائية. كما تم توجيه أماكن العمل باتباع إستراتيجيات للتخفيف من التواصل لكسر حلقة انتقال العدوى وفرض العمل عن بُعد قدر الإمكان. وهذا على نقيض ما رأيناه في دول كثيرة، إذ ارتفع عدد الحالات بشكل سريع، ما أدى إلى ضغط شديد في وحدات العناية المركزة. حقيقة، نجحت إستراتيجية المملكة في إنقاذ نظام الرعاية الصحية من الانهيار، وتحديدا عند مقارنتها بدول أخرى.

• هل هناك جوانب سلبية نتجت عن الاحترازات التي قامت بها الدول؟

•• هناك للأسف آثار كارثية على الدول، وتزداد هذه الآثار كلما تأخرت الدول في وضع الاحترازات وإيجاد الطرق البديلة للتعامل مع التحديات الاقتصادية والصحية الناجمة عن الإغلاق. صحيا وعلى سبيل المثال، نجد أن خدمات الرعاية الصحية تم تعليقها بسبب التكيف مع مرض كوفيد-19، وذلك أثّر على قدرة المرضى على مواصلة العلاج، كمرضى السرطان ومرضى غسيل الكلى، ومراقبة الأمراض غير المعدية وعلاجها، وبرامج لقاح الطفل. أما اقتصاديا، فالإغلاق الشامل وتأثيره على اقتصاد البلدان، خصوصا الشركات الصغيرة، أولوية خلال هذه المرحلة، وكما هو الحال في العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم وأهمية إيجاد حلول مناسبة.

• لماذا واجهنا هذا الوباء الآن، وما علاقته بالحيوانات؟

•• 70 % من الإصابات البشرية مصدرها حيواني. وتعرف هذه الظاهرة باسم قفزة الأنواع، إذ تقوم الطفرات الجينية بتزويد مسببات المرض وقدرتها على إصابة الخلية البشرية للمرة الأولى، ويشار إليها أيضا باسم مسببات الأمراض الناشئة أو المستجدة. وأحيانا تفقد مسببات الأمراض قدرتها في الاستمرار كمسبب أمراض للإنسان، ولا نرى سوى انتقال محدود من الإنسان إلى الإنسان. ومن بين الأمثلة على ذلك ما حدث مع مرض سارس في عام 2003. إذ نشأ من قط الزباد وتسبب في نحو 8 آلاف إصابة، و700 وفاة. كما أن فايروس ميرسكورونا هو مثال آخر لمسببات الأمراض الجديدة التي تصيب البشر. ينشأ من الخفافيش ويصيب البشر من خلال وسيط، هو الجمل. لكن هذا الفايروس لم يتراجع ولا يزال يتسبب في أمراض بشرية بشكل رئيسي في شبه الجزيرة العربية. ومن بين الأمثلة الأخرى أنفلونزا الطيور الناجمة عن الدجاج، وأنفلونزا الخنازير الناتجة عن الخنازير. إذ يتم تأكيد مصدر هذه الفايروسات من خلال تسلسل الجينوم بالكامل المتعلق بالمعلومات الجينية في بنوك الجينات المعروفة التي يمكن للعلماء الوصول إليها.

• يبدو أنك تركزين على دور البشر في التحكم فيما وصفته بـ«قفزة الأنواع»، إذاً ما هو دور منظمة الصحة العالمية في ذلك؟

•• منظمة الصحة العالمية هي الوكالة العالمية الرائدة في مجال الصحة، وقد انتُقدت في خضم انتشار هذا الوباء بسبب بطء أو نقص أو استجابة غير ملائمة لوباء كوفيد-19. وقادت المنظمة التعامل مع تفشي العديد من الأمراض حول العالم التي كان آخرها قبل كوفيد-19، إيبولا الأسوأ تفشيا، ولكن نجاح السيطرة الكاملة على انتشار فايروس جديد يعتمد على الشراكة العالمية في الاستجابة والتعاون بين الدول والوكالات الصحية المحلية والمجاورة.

ويعد الكشف المبكر للمرض من الركائز الأساسية لمنظمة الصحة العالمية التي تعتمد على المعلومات النابعة من أنظمة الصحة العامة القوية في البلد المعني. إذ يصبح تحديد المرض ممكنا من خلال وجود مؤشر للاشتباه في مجموعة من المرضى الذين يعانون من متلازمة معينة. لذا قد نتخيل أهمية قيام الدول بالاستثمار في الكشف المبكر عن المرض من خلال إنشاء أنظمة مراقبة وإعداد تقارير على مستوى الدولة. وقدمت منظمة الصحة العالمية إرشادات حول كيفية تحقيق هذا الهدف، ووضعت له توجيهات معينة على أسس الاتفاق مع الدول الأعضاء استنادا إلى الأنظمة الصحية الدولية وتحديد نقطة اتصال للوائح الصحية في كل بلد. وبمجرد وجود شكوك يجب اتباع سلسلة من العمليات وذلك بسرعة التدخل المناسب للتخفيف من الانتشار. إن إحدى هذه العمليات هي إبلاغ منظمة الصحة العالمية لبذل جهود تعاونية لضمان الحماية المحلية والعالمية، لذلك أرى المسؤولية مشتركة.

• لماذا لا تلتزم بعض الدول بهذه الاتفاقيات؟

•• تعتبر هذه العملية معقدة للغاية، إذ قرر العديد من البلدان عدم الانخراط فيها، لأن هناك عوائق محتملة تنتج من تحديد مسببات الأمراض الناشئة على اقتصاد البلدان. فإذا تم تحديد أن المرض المستجد بلغ قدرة انتشار عالية توصف من خلال رقم حسابي (Ro value)، فيتوجب على المنظمة استدعاء لجنة لإقرار خطورة الوضع، وما إن يتم إعلان وجود طوارئ حتى تدعو المنظمة إلى قلق عالمي يترتب عليه إغلاق الحدود والحد من السفر، وذلك قد يؤثر على سياسات واقتصادات الدول.

• هل السماح بالمناعة المجتمعية أو ما يسمى بـ«مناعة القطيع» هو الحل للتغلب على هذا الوباء؟

•• إن مفهوم المناعة المجتمعية مثير للاهتمام، إذ يُتوقع أن المصابين بهذا المرض محميون مدى الحياة أو على الأرجح لمدة معينة، وهذا غير مفهوم كليا في الوقت الراهن. بعض الدول في أوروبا وغيرها اعتمدت هذه النظرية، ولم تفرض احترازات مشددة، متأملة في إيجاد مناعة مجتمعية عالية، وفي الوقت نفسه عدم هز اقتصادها، لكنها عانت بعد ذلك من ارتفاع نسبة الوفيات.

• ما طرق العدوى الأخرى، هل يمكن أن تمر عبر الرضاعة الطبيعية أو التبرع بالدم؟

•• لا يوجد دليل على انتقال الفايروس من خلال الرضاعة الطبيعية أو حليب الأم أو التبرع بالدم، وبالتالي لا توجد توصية لمنع الرضاعة الطبيعية أو التبرع بالدم. من المهم اتباع الإرشادات المتعلقة بالتبرع بالدم، إذ يمكن استبعاد المصابين بأعراض، بغض النظر عن جائحة كوفيد-19، من التبرع على أي حال، وذلك حسب بروتوكولات بنوك الدم الروتينية.

• هل هناك دور ريادي للمنظمة في إقامة التجارب العلمية؟

•• نعم، عقدت المنظمة في فبراير الماضي اجتماعا ضم مجموعة من الخبراء لتحديد مسارات الأبحاث والمساعدة في تحديد أولويات جدول أعمال بحوث كوفيد-19. ومن ضمن المسارات الـ9 التي تم تحديدها نجد مسار جدول الأبحاث العلاجية، وقد تم تحديد 4 علاجات واعدة تستخدم أسسا بحثية قوية من الممكن أن تنتج في النهاية علاجا وقدرة على تقليص عدد الوفيات ومدة الحاجة للتدخلات العلاجية الأخرى المتاحة في العناية المركزة. من المهم الاعتراف بأن هذه الخطوة هي الأولى من نوعها التي يتم فيها إطلاق مبادرة عالمية بهذا الحجم. ننتظر الانتهاء من هذه الدراسات وخضوعها لتحكيم علمي غير متحيز كي تخرج في مجلات علمية، ليتسنى لنا في المنظمة بعد ذلك إدخال توصية للعلاج في الإرشاد الدليلي لعلاج كوفيد-19، الذي يتم تحديثه متى ما وجدت دراسة جديدة.

• بدأت التجارب البشرية للقاح، وهناك محاولات كثيرة في جميع أنحاء العالم، ما الدراسة التي تعتبرها منظمة الصحة العالمية واعدة، ولماذا؟

•• أعطت منظمة الصحة العالمية الأولوية لتطوير لقاح ضد هذا الفايروس علما منها بأنه سريع الانتشار ولأهمية العودة إلى سبل العيش الطبيعية. وتعمل المنظمة مع شركاء من جميع أنحاء العالم للمساعدة في تسهيل تمويل تطوير اللقاحات والتعاون في إجراء التجارب السريرية لتحقيق هذا الهدف. نحتاج أيضا أن نتذكر أن تطوير واختبار اللقاح عادة يتطلب بين 10 و15 سنة. ومع ظهور هذا الفايروس ونظرا إلى التوفر السريع لتسلسل الجينوم الكامل له، وهو بطبيعة الحال ضروري لتطوير لقاح، بدأت التجارب السريرية الأولى بعد شهرين من انطلاق تسلسل الفايروس. نتوقع أن يكمل مرشحان على الأقل مرحلة التجارب السريرية بحلول نهاية العام، لكن النتائج ليست متاحة حتى الآن. وبمجرد التوصل إلى لقاح مرشح يجب أن يكون هناك مزيد من التعاون الدولي لإنتاجه وتوريده للعالم.

• هل هناك علامات مشجعة على حدوث تقدم في أساليب علاج كوفيد-19 لتقليل نسب الوفيات المتوقعة في المستقبل؟

•• للأسف لم تنتهِ الدراسات السريرية المتعلقة بالعلاج إلى الآن.

• يتم الترويج على نطاق واسع لتناول الفيتامينات مثل «سي» و«د» والزنك بانتظام من أجل تعزيز المناعة، بما في ذلك الأطعمة التقليدية والأعشاب والتوابل والأدوية أيضا، ما موقفكم من ذلك؟

•• لا توجد دراسات سريرية تثبت جدوى هذه المقترحات العلاجية.

ما حقيقة الجدل حول «هيدروكسي كلوروكوين»؟

وحول سؤال عن أسباب خلق منظمة الصحة العالمية الارتباك مع إضافة وإزالة هيدروكسي كلوروكوين إلى نظام علاج كوفيد قالت الدكتور حنان بلخي هناك خلط بين أمرين مهمين:

الأول هو دور المنظمة في إيجاد دلائل إرشادية للعلاج والذي يتم من خلال شبكة الخبراء، مرورا بخطوات واضحة للتأكد من الاعتماد على دراسات علمية منشورة في مجلات علمية محكمة حين وضع الدليل الإرشادي. والأمر الثاني، وهو منفصل تماما عن الأول، وهو ما تقوم بها المنظمة من إيجاد، ومتابعة التجارب العلمية والعالمية لتقييم علاجات مقترحة لمرض كوفيد. واعتمدت المنظمة 4 مناهج علمية لدراسة 4 مقترحات علاجية، تخضع لمراقبة من مختصين، كما هو الحال في جميع التجارب العلمية، من ضمنها الهيدروكسي كلوروكين.

وهنا تم إيقاف الهيدركسي كلوروكين لوجود مؤشرات تستدعي إعادة النظر في مأمونية الدراسة وحين تم ذلك، أوصت اللجنة وليست المنظمة باستكمال الدراسة. ومعروف أن هذا الدواء لطالما أثار الجدل سواء بين الأخصائيين الطبيين أو حتى بين السياسيين، فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان قد دعا إلى البدء بإجراء تجارب سريرية باستخدامه منذ منتصف أبريل الماضي. واستخدم هذا المركب الدوائي منذ عقود كعقار مضاد للملاريا، وتوسع استخدامه لعلاج أمراض الروماتيزم، وبحسب البروفيسور بيتر هوراك رئيس الجمعية الأوروبية للصيادلة فإن هذا العقار يعمل على تقوية المناعة أو تعديل الاستجابة المناعية، ويمكن أن يستخدم في حالات معينة كدواء مضاد للفايروسات أو الالتهابات في أمراض نادرة. كما استخدم هذا الدواء لعلاج فايروس سارس عام 2003، وبما أن الفايروس الجديد من فئة الفايروسات التاجية، فإن العلماء يجرون تجارب على مدى نجاعته في معالجة كوفيد-19، الدكتور حامد ميرشانت من جامعة هوديرسفيلد قال ليورو نيوز إن التجارب تتوخى معرفة ما إن كان يمكن لهذا المركب الدوائي أن يستخدم لعلاج الحالات الخطيرة من للالتهابات الرئوية على مستوى الخلايا، أو إن كان يمكن استخدامه لعلاج الالتهابات الناجمة عن فايروس كورونا.

«كوفيد 19» مرتبط بالخفافيش

وحول حقيقة ما يثار أن الفايروس لم يتم تحويره وراثيا وإطلاقه في المجتمع لتحقيق مكاسب سياسية، كشفت الدكتورة حنان بلخي أن الدراسة المتعلقة بفايروس كوفيد المعزول عن البشر حتى الآن تشير إلى ارتباطه بشكل وثيق جينيا بفايروسات كورونا المعزولة من مجموعة الخفافيش، وهذا مشابه لما تم تحديده كسبب لمرض «سارس» مما يشير إلى أن كليهما نشأ بيئيا من الخفافيش. كما تستبعد هذه النتائج احتمال أن يكون الفايروس نتيجة للتلاعب البشري أو الهندسي وبالتالي استبعاد نظرية المؤامرة.

وحول إن كان بالإمكان الانتشار يتم عن طريق المصابين بدون أعراض من قبل حاملي كوفيد الذين يمرضون فعلا أم لا، قالت الدكتورة بلخي إنه من المهم أن نفرق بين المصابين بدون أعراض وأولئك الذين لم تظهر عليهم الأعراض بعد.

من الواضح أن المصابين بدون أعراض يمكن أن ينقلوا العدوى ولكننا لازلنا بحاجة إلى المزيد من الأبحاث لتقدير مدى الانتقال من هذه المجموعة.

ومن ناحية أخرى يبقى الأمر مهماً بالنسبة للعدوى من المرضى ذوي الأعراض وبشكل خاص في الأيام القليلة التي تسبق ظهور الأعراض.

من المهم عند طرح هذه الأسئلة أن نتذكر دائما أننا نتعامل مع مرض كان موجودا منذ 6 أشهر فقط.

هناك الكثير من الدراسات التي وجب فعلا إجراؤها حول هذا الفايرو بما في ذلك الموسمية ومسببات المرض والعدوى ومدة المناعة والعديد من الجوانب الأخرى للمرض.

متى تنتهي جائحة القرن؟

وحول نظرتها لمرحلة التكيف القادمة مع بدء العودة للحياة قالت الدكتورة بلخي إن مرحلة العودة تعتبر المرحلة الأكثر أهمية لأي بلد ما لأنها ستعتمد على الشراكة بين الشعب والحكومة، أي المسؤولية المشتركة للسماح بعودة الحياة إلى شكلها الطبيعي مع مراعاة أن الفايروس لا يزال متواجدا في المجتمع.

هناك حاجة ماسة لليقظة بهدف الحفاظ على انتقال منخفض للعدوى في المجتمع. إذ يعتمد نجاح أي دولة في استعادة القدرة التجارية المفقودة وعودة الحياة إلى طبيعتها على هذه الشراكة والمملكة ستتبع هذا المنوال.

وقد أكد هذا الوباء حقا على قدرتنا في تغيير أسلوب حياتنا، حيث يمكن تحقيق التباعد الاجتماعي وتعزيز النظافة في جميع جوانب الحياة، والملاحظة المثيرة للاهتمام هي أن فرض أسلوب حياة جديد قد أدى إلى المزيد من الفوائد البيئية التي كنا نعتقد ذات يوم أنها مستحيلة.

وحول موعد انتهاء الوباء؛ قالت نحن أمام جائحة لم نشهدها خلال هذا القرن. إن القدرة على التخفيف مما يحدث اليوم وضمان عدم حدوثه مرة ثانية سيعتمد إلى حد كبير على جهد تعاوني عالمي يضم جميع البلدان، ولكن قبل التعمق أكثر في هذه النقطة فإنه من الحكمة فهم ما هي النظرية الفعلية لظهور مثل هذا الفايروس وما هي التجارب السابقة في هذا الصدد.