المرتزقة الإقليميون
من زاوية مختلفة
الاثنين / 29 / ذو القعدة / 1441 هـ الاثنين 20 يوليو 2020 00:47
طارق الحميد
نحن أمام ثلاثة أخبار يفترض أن تثير اهتمام المؤسسات، والمنظمات، الدولية، إعلامياً، وسياسياً، وحقوقياً، أو هكذا يفترض؛ الخبر الأول إرسال إيران أسلحة للحوثيين عن طريق الصومال، من خلال التجنيد، ودفع الأموال.
والثاني إعلان البنتاغون عن عدد المرتزقة السوريين الذين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا هو أربعة آلاف مرتزق. والخبر الثالث تسليم قبرص الولايات المتحدة أحد أعضاء حزب الله بتهمة تهريب المخدرات. كل خبر من هذه الأخبار الثلاثة يفترض أن يكون قصة الأسبوع، ودليلاً على خطورة ما يحدث بمنطقتنا.
تهريب السلاح عبر الصومال للحوثيين من قبل الإيرانيين يعني استغلال مرتزقة، ومهربين، وجماعات جريمة منظمة، وكذلك إرهابيين، ويعني أن إيران تعتدي ليس فقط على السعودية، بل واليمن نفسها، وبالتالي الأمن الإقليمي، والسلم الدولي.
وإرسال المرتزقة السوريين من قبل تركيا إلى ليبيا يعني أموراً عدة يتغافلها البعض في الغرب، وتحديداً اليساريين النشطاء في المنظمات الحقوقية، ومنها، أولاً، إن من شأن ذلك إعادة جذوة الإرهاب بمنطقتنا من خلال هؤلاء المرتزقة، وتجربة المقاتلين العرب بأفغانستان ضد الاتحاد السوفيتي، سابقاً، أبسط مثال، فيوماً ما سيعود هؤلاء المرتزقة إلى مناطقهم، وسيكون مصيرهم المحتوم هو الإرهاب، مما يعني موجة إرهابية أخرى، أو قل ثالثة، بعد القاعدة، وداعش.
الأمر الآخر الذي يعنيه إرسال المرتزقة السوريين لليبيا من قبل تركيا، أنه ينسف كذبة أن الأزمة، أو الصراع، بالمنطقة بين السعودية، ودول الاعتدال، مع إيران هو صراع طائفي، أو حرب بالوكالة، كما يردد في الغرب، حيث إن تركيا ليست شيعية، ولا النزاع معها في ليبيا، أو سوريا، أو العراق، حرب بالوكالة، بل إن تركيا شريكة في الاستانة مع إيران وروسيا في ما يختص بسوريا، مما يعني أن تركيا هي الوجه الآخر لإيران، حيث المطامع بالمنطقة، ولكل منهما سببه.
بالنسبة لإيران، فمن المعلوم أن دستورها ينص على نشر الثورة الخمينية، وتفعل ما تفعله من أجل مساومة الغرب على ملفها النووي، ولكن ليس داخل الأراضي الإيرانية، وإنما في أراضي الغير، مما يمكن إيران من إضعاف الدول العربية، وتمزيق وحدة صفها.
أما تركيا فإنها تتحرك في المنطقة مدفوعة بمطامع إحياء العثمانية الجديدة، وطمعاً بمصادر النفط، والغاز، بالمنطقة، حيث إن إيران وتركيا يرون فرصة بالانقضاض على المنطقة ودولها، وسط تغاضٍ غربي مريب. ونقد لكل ما تفعله الدول العربية الحريصة على مفهوم الدولة، والاستقرار!
وعليه فإن منطقتنا تعاني من المرتزقة الإقليميين، وإن اختلفت شعاراتهم، وهم وجهان لعملة واحدة وهي تدمير المنطقة، ودولها، ومفهوم الدولة من الأساس، فهل يلحظ الغرب ذلك؟ أم أنه يتغافل عن رؤية ما تفعله كل من إيران وتركيا؟ أمر محير فعلاً.
والثاني إعلان البنتاغون عن عدد المرتزقة السوريين الذين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا هو أربعة آلاف مرتزق. والخبر الثالث تسليم قبرص الولايات المتحدة أحد أعضاء حزب الله بتهمة تهريب المخدرات. كل خبر من هذه الأخبار الثلاثة يفترض أن يكون قصة الأسبوع، ودليلاً على خطورة ما يحدث بمنطقتنا.
تهريب السلاح عبر الصومال للحوثيين من قبل الإيرانيين يعني استغلال مرتزقة، ومهربين، وجماعات جريمة منظمة، وكذلك إرهابيين، ويعني أن إيران تعتدي ليس فقط على السعودية، بل واليمن نفسها، وبالتالي الأمن الإقليمي، والسلم الدولي.
وإرسال المرتزقة السوريين من قبل تركيا إلى ليبيا يعني أموراً عدة يتغافلها البعض في الغرب، وتحديداً اليساريين النشطاء في المنظمات الحقوقية، ومنها، أولاً، إن من شأن ذلك إعادة جذوة الإرهاب بمنطقتنا من خلال هؤلاء المرتزقة، وتجربة المقاتلين العرب بأفغانستان ضد الاتحاد السوفيتي، سابقاً، أبسط مثال، فيوماً ما سيعود هؤلاء المرتزقة إلى مناطقهم، وسيكون مصيرهم المحتوم هو الإرهاب، مما يعني موجة إرهابية أخرى، أو قل ثالثة، بعد القاعدة، وداعش.
الأمر الآخر الذي يعنيه إرسال المرتزقة السوريين لليبيا من قبل تركيا، أنه ينسف كذبة أن الأزمة، أو الصراع، بالمنطقة بين السعودية، ودول الاعتدال، مع إيران هو صراع طائفي، أو حرب بالوكالة، كما يردد في الغرب، حيث إن تركيا ليست شيعية، ولا النزاع معها في ليبيا، أو سوريا، أو العراق، حرب بالوكالة، بل إن تركيا شريكة في الاستانة مع إيران وروسيا في ما يختص بسوريا، مما يعني أن تركيا هي الوجه الآخر لإيران، حيث المطامع بالمنطقة، ولكل منهما سببه.
بالنسبة لإيران، فمن المعلوم أن دستورها ينص على نشر الثورة الخمينية، وتفعل ما تفعله من أجل مساومة الغرب على ملفها النووي، ولكن ليس داخل الأراضي الإيرانية، وإنما في أراضي الغير، مما يمكن إيران من إضعاف الدول العربية، وتمزيق وحدة صفها.
أما تركيا فإنها تتحرك في المنطقة مدفوعة بمطامع إحياء العثمانية الجديدة، وطمعاً بمصادر النفط، والغاز، بالمنطقة، حيث إن إيران وتركيا يرون فرصة بالانقضاض على المنطقة ودولها، وسط تغاضٍ غربي مريب. ونقد لكل ما تفعله الدول العربية الحريصة على مفهوم الدولة، والاستقرار!
وعليه فإن منطقتنا تعاني من المرتزقة الإقليميين، وإن اختلفت شعاراتهم، وهم وجهان لعملة واحدة وهي تدمير المنطقة، ودولها، ومفهوم الدولة من الأساس، فهل يلحظ الغرب ذلك؟ أم أنه يتغافل عن رؤية ما تفعله كل من إيران وتركيا؟ أمر محير فعلاً.