عندما كشف الراعي الغطاء عن «حزب الله»
الثلاثاء / 30 / ذو القعدة / 1441 هـ الثلاثاء 21 يوليو 2020 04:22
زياد عيتاني (بيروت) ziadgazi@
الدعوة للحياد التي أطلقها البطريرك الماروني بشارة الراعي باتت ككرة الثلج تكبر يوماً بعد يوم مع التفاف سياسي وشعبي حولها، ولعل أبرز هذه الالتفافات التي لم يعرها الإعلام اللبناني اهتماماً هو صعود المجموعات الشبابية المحركة للثورة وللحراك الشعبي منذ 17 اكتوبر 2019 وتحديداً في مناطق الذوق وجل الديب وضبية وجونية وانطلياس.
لقد تمكن البطريرك الراعي عبر فكرة حياد لبنان كمخرج لكل الأزمات أن يشغل حيز المرجعية الوطنية الوحيدة في هذه المرحلة ولعل الأهم أنه بات الزعيم المسيحي الأول الذي وحده يمنح الغطاء لأيّ تحالف أو تحرك أو موقف. وهنا يكمن قلق «حزب الله» من دعوة البطريرك وحراكه.
لقد استند حزب الله منذ 2005 في تكريس هيمنته على لبنان وقراره الرسمي إلى ورقة التفاهم التي أبرمها ووقعها مع التيار العوني في كنيسة مار مخايل على تخوم الضاحية الجنوبية لبيروت.
أمّن التيار العوني الغطاء المسيحي لحزب الله، فأمّن الحزب للتيار وصول رئيسه إلى سُدة رئاسة الجمهورية وقبل وبعد ذلك الهيمنة على كل الحكومات التي شُكلت منذ 2005 حتى 2020.
ما كان للعماد ميشال عون أن يصل لرئاسة الجمهورية لولا دعم حزب الله وإصراره على تعطيل الانتخابات النيابية حتى أقرّ الجميع بانتخابه. وما كان للوزير جبران باسيل أن يصبح نائباً لولا إصرار حزب الله على تعديل قانون الانتخابات وتعطيل الانتخابات النيابية، حتى إقراره على مقاس باسيل.
ما فعله البطريرك الراعي عبر الدعوة لحياد لبنان وضع نقطة في نهاية سطر الحكاية العونية في إمساكها للقرار المسيحي، وبالتالي لم تعد غطاء ولا حتى وسادة لمن يريد الاتكاء عليها. حزب الله ما بعد كلام الراعي هو غيره ما قبل هذا الكلام، فحزب ولاية الفقيه يشعر اليوم بالوحدة الداخلية بعد العزلة الدولية والعربية، هو يشعر وكأن الكون كله بات ضده في هذه المرحلة. ويبقى السؤال كيف سيتصرف الحزب مع الوقائع الجديدة؟! خيارات حزب الله وأمينه العام ليست بالكثيرة لا بل محدودة جداً ومحصورة بين أمرين الأول، أن يقتنع أن كل شيء تغيّر وأن المغامرات التي خاضها في الداخل والخارج لم تكن انتصارات بل أقرب إلى الهزائم الاستراتيجية، وبالتالي ينكفئ إلى الداخل ليكون فريقاً من الأفرقاء اللبنانيين تحت سقف القانون والدستور.
أما الأمر الثاني فهو الذهاب إلى مغامرة عسكرية على قاعدة اقلب الطاولة لعلك تجد أسفلها شيئاً جديداً، وهو أمر غير محسوم العواقب والنتائج.
وما بين الأمرين ينتظر حزب الله ويأمل بسقوط الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية متوهماً أن يكون بايدن من أصول فارسية أو أن يكون الحزب الديمقراطي من تحالف قوى الممانعة في لبنان وسورية.
لقد تمكن البطريرك الراعي عبر فكرة حياد لبنان كمخرج لكل الأزمات أن يشغل حيز المرجعية الوطنية الوحيدة في هذه المرحلة ولعل الأهم أنه بات الزعيم المسيحي الأول الذي وحده يمنح الغطاء لأيّ تحالف أو تحرك أو موقف. وهنا يكمن قلق «حزب الله» من دعوة البطريرك وحراكه.
لقد استند حزب الله منذ 2005 في تكريس هيمنته على لبنان وقراره الرسمي إلى ورقة التفاهم التي أبرمها ووقعها مع التيار العوني في كنيسة مار مخايل على تخوم الضاحية الجنوبية لبيروت.
أمّن التيار العوني الغطاء المسيحي لحزب الله، فأمّن الحزب للتيار وصول رئيسه إلى سُدة رئاسة الجمهورية وقبل وبعد ذلك الهيمنة على كل الحكومات التي شُكلت منذ 2005 حتى 2020.
ما كان للعماد ميشال عون أن يصل لرئاسة الجمهورية لولا دعم حزب الله وإصراره على تعطيل الانتخابات النيابية حتى أقرّ الجميع بانتخابه. وما كان للوزير جبران باسيل أن يصبح نائباً لولا إصرار حزب الله على تعديل قانون الانتخابات وتعطيل الانتخابات النيابية، حتى إقراره على مقاس باسيل.
ما فعله البطريرك الراعي عبر الدعوة لحياد لبنان وضع نقطة في نهاية سطر الحكاية العونية في إمساكها للقرار المسيحي، وبالتالي لم تعد غطاء ولا حتى وسادة لمن يريد الاتكاء عليها. حزب الله ما بعد كلام الراعي هو غيره ما قبل هذا الكلام، فحزب ولاية الفقيه يشعر اليوم بالوحدة الداخلية بعد العزلة الدولية والعربية، هو يشعر وكأن الكون كله بات ضده في هذه المرحلة. ويبقى السؤال كيف سيتصرف الحزب مع الوقائع الجديدة؟! خيارات حزب الله وأمينه العام ليست بالكثيرة لا بل محدودة جداً ومحصورة بين أمرين الأول، أن يقتنع أن كل شيء تغيّر وأن المغامرات التي خاضها في الداخل والخارج لم تكن انتصارات بل أقرب إلى الهزائم الاستراتيجية، وبالتالي ينكفئ إلى الداخل ليكون فريقاً من الأفرقاء اللبنانيين تحت سقف القانون والدستور.
أما الأمر الثاني فهو الذهاب إلى مغامرة عسكرية على قاعدة اقلب الطاولة لعلك تجد أسفلها شيئاً جديداً، وهو أمر غير محسوم العواقب والنتائج.
وما بين الأمرين ينتظر حزب الله ويأمل بسقوط الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية متوهماً أن يكون بايدن من أصول فارسية أو أن يكون الحزب الديمقراطي من تحالف قوى الممانعة في لبنان وسورية.