الناس

رحل الصديقي وترك علاجا للقلوب العليلة

محمد الأهدل (جدة) ralahdal@

«الخير الشيء الوحيد الذي لا يموت حين يرحل فاعله»، مقولة جسدها واقعا جراح القلب البروفيسور أحمد الصديقي الذي غادر الدنيا يوم عرفة، (الخميس الماضي)، ورغم أن رحيله ترك حالة من الحزن بين محبيه وكل من تعامل معه، معتبرين وفاته خسارة لما عرف عن إنسانيته وكفاءته في تخصص دقيق، لكنهم لن ينسوه نظرا لما قدمه لهم ولمجتمعهم من أفعال جليلة كثيرة ستظل شاهدة على نبل هذا الرجل ومحبته لفعل الخير.

وأكدوا أنهم رغم إيمانهم بقضاء الله وقدره والقبول به، إلا أن الحسرة تملكتهم برحيل الصديقي، سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، ويلهم محبيه الصبر وحسن العزاء.

ووصفوا الفقيد بالشخصية الاستثنائية المؤثرة القادرة على إحداث الفارق في أي مجال يخوض فيه، مستشهدين بقدرته على تأسيس وحدة جراحة القلب بجامعة الملك سعود، إضافة إلى فضله ودوره المؤثر في مسيرة تطوير خدمات القلب بالسعودية.

كان بمثابة الأب لكل من عمل معه، لم يتأخر عن تقديم أي معلومة لكل من أرادها من طلابه، فضلا عن إنسانيته المتدفقة أثناء علاج مرضاه، يركز على النواحي النفسية والسيكولوجية ويسعى للارتقاء بها لدى المريض قبل أن يدخله غرفة العمليات.

عرف بأخلاقه النبيلة والتزامه الديني. رحل يوم عرفة وهو صائم، وكان الوطن اهتمامه الأول. سعى لخدمته من خلال مجال الطب وتدريسه وتخريج أطباء متميزين. سيذكره كثير من مرضى القلب الذين تماثلوا للشفاء وعادوا للحياة بعد أن أجرى لهم العمليات، إضافة إلى طلابه الذين نهلوا من علمه وباتوا يقدمون خدمات جليلة لوطنهم، «غيّب الموت الصديقي وبقيت أفعاله الخيّرة شاهدة له».