كتاب ومقالات

بسلامٍ آمنين «دائماً»

منى المالكي

إقامة شعيرة الحج لهذا العام وبهذا العدد الرمزي بسبب جائحة كورونا فرصة نادرة لدراسة إيجابيات هذه الحالة، حالة التنظيم الرائعة على جميع المستويات الصحية والأمنية، بل هناك تفرغ كامل للعبادة وهذا هو الغرض الرئيس من أداء فريضة الحج.

ستشير الأصابع كلها إلى العدد البسيط لحجاج هذا العام ولذلك كان التنظيم المميز، ولكن الحج لهذا العام كان نموذجاً لما نأمل أن يكون عليه الأعوام القادمة، فأعداد الحجاج الكبيرة التي تصل إلى المليونين والنصف في الأعوام السابقة هي السبب الرئيس الذي يعيق الخدمات الكبيرة التي تقدمها الدولة.

لذلك النقطة الأولى التي يجب أن يُستفاد منها من حج هذا العام هي تقنين الأعداد بحيث تُقلص إلى عدد تستوعبه المساحة المحدودة في الأيام المعدودة!

الشيء الآخر الذي يُحسب لحج هذا العام هو ظهور الخدمات التي قدمتها حكومتنا ظهوراً واضحاً بارزاً، بل وظهر الشباب السعودي في صورة مشرفة قادت جموع الحجيج في تنظيم مميز وخدمة رائعة، ولم تكن هذه الجهود لتبرز لولا هذه الأعداد المقننة.

خلو الحج من الإصابات الصحية بفايروس كورونا أو غيره من الأمراض نجاح آخر يُحسب، وظهر جلياً بارزاً رغم كل المحاولات الفاشلة البائسة التي شككت في تميز حج هذا العام، وهذا قدرنا الذي نعرفه جيداً فنحن المحور والمدار الذي يحاول الجميع مطاردته لعل وعسى يحظون بشيء من ضوء أو قليل من اهتمام.

التقارير التي سيدرسها المسؤولون لحج هذا العام لابد أن تبرز نقطة الأعداد واضحة جلية حتى يمكن البناء عليها لحج آمن وبسلام دائم.