برناوي يستذكر الماضي.. «قلب دفاع» یحمي الاتصالات من الانقطاع
الأربعاء / 15 / ذو الحجة / 1441 هـ الأربعاء 05 أغسطس 2020 02:39
«عكاظ» (مكة المكرمة) okaz_online@
في صغره، كان همه الأكبر حمایة شباك فریقه الكروي من استقبال الأهداف، وظل یركض في ملاعب حواري مكة في السبعینات والثمانینات قلبا للدفاع، وبعد 30 عاما تحول إلى قلب دفاع من نوع آخر، همه الأكبر حمایة شبكة الاتصال من انقطاع الخدمة في موسم الحج.
إدریس عمر برناوي فني اتصالات یغزو الشیب لحیته، لكنه یسير بهمة المدافعین: «كان یمكن أن أكون مدافعا بارزا في أحد الأندیة السعودیة، لكن «انبراشة» مني ضد لاعب منافس في مباراة حبیّة داخل معهد الاتصالات غیرت كل شيء، شاهدته یتألم بشدة، فتألمت، وقررت الاعتزال».
بلباس مهني وخوذة، ظل برناوي یتنقل بین المشاعر، لمراقبة أداء كبائن وأنظمة الاتصال: «أنا هنا منذ 30 عاما، عملت في كل مواسم الحج، منذ أن كان الحجیج یصطفون في طابور هاتف العملة، حتى الوقت الذي اصطفت فیه تطبیقات التواصل داخل الهاتف الجوال». ویكمل برناوي: «عملنا لیس سهلا، قدیما كنا نتعامل مع مادة الأسید الخطرة لتعبئة بطاریات الاتصال للحفاظ على الخدمة، كانت تخیفني، والتعبئة یجب أن تكون بعنایة حتى لا یطالني أي ضرر، ومع أعمال الصیانة المكثفة قبل موسم الحج یجب أن تكون في الموعد، أي عطل في الشبكة لا یمكن قبوله على الإطلاق».
التحول الرقمي طال كل شيء، وتغير عمل برناوي، فالمسألة لم تعد متعلقة بحمایة البطاریات بل تحولت إلى حمایة البیانات، كما یصف: «لا.. لیس هناك وجه للمقارنة، العمل الآن أقل مشقة بدنیا، لكنه یتطلب حضورا ذهنيا أكثر، فبدل صعود الجبال المتكرر، على الفني العبور بأودیة من الخوارزمیات كي يحافظ على استمراریة التشغیل».
ویؤمن برناوي وهو في منتصف الخمسینات، بأن تعطل الاتصال یماثل تعطل الحیاة، وأن هناك مستقبلا زاهرا لم نصل إلیه بعد: «هناك أشیاء أخرى ستذهلنا، عملت في هذا المجال منذ 30 عاما، لم أتخیل كل تطور حدث». ويتساءل: «من كان یتصور قبل 20 عاما بأن حاجا في منى یمكنه أن یحضر بأسرته إلى هنا افتراضیا وعبر اتصال؟». قبل عام بالضبط، كان إدریس في مثل هذه الأیام یعاني الألم داخل مستشفیات مكة: «توقعت أنني سأموت في تلك اللحظة، كنت في رحلة عمل على متن دراجة ناریة، سیارة تسیر بسرعة جنونیة اصطدمت بي، لم أشاهد شيئا حینها سوى سیارة كادت تدهسني، وأنا ملقى على الطریق، وتوقفت في آخر لحظة».
إدریس عمر برناوي فني اتصالات یغزو الشیب لحیته، لكنه یسير بهمة المدافعین: «كان یمكن أن أكون مدافعا بارزا في أحد الأندیة السعودیة، لكن «انبراشة» مني ضد لاعب منافس في مباراة حبیّة داخل معهد الاتصالات غیرت كل شيء، شاهدته یتألم بشدة، فتألمت، وقررت الاعتزال».
بلباس مهني وخوذة، ظل برناوي یتنقل بین المشاعر، لمراقبة أداء كبائن وأنظمة الاتصال: «أنا هنا منذ 30 عاما، عملت في كل مواسم الحج، منذ أن كان الحجیج یصطفون في طابور هاتف العملة، حتى الوقت الذي اصطفت فیه تطبیقات التواصل داخل الهاتف الجوال». ویكمل برناوي: «عملنا لیس سهلا، قدیما كنا نتعامل مع مادة الأسید الخطرة لتعبئة بطاریات الاتصال للحفاظ على الخدمة، كانت تخیفني، والتعبئة یجب أن تكون بعنایة حتى لا یطالني أي ضرر، ومع أعمال الصیانة المكثفة قبل موسم الحج یجب أن تكون في الموعد، أي عطل في الشبكة لا یمكن قبوله على الإطلاق».
التحول الرقمي طال كل شيء، وتغير عمل برناوي، فالمسألة لم تعد متعلقة بحمایة البطاریات بل تحولت إلى حمایة البیانات، كما یصف: «لا.. لیس هناك وجه للمقارنة، العمل الآن أقل مشقة بدنیا، لكنه یتطلب حضورا ذهنيا أكثر، فبدل صعود الجبال المتكرر، على الفني العبور بأودیة من الخوارزمیات كي يحافظ على استمراریة التشغیل».
ویؤمن برناوي وهو في منتصف الخمسینات، بأن تعطل الاتصال یماثل تعطل الحیاة، وأن هناك مستقبلا زاهرا لم نصل إلیه بعد: «هناك أشیاء أخرى ستذهلنا، عملت في هذا المجال منذ 30 عاما، لم أتخیل كل تطور حدث». ويتساءل: «من كان یتصور قبل 20 عاما بأن حاجا في منى یمكنه أن یحضر بأسرته إلى هنا افتراضیا وعبر اتصال؟». قبل عام بالضبط، كان إدریس في مثل هذه الأیام یعاني الألم داخل مستشفیات مكة: «توقعت أنني سأموت في تلك اللحظة، كنت في رحلة عمل على متن دراجة ناریة، سیارة تسیر بسرعة جنونیة اصطدمت بي، لم أشاهد شيئا حینها سوى سیارة كادت تدهسني، وأنا ملقى على الطریق، وتوقفت في آخر لحظة».