تحقيقات

مفزعة وموجعة.. «لعبة الأرقام»!

العالم يقترب من 19 مليون مصاب.. دول حددت موعد «الموجة الثانية»

قبور تم حفرها لضحايا كوفيد بالسلفادور.

ياسين أحمد (لندن)، «عكاظ» (بروكسل، واشنطن)، وكالات (عواصم) OKAZ_online@

فايروس كورونا الجديد يهوى لعبة الأرقام! يا لها من أرقام مفزعة وموجعة. فخلال الساعات الـ 24 المنتهية نهار الأربعاء قفز عدد المصابين عالمياً الى 18.716.057. ويعني ذلك أن الوباء الذي ينافس نفسه سيقترب من 19 مليون مصاب خلال الساعات الـ 24 القادمة. ومن أرقام كوفيد-19 المؤلمة تجاوز عدد الوفيات 700 ألف أمس، إذ بلغ العدد 704.632 وفاة. ويمضي عدد المتعافين بتسارع مماثل، إذ بلغ أمس 11.93 مليون. وذكرت رويترز أمس أن بياناتها تشير إلى أن نحو 5900 شخص يموتون بكوفيد-19 كل 24 ساعة. أي 247 وفاة كل ساعة، أو أن شخصاً يموت بالوباء كل 15 ثانية! ولم يخل مكان في العالم أمس من إعلان اكتشاف إصابات جديدة. حدث ذلك في اليابان، وأستراليا، وهونغ كونغ، والسودان، وبوليفيا، وإثيوبيا، وبلغاريا، وبلجيكا، وأوزبكستان، وإسرائيل. وأكدت رئيسة اتحاد أطباء ألمانيا سوزانا يوهانا أمس أن بلادها تشهد حالياً موجة ثانية من هجمة فايروس كوفيد-19. وحذرت من أن الحنين إلى العودة للحياة الطبيعية يهدد بمحو المكاسب التي حققتها ألمانيا خلال الموجة الوبائية الأولى. وفي فرنسا، قال رئيس اللجنة العلمية الحكومية لمكافحة الوباء جان فرانسوا ديلفريسي أمس إن نوفمبر هو موعد فرنسا مع الموجة الثانية. وقال إن على الحكومة والشعب أن يستعدا لذلك التطور. لكنه توقع وفيات أقل خلال الموجة الثانية، مؤكداً أن لا أمل في لقاح ضد كوفيد-19 قبيل حلول الربع الأول من سنة 2021. وتعهد مؤسس مايكروسوفت بيل غيتس، من خلال مؤسسته الخيرية، بتقديم 250 مليون دولار للأبحاث الرامية لإنهاء جائحة كورونا. وناشد زعماء الولايات المتحدة أن يتوخوا العدل والإنصاف في توزيع اللقاح المرتقب بالتساوي على جميع شعوب العالم. وفي تصريحات مفعمة بالتشاؤم، قال عالم الأوبئة الأمريكي الدكتور لاري بريليانت، الذي قاد حملة منظمة الصحة العالمية لاستئصال مرض الجُدري، لصحيفة «يو اس ايه توداي» أمس إن المعركة ضد كوفيد-19 ستستمر على الأقل خلال السنوات الأربع القادمة، ينتقل خلالها الفايروس من بؤرة إلى أخرى. لكنه أضاف أن السنوات الأربع التالية لن تكون بمأساوية الوضع الراهن، وذلك بسبب الظهور المرتقب للقاح. وتوقع بريليانت أن تشهد الولايات المتحدة مزيداً من الإصابات والوفيات الناجمة عن الفايروس. وتسجل أمريكا منذ أيام عدة ما يراوح بين 50 ألفاً و60 ألف إصابة يومياً. وقال رئيس مجلس الرابطة الطبية العالمية فرانك مونتغمري (الأربعاء) لإذاعة محلية إن كوفيد-19 سيكون حاضراً بقوة «وقتاً طويلاً» في ألمانيا. وأعلنت ألمانيا أمس 717 إصابة جديدة، ليرتفع العدد الإجمالي الى 212828 إصابة. وأعلنت أستراليا أمس 725 إصابة جديدة في ملبورن، عاصمة مقاطعة فكتوريا، إلى جانب 15 وفاة جديدة. وقالت مجموعة أستراليا نيوزيلندا البنكية أمس إنها تتوقع انضمام 50 ألف شخص إلى سجلات العاطلين عن العمل خلال أغسطس وسبتمبر. وأبلغت مديرة الصحة في نيوزيلندا أشلي بلومفيلد إذاعة محلية أمس أنه لا مناص من توقع بؤر تفشٍ فايروسي جديدة في البلاد خلال الفترة القادمة. وقالت: إنها مسألة وقت فحسب. وفي اليابان، أعلنت السلطات رصد حالات وبائية جديدة، في استمرار للاتجاه التصاعدي للإصابات. غير أن شعبية رئيس الوزراء شينزو أبي آخذة في الاضمحلال. وأشارت نتيجة استطلاع للرأي إلى أنه يتعين على أبي أن يعلن حالة طوارئ ثانية للتعجيل بدحر الوباء. وكتبت صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس أن ظاهرة التصفيق ليلاً للكوادر الصحية حول العالم تلاشت. وأخذ التضامن مع الحكومات خلال الأشهر الستة التي تلت اندلاع الجائحة تتحول إلى نقمة عليها، وانتقادات جمّة. وزادت أن المنظومات الصحية استطاعت أن تكافح الوباء خلال الأيام الـ 200 التي تلت ظهوره، بيد أن كل ما حدث هو أنها استوعبت الصدمة الأولى، لكن لا ضوء يلوح في نهاية النفق.