الواشنطن بوست ترد على نفسها والجبري
من زاوية مختلفة
الأحد / 19 / ذو الحجة / 1441 هـ الاحد 09 أغسطس 2020 00:42
طارق الحميد
لن أخوض في تفاصيل الاتهامات الموجهة ضد الدكتور سعد الجبري، فذاك شأن القطاعات المعنية في الدولة، لكن سأتوقف أمام جزئية سياسية وردت بفحوى دعواه القضائية المرفوعة أمام محكمة بالعاصمة الأميركية واشنطن.
ومن ضمن ما نشر عن فحوى الدعوى، وتحديدا بصحيفة الواشنطن بوست، أن الجبري يقول بادعائه إنه التقى في عام ٢٠١٥ بشهر «يوليو مع جون برينان، رئيس وكالة الاستخبارات المركزية آنذاك، لتحذيره من أن (الأمير) محمد بن سلمان كان يشجع التدخل الروسي بسوريا، وبعد شهرين، أرسلت روسيا قوات، ووفقاً للدعوى القضائية، أقيل الجبري انتقاماً من التحدث مع برينان».
حسنا، لن أخوض في قضية أن الجبري رجل أدى قسمين لصون أسرار الدولة؛ الأول عند تخرجه كضابط، والثاني عند تعيينه وزيرا، بل سأترك الواشنطن بوست ترد على نفسها، والدكتور الجبري.
في ٢ يوليو ٢٠١٦ نشرت صحيفة الواشنطن بوست افتتاحية بعنوان: «أوباما يتراجع عن بوتين في سوريا - مرة أخرى»، وقالت افتتاحية الصحيفة: «على مدى عدة سنوات، ظلت سياسة إدارة أوباما تجاه سوريا عالقة في دوامة من الفشل».
مضيفة أنه «كلما أخل النظامان الروسي والسوري بالتزاماتهما، وواصلا قصف المناطق المدنية، واستخدام الأسلحة الكيميائية... في كل مرة كان الرد الأمريكي يعود إلى الروس، ويقدم المزيد من التنازلات ويتوسل من أجل التوصل إلى اتفاق آخر». وذاك يوضح أن من منح الضوء الأخضر لموسكو في سوريا هو الرئيس السابق باراك أوباما، وليس السعودية، ولا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وفي ٣٠ يونيو ٢٠١٦ نشرت الواشنطن بوست، أيضا، قصة صحافية قالت فيها: «وقّع 51 دبلوماسياً أميركياً هذا الشهر رسالة معارضة تدعو البيت الأبيض إلى استخدام القوة العسكرية المستهدفة ضد نظام الأسد كوسيلة لزيادة الضغط على الأسد وإعطاء الولايات المتحدة نفوذاً حقيقياً».
وهذا ليس كل شيء، وهنا المهم، والأهم، حيث نشرت الصحيفة بنفس القصة ما نصه: «قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جون برينان يوم الأربعاء في تصريحات أمام مجلس العلاقات الخارجية إن روسيا تحاول سحق القوات المناهضة للأسد، وإن موسكو لم تف بالتزاماتها في ما يتعلق بوقف إطلاق النار، أو العملية السياسية في سوريا. ومع ذلك، قال برينان إن الولايات المتحدة بحاجة إلى العمل مع روسيا، مضيفا، لن يكون هناك طريق إلى الأمام على الجبهة السياسية من دون تعاون روسي فاعل، واهتمام روسي حقيقي بالمضي قدما».
نعم عزيزي القارئ هو نفس جون برينان الذي قيل إن الجبري أبلغه بأن السعودية أعطت الضوء الأخضر للروس للتدخل بسوريا! هل هذا كل شيء؟ بالطبع لا. هنا اقتباس آخر، ومن صحيفة الواشنطن بوست نفسها، وتستشهد فيه بمعلومات لوكالة رويترز، حيث نشرت الصحيفة بالسادس من يناير ٢٠٢٠، وبعد مقتل قاسم سليماني ما نصه أن:
«الرجل الذي تجادل في قضية الأسد أمام مسؤولي الدفاع والأمن الروس- وأقنعهم بأن الحرب لا تزال قابلة للفوز- هو (قاسم) سليماني، الذي سافر إلى موسكو بيوليو 2015، ووضع خريطة لسوريا على الطاولة، وشرح ما يمكن القيام به لمنع سقوط نظام الأسد، وفقا لتقرير لوكالة رويترز بذلك الوقت، نقلا عن مسؤول إقليمي رفيع المستوى. وفي أبريل التالي، نقلت رويترز عن مسؤول إيراني رفيع المستوى أن سليماني التقى بوتين ووزير الدفاع سيرغي شويغو بموسكو لمناقشة تسليم صواريخ روسية إلى سوريا. ووفقاً لتقارير إعلامية من 2015 إلى 2017، سافر عدة مرات إلى موسكو في انتهاك لحظر السفر الذي فرضته الأمم المتحدة».
عزيزي القارئ، كل ما سبق هو نقل عن الواشنطن بوست، للرد على ما نشرته الواشنطن بوست عن سعد الجبري، فهل أزيد؟
كاتب سعودي
tariq@al-homayed.com
ومن ضمن ما نشر عن فحوى الدعوى، وتحديدا بصحيفة الواشنطن بوست، أن الجبري يقول بادعائه إنه التقى في عام ٢٠١٥ بشهر «يوليو مع جون برينان، رئيس وكالة الاستخبارات المركزية آنذاك، لتحذيره من أن (الأمير) محمد بن سلمان كان يشجع التدخل الروسي بسوريا، وبعد شهرين، أرسلت روسيا قوات، ووفقاً للدعوى القضائية، أقيل الجبري انتقاماً من التحدث مع برينان».
حسنا، لن أخوض في قضية أن الجبري رجل أدى قسمين لصون أسرار الدولة؛ الأول عند تخرجه كضابط، والثاني عند تعيينه وزيرا، بل سأترك الواشنطن بوست ترد على نفسها، والدكتور الجبري.
في ٢ يوليو ٢٠١٦ نشرت صحيفة الواشنطن بوست افتتاحية بعنوان: «أوباما يتراجع عن بوتين في سوريا - مرة أخرى»، وقالت افتتاحية الصحيفة: «على مدى عدة سنوات، ظلت سياسة إدارة أوباما تجاه سوريا عالقة في دوامة من الفشل».
مضيفة أنه «كلما أخل النظامان الروسي والسوري بالتزاماتهما، وواصلا قصف المناطق المدنية، واستخدام الأسلحة الكيميائية... في كل مرة كان الرد الأمريكي يعود إلى الروس، ويقدم المزيد من التنازلات ويتوسل من أجل التوصل إلى اتفاق آخر». وذاك يوضح أن من منح الضوء الأخضر لموسكو في سوريا هو الرئيس السابق باراك أوباما، وليس السعودية، ولا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وفي ٣٠ يونيو ٢٠١٦ نشرت الواشنطن بوست، أيضا، قصة صحافية قالت فيها: «وقّع 51 دبلوماسياً أميركياً هذا الشهر رسالة معارضة تدعو البيت الأبيض إلى استخدام القوة العسكرية المستهدفة ضد نظام الأسد كوسيلة لزيادة الضغط على الأسد وإعطاء الولايات المتحدة نفوذاً حقيقياً».
وهذا ليس كل شيء، وهنا المهم، والأهم، حيث نشرت الصحيفة بنفس القصة ما نصه: «قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جون برينان يوم الأربعاء في تصريحات أمام مجلس العلاقات الخارجية إن روسيا تحاول سحق القوات المناهضة للأسد، وإن موسكو لم تف بالتزاماتها في ما يتعلق بوقف إطلاق النار، أو العملية السياسية في سوريا. ومع ذلك، قال برينان إن الولايات المتحدة بحاجة إلى العمل مع روسيا، مضيفا، لن يكون هناك طريق إلى الأمام على الجبهة السياسية من دون تعاون روسي فاعل، واهتمام روسي حقيقي بالمضي قدما».
نعم عزيزي القارئ هو نفس جون برينان الذي قيل إن الجبري أبلغه بأن السعودية أعطت الضوء الأخضر للروس للتدخل بسوريا! هل هذا كل شيء؟ بالطبع لا. هنا اقتباس آخر، ومن صحيفة الواشنطن بوست نفسها، وتستشهد فيه بمعلومات لوكالة رويترز، حيث نشرت الصحيفة بالسادس من يناير ٢٠٢٠، وبعد مقتل قاسم سليماني ما نصه أن:
«الرجل الذي تجادل في قضية الأسد أمام مسؤولي الدفاع والأمن الروس- وأقنعهم بأن الحرب لا تزال قابلة للفوز- هو (قاسم) سليماني، الذي سافر إلى موسكو بيوليو 2015، ووضع خريطة لسوريا على الطاولة، وشرح ما يمكن القيام به لمنع سقوط نظام الأسد، وفقا لتقرير لوكالة رويترز بذلك الوقت، نقلا عن مسؤول إقليمي رفيع المستوى. وفي أبريل التالي، نقلت رويترز عن مسؤول إيراني رفيع المستوى أن سليماني التقى بوتين ووزير الدفاع سيرغي شويغو بموسكو لمناقشة تسليم صواريخ روسية إلى سوريا. ووفقاً لتقارير إعلامية من 2015 إلى 2017، سافر عدة مرات إلى موسكو في انتهاك لحظر السفر الذي فرضته الأمم المتحدة».
عزيزي القارئ، كل ما سبق هو نقل عن الواشنطن بوست، للرد على ما نشرته الواشنطن بوست عن سعد الجبري، فهل أزيد؟
كاتب سعودي
tariq@al-homayed.com