لينة تحفز نمو «البُنّ» بالبلازما
«منشآت» اختارت مشروعها لتحويله إلى أثر اقتصادي في السوق
الثلاثاء / 21 / ذو الحجة / 1441 هـ الثلاثاء 11 أغسطس 2020 05:06
محمد الأهدل (جدة) ralahdal@
اختارت الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت) بالشراكة مع مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة)، المشروع البحثي للطالبة لينة سامر الشريف بعنوان «تحفيز سرعة نمو نبات البن باستخدام البلازما الباردة»، لتفعيله في السوق كمنشأة صغيرة ونقله من الفكرة إلى الأثر الاقتصادي، ضمن 20 مشروعا وقع عليها الاختيار لتقديم جلسات استشارية فردية لأصحابها من جانب خبراء هيئة منشآت وتسويقها.
وعاشت لينة الشريف أجواء الأبحاث العلمية وهي طفلة صغيرة، حين كان والدها رئيس وحدة العلوم والتقنية في جامعة طيبة الحاصل على الدكتوراه في الهندسة الكهربائية من الولايات المتحدة، يصطحبها معه باستمرار إلى الوحدة، فتعرفت على كثير من تفاصيل الأبحاث العلمية وشغفت بها.
ولا تنسى لينة اللحظات المثيرة التي عاشتها وهي في الـ12 من عمرها، حين رأت لأول مرة ضوءا غريبا أثناء إجراء إحدى التجارب في وحدة العلوم والتقنية، وحين استفسرت من والدها عنه أخبرها أنها «أشعة بلازما» وتلعب دورا حيويا في تحفيز الخلية.
وقالت لينة:«شدني ذلك الضوء كثيرا ومكثت اقرأ وأبحث عنه بشغف، وأكتب كل ما أحصل عليه من معلومات في مدونتي الصغيرة، وبعد عامين تعرفت على منسقة موهبة في مدرستي المنارات التربوية الفاضلة سهير حلا، التي دعمتني مع والدي ووالدتي لدخول اختبار قياس ضمن برامج موهبة»، مشيرة إلى أنها سمعت أثناء التحاقها بالبرنامج عن مسابقة الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي وتعرفت على محاورها لأول مرة.
وأضافت: «بعد أن فرغت من برنامج قياس قررت الاشتراك في أولمبياد إبداع 2018، وتذكرت مدونتي وبحثت فيها وجمعت أفكاري الموجودة فيها، وبعد بحث طويل ظهرت الفكرة وهي تحفيز سرعة نمو النباتات باستخدام أشعة البلازما الباردة»، مبينة أن خبرتها المحدودة إذ لم تتجاوز الـ14 من العمر، وافتقادها لأي خلفية عن كتابة البحث وخطط جيدة للمشروع؛ لم يساعداها في مشاركتها في أولمبياد إبداع 2018، ولم يقبل مشروعها.
لم تيأس لينة، وتوجهت إلى الطالبة في جامعة طيبة منار العلاسي التي كانت لها مشاركات ناجحة في الأبحاث وأولمبياد إبداع، للاستعانة بها في كتابة البحث، لافتة إلى أنها وجدت منها كثيرا من الإرشادات والتوجيهات التي أعانتها على كتابة بحث جيد للمشاركة به في أولمبياد إبداع 2019.
وتعرفت لينة على مسؤولة قسم الموهوبات في تعليم المدينة هيلة الشيخ التي حثتها على المشاركة في مسابقة اللواء عمر آل ناصر، فدخلت المنافسات ببحثها وفازت بالمركز الثاني، في نتيجة غير متوقعة، فزادت ثقتها بفوز مشروع في أولمبياد إبداع 2019 المرتقب.
وزادت: «أجريت تجارب عدة على بحثي لأقويه وأسد أي ثغرة قد تطرأ عليه، بإشراف دكتور الفيزياء في جامعة طيبة عبدالعليم حفني، ووالدي، وتقدمت بمشروعي في أولمبياد إبداع 2019، إلا أني لم أحقق النجاح»، مؤكدة أن ذلك لم يصبها باليأس أو الإحباط.
وأوضحت أنها كانت تجد الدعم في مجال الطاقة الفيزيائية، بينما تفتقد لذلك الدعم في النباتات وهو الجانب الآخر من بحثها، مبينة أن التربوية سهير حلا حين علمت بذلك القصور عرّفتها على الأكاديمية في (كاوست) فاطمة عبدالحكيم المتخصصة في علم النبات، لتناقش معها عيوب البحث وكيفية علاجه وتطويره ومعالجة الملاحظات فيه.
وبينت أن فاطمة عبدالحكيم أشارت عليها بتحديد نبات مهم وله رافد اقتصادي جيد، بدلا من تعميم البحث على النباتات كافة، موضحة أنها وجدت أن البن مناسب لبحثها، لأن زراعته تحتاج فترة طويلة، فضلا عن أن استثماراته عالية جدا، وأصبح بحثها بعنوان «تحفيز سرعة نمو نبات البن باستخدام البلازما الباردة».
وركز البحث على إنتاج كميات كبيرة من البن ليرفع مستوى الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل. والبلازما عبارة عن غازات طبيعية تشكل 99% من الكون والواحد المتبقي (1%) هي المواد الأخرى، إضافة إلى استعمال غاز (Arogn) وهو غاز نبيل عندما يتعرض لطاقة وحرارة عالية يخرج مع البلازما مادة (O H radical) التي تحفز الخلية لتنمو بشكل أسرع، وأجرت التجارب لعينات عدة منها الحلبة والبرسيم والريحان والبن، ملمحة إلى أن أسهل دراسة أجرتها كانت على الريحان إذ لم يستغرق منها سوى أسبوع وحين عرضته للأشعة بدأ ينمو خلال 24 ساعة حسب قوة ومدة تعرضه للأشعة.
وتقدمت لينة ببحثها المعدّل في أولمبياد إبداع 2020، وحقق النجاح واختير ضمن 151 بحثا للتأهل للتصفيات النهائية من أصل 76 ألف مشروع.
وبعد انتهائها من منافسات أولمبياد إبداع وعودتها من الرياض اختارتها إدارة التعليم في المدينة المنورة ضمن 4 طلاب ليتحدثوا عن مشاريعهم أمام أمير المنطقة الأمير فيصل بن سلمان، ما زاد من ثقتها في نفسها وبحثها.
وتفتخر لينة باختيار الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت) بالشراكة مع مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) مشروعها البحثي «تحفيز سرعة نمو نبات البن باستخدام البلازما الباردة»، لتفعيله في السوق كمنشأة صغيرة ونقله من الفكرة إلى الأثر الاقتصادي ليطبق على أرض الواقع في سوق العمل، ضمن 20 مشروعا من أصل 151 بحثا تأهلت للأولمبياد الوطني للأبداع 2020.
«نقطة تحول» والذكاء الاصطناعي
تنشط لينة الشريف في مجال التطوع ضمن برنامج إثراء الصيفي التابع لبرامج موهبة، إضافة إلى تقديمها دورات لطلاب مدرستها «المنارات» عن كيفية كتابة بحث علمي، وقدمت دورة بعنوان «نقطة تحول» في معارض في المدينة تحدثت فيها عن مشروعها، وإصرارها وعدم يأسها حتى حققت النجاح.
وعملت متدربة لمدة عام في شركة ناشئة تخصصت في الذكاء الاصطناعي تعلمت لغات البرمجة (JavaScript and python)، وشاركت مع فريق المبادرة الوطنية لدعم الطالب الموهوبين وتطوعت للعمل في خدمة ضيوف الرحمن ضمن فريق إيثار، إضافة إلى فوزها بالمركز الثالث بمسابقة كارثون للمبادرات.
وعاشت لينة الشريف أجواء الأبحاث العلمية وهي طفلة صغيرة، حين كان والدها رئيس وحدة العلوم والتقنية في جامعة طيبة الحاصل على الدكتوراه في الهندسة الكهربائية من الولايات المتحدة، يصطحبها معه باستمرار إلى الوحدة، فتعرفت على كثير من تفاصيل الأبحاث العلمية وشغفت بها.
ولا تنسى لينة اللحظات المثيرة التي عاشتها وهي في الـ12 من عمرها، حين رأت لأول مرة ضوءا غريبا أثناء إجراء إحدى التجارب في وحدة العلوم والتقنية، وحين استفسرت من والدها عنه أخبرها أنها «أشعة بلازما» وتلعب دورا حيويا في تحفيز الخلية.
وقالت لينة:«شدني ذلك الضوء كثيرا ومكثت اقرأ وأبحث عنه بشغف، وأكتب كل ما أحصل عليه من معلومات في مدونتي الصغيرة، وبعد عامين تعرفت على منسقة موهبة في مدرستي المنارات التربوية الفاضلة سهير حلا، التي دعمتني مع والدي ووالدتي لدخول اختبار قياس ضمن برامج موهبة»، مشيرة إلى أنها سمعت أثناء التحاقها بالبرنامج عن مسابقة الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي وتعرفت على محاورها لأول مرة.
وأضافت: «بعد أن فرغت من برنامج قياس قررت الاشتراك في أولمبياد إبداع 2018، وتذكرت مدونتي وبحثت فيها وجمعت أفكاري الموجودة فيها، وبعد بحث طويل ظهرت الفكرة وهي تحفيز سرعة نمو النباتات باستخدام أشعة البلازما الباردة»، مبينة أن خبرتها المحدودة إذ لم تتجاوز الـ14 من العمر، وافتقادها لأي خلفية عن كتابة البحث وخطط جيدة للمشروع؛ لم يساعداها في مشاركتها في أولمبياد إبداع 2018، ولم يقبل مشروعها.
لم تيأس لينة، وتوجهت إلى الطالبة في جامعة طيبة منار العلاسي التي كانت لها مشاركات ناجحة في الأبحاث وأولمبياد إبداع، للاستعانة بها في كتابة البحث، لافتة إلى أنها وجدت منها كثيرا من الإرشادات والتوجيهات التي أعانتها على كتابة بحث جيد للمشاركة به في أولمبياد إبداع 2019.
وتعرفت لينة على مسؤولة قسم الموهوبات في تعليم المدينة هيلة الشيخ التي حثتها على المشاركة في مسابقة اللواء عمر آل ناصر، فدخلت المنافسات ببحثها وفازت بالمركز الثاني، في نتيجة غير متوقعة، فزادت ثقتها بفوز مشروع في أولمبياد إبداع 2019 المرتقب.
وزادت: «أجريت تجارب عدة على بحثي لأقويه وأسد أي ثغرة قد تطرأ عليه، بإشراف دكتور الفيزياء في جامعة طيبة عبدالعليم حفني، ووالدي، وتقدمت بمشروعي في أولمبياد إبداع 2019، إلا أني لم أحقق النجاح»، مؤكدة أن ذلك لم يصبها باليأس أو الإحباط.
وأوضحت أنها كانت تجد الدعم في مجال الطاقة الفيزيائية، بينما تفتقد لذلك الدعم في النباتات وهو الجانب الآخر من بحثها، مبينة أن التربوية سهير حلا حين علمت بذلك القصور عرّفتها على الأكاديمية في (كاوست) فاطمة عبدالحكيم المتخصصة في علم النبات، لتناقش معها عيوب البحث وكيفية علاجه وتطويره ومعالجة الملاحظات فيه.
وبينت أن فاطمة عبدالحكيم أشارت عليها بتحديد نبات مهم وله رافد اقتصادي جيد، بدلا من تعميم البحث على النباتات كافة، موضحة أنها وجدت أن البن مناسب لبحثها، لأن زراعته تحتاج فترة طويلة، فضلا عن أن استثماراته عالية جدا، وأصبح بحثها بعنوان «تحفيز سرعة نمو نبات البن باستخدام البلازما الباردة».
وركز البحث على إنتاج كميات كبيرة من البن ليرفع مستوى الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل. والبلازما عبارة عن غازات طبيعية تشكل 99% من الكون والواحد المتبقي (1%) هي المواد الأخرى، إضافة إلى استعمال غاز (Arogn) وهو غاز نبيل عندما يتعرض لطاقة وحرارة عالية يخرج مع البلازما مادة (O H radical) التي تحفز الخلية لتنمو بشكل أسرع، وأجرت التجارب لعينات عدة منها الحلبة والبرسيم والريحان والبن، ملمحة إلى أن أسهل دراسة أجرتها كانت على الريحان إذ لم يستغرق منها سوى أسبوع وحين عرضته للأشعة بدأ ينمو خلال 24 ساعة حسب قوة ومدة تعرضه للأشعة.
وتقدمت لينة ببحثها المعدّل في أولمبياد إبداع 2020، وحقق النجاح واختير ضمن 151 بحثا للتأهل للتصفيات النهائية من أصل 76 ألف مشروع.
وبعد انتهائها من منافسات أولمبياد إبداع وعودتها من الرياض اختارتها إدارة التعليم في المدينة المنورة ضمن 4 طلاب ليتحدثوا عن مشاريعهم أمام أمير المنطقة الأمير فيصل بن سلمان، ما زاد من ثقتها في نفسها وبحثها.
وتفتخر لينة باختيار الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت) بالشراكة مع مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) مشروعها البحثي «تحفيز سرعة نمو نبات البن باستخدام البلازما الباردة»، لتفعيله في السوق كمنشأة صغيرة ونقله من الفكرة إلى الأثر الاقتصادي ليطبق على أرض الواقع في سوق العمل، ضمن 20 مشروعا من أصل 151 بحثا تأهلت للأولمبياد الوطني للأبداع 2020.
«نقطة تحول» والذكاء الاصطناعي
تنشط لينة الشريف في مجال التطوع ضمن برنامج إثراء الصيفي التابع لبرامج موهبة، إضافة إلى تقديمها دورات لطلاب مدرستها «المنارات» عن كيفية كتابة بحث علمي، وقدمت دورة بعنوان «نقطة تحول» في معارض في المدينة تحدثت فيها عن مشروعها، وإصرارها وعدم يأسها حتى حققت النجاح.
وعملت متدربة لمدة عام في شركة ناشئة تخصصت في الذكاء الاصطناعي تعلمت لغات البرمجة (JavaScript and python)، وشاركت مع فريق المبادرة الوطنية لدعم الطالب الموهوبين وتطوعت للعمل في خدمة ضيوف الرحمن ضمن فريق إيثار، إضافة إلى فوزها بالمركز الثالث بمسابقة كارثون للمبادرات.