بعد بيروتشيما انتظروا صافرشيما
تلميح وتصريح
الأربعاء / 22 / ذو الحجة / 1441 هـ الأربعاء 12 أغسطس 2020 00:44
حمود أبو طالب
في أي كارثة وقعت أو احتمال أن تقع في منطقتنا لا بد أن تكون إيران شريكاً مباشراً أو غير مباشر فيها. فتشوا عن وكلائها لتجدوا أنهم السبب في كوارث سياسية واقتصادية وأمنية واجتماعية في أكثر من بلد عربي، وما انفجار بيروت المدمر إلا أحدها، ولن يتوقف المسلسل عنده طالما يدها حرة في ممارسة العبث.
كتبت قبل فترة قصيرة مقالاً عنوانه «صافر تطلق صافرة الإنذار» تحدثت فيه عن الخطر الوشيك الذي قد ينتج من استمرار وضع ناقلة النفط اليمنية صافر العائمة في ميناء رأس عيسى شمال مدينة الحديدة، التي لم تُجر لها صيانة منذ عام 2015 بسبب منع الحوثيين لذلك. والآن أجد من الضروري جداً معاودة الحديث عنها بعد انفجار بيروت، فقد صرح وزير الإعلام اليمني مباشرة بعد الانفجار عن الخطر الكامن في هذه الناقلة التي تحمل أكثر من مليون برميل من النفط، وربما يكون انفجارها أفظع بكثير من انفجار مرفأ بيروت، وفي حال غرقها نتيجة تسرب المياه المستمر ستحدث واحدة من أكبر الكوارث البيئية في العالم.
ويوم أمس كرر التحذير أمين عام جامعة الدول العربية بعد تحذيرات مماثلة لسفراء بريطانيا وأمريكا والصين في اليمن، وكان مجلس الأمن قد عقد جلسة خاصة لمناقشة وضع الناقلة منتصف الشهر الماضي، لكن الحوثيين ما زالوا يمنعون شركة الصيانة التي تعاقدت معها الأمم المتحدة من تنفيذ مهمتها بحجج واهية تنم عن الاستخفاف التام بخطورة الوضع واللامبالاة بالنتائج الكارثية المحتملة، وما زالت كل الأطراف المسؤولة تراقب ما يحدث دون تدخل حاسم.
لو انفجرت هذه الناقلة بأكثر من مليون برميل من النفط سيكون الدمار الناتج غير مسبوق، ولو تسربت هذه الكمية نتيجة اهتراء هيكلها أو غرقه فسوف نحتاج إلى سنوات عديدة لمعالجة الآثار البيئية والاقتصادية في ممرات بحرية حيوية للدول المطلة على البحر الأحمر وللتجارة العالمية، والغريب أن المجتمع الدولي الذي استمر في مهادنة حزب الله حتى أحرق لبنان يمارس نفس الطريقة مع ميليشيا الحوثيين التي تدمر اليمن وتهدد أمن جيرانه وترتكب حماقات بالمصالح الإقليمية والدولية في منطقة حيوية.
غير مفهوم أبداً أن يحذر سفراء دول كبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن من هذه الكارثة الوشيكة، وأن يعقد المجلس اجتماعاً خاصاً لمناقشتها، وأن يؤكد الخبراء حتمية الخطر المنتظر، ورغم ذلك يستمر الوضع على ما هو عليه حتى تقع الواقعة.
كاتب سعودي
habutalib@hotmail.com
كتبت قبل فترة قصيرة مقالاً عنوانه «صافر تطلق صافرة الإنذار» تحدثت فيه عن الخطر الوشيك الذي قد ينتج من استمرار وضع ناقلة النفط اليمنية صافر العائمة في ميناء رأس عيسى شمال مدينة الحديدة، التي لم تُجر لها صيانة منذ عام 2015 بسبب منع الحوثيين لذلك. والآن أجد من الضروري جداً معاودة الحديث عنها بعد انفجار بيروت، فقد صرح وزير الإعلام اليمني مباشرة بعد الانفجار عن الخطر الكامن في هذه الناقلة التي تحمل أكثر من مليون برميل من النفط، وربما يكون انفجارها أفظع بكثير من انفجار مرفأ بيروت، وفي حال غرقها نتيجة تسرب المياه المستمر ستحدث واحدة من أكبر الكوارث البيئية في العالم.
ويوم أمس كرر التحذير أمين عام جامعة الدول العربية بعد تحذيرات مماثلة لسفراء بريطانيا وأمريكا والصين في اليمن، وكان مجلس الأمن قد عقد جلسة خاصة لمناقشة وضع الناقلة منتصف الشهر الماضي، لكن الحوثيين ما زالوا يمنعون شركة الصيانة التي تعاقدت معها الأمم المتحدة من تنفيذ مهمتها بحجج واهية تنم عن الاستخفاف التام بخطورة الوضع واللامبالاة بالنتائج الكارثية المحتملة، وما زالت كل الأطراف المسؤولة تراقب ما يحدث دون تدخل حاسم.
لو انفجرت هذه الناقلة بأكثر من مليون برميل من النفط سيكون الدمار الناتج غير مسبوق، ولو تسربت هذه الكمية نتيجة اهتراء هيكلها أو غرقه فسوف نحتاج إلى سنوات عديدة لمعالجة الآثار البيئية والاقتصادية في ممرات بحرية حيوية للدول المطلة على البحر الأحمر وللتجارة العالمية، والغريب أن المجتمع الدولي الذي استمر في مهادنة حزب الله حتى أحرق لبنان يمارس نفس الطريقة مع ميليشيا الحوثيين التي تدمر اليمن وتهدد أمن جيرانه وترتكب حماقات بالمصالح الإقليمية والدولية في منطقة حيوية.
غير مفهوم أبداً أن يحذر سفراء دول كبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن من هذه الكارثة الوشيكة، وأن يعقد المجلس اجتماعاً خاصاً لمناقشتها، وأن يؤكد الخبراء حتمية الخطر المنتظر، ورغم ذلك يستمر الوضع على ما هو عليه حتى تقع الواقعة.
كاتب سعودي
habutalib@hotmail.com