أخبار

عدوٌّ ليس من صداقته بُدّ !

المليون الـ 22 في الأفق.. تحذيرات من مغبة «تسريع» اللقاح وتوقعات بـ «فجر جديد»

عمال زيمبابويون في الطريق لعملهم.. التباعد المستحيل.

ياسين أحمد (لندن) «عكاظ» (واشنطن، بروكسل) OKAZ_online@

لا بد من التسليم بأن كوفيد-19، الوباء الذي تسببه عدوى فايروس كورونا الجديد، باقٍ على خصومته اللدودة مع البشر لسنوات تأتي. فقد انطلق بسرعة مجنونة صوب 22 مليون مصاب في العالم. فخلال عطلة نهاية الأسبوع قفز عدد الإصابات إلى 21.366.680. وتبعاً لذلك ارتفع عدد الوفيات متجاوزاً 763 ألفاً أمس (السبت). وقال خبراء أدوية وصحة عمومية لبلومبيرغ أمس إن كوفيد-19 سيظل معركة وتحدياً كبيراً لسنوات قادمة، حتى لو تم التوصل إلى لقاح ناجع بات مبذولاً للإنسانية. ولاحظت بلومبيرغ أن سجل انتصارات البشر على الفايروسات يكاد يكون خالياً، عدا تغلب البشر على فايروس الجدري. أما بقية الفايروسات فقد أضحت تخضع للسيطرة. لكنها تتفلّت من وقت لآخر. ومن الواضح أنه إذا بات هناك مصل، فسيخصص أولاً للكوادر الصحية، والشرائح السكانية التي تعتبر عالية المخاطر، كالمسنين والمصابين بأمراض مزمنة. أما بقية السكان فلن يكون أمامهم شيء حتى العام القادم. وحذر رئيس تحرير مجلة «ساينس» البروفسور هولدن ثورب زعماء العالم أمس الأول من مغبة «تسريع» إقرار لقاح. وقال -في افتتاحية- إن الحل الأمثل هو ضمان الالتزام بالبروتوكولات العلاجية الراهنة، والفحوص المكثفة. وأضاف أن حياة ملايين البشر على المِحَك، وأن الاندفاع الأهوج صوب اللقاح سيؤدي إلى كارثة. وهاجم ثورب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب إعلانه إنتاج لقاح روسي بعد أبحاث لم تستغرق سوى 42 يوماً. غير أن نائب كبير أطباء الحكومة البريطانية البروفسور جوناثان فان تام عزف أمس نغمة تشع تفاؤلاً. فقد قال إن الربيع القادم قد يكون «فجراً جديداً» للبريطانيين، في معركتهم ضد الوباء. وأشار إلى أن ظهور لقاح قريباً سيجعلهم قادرين على «العيش الآمن» مع الفايروس. وساندته مسؤولة اللقاح في الحكومة البريطانية كايت بينغهام، التي قالت أمس إن الجهود الرامية لتطوير لقاح ستجعل كوفيد-19 شبيهاً بنزلة البرد، وليس المرض القاتل كما هو الآن.

ومع اندفاع الفايروس لنشر دماره حيث تيسر له، فإن الولايات المتحدة، والبرازيل، والهند، وروسيا، وجنوب أفريقيا تتصدر المشهد الفظيع. فقد ارتفع عدد مصابي أمريكا إلى 5.48 مليون (و171.535 وفاة). وأضحت ولاية كاليفورنيا وحدها الخامسة عالمياً من حيثُ عدد الإصابات، التي تجاوزت أمس 597.984. كما أن كاليفورنيا تحتل المرتبة الثالثة بين الولايات المتحدة، لجهة عدد الوفيات الناجمة عن الوباء. وبدا أمس أن الوفيات آخذة في التزايد في كاليفورنيا، وتكساس، وفلوريدا، بحسب أرقام جامعة جونز هوبكنز. وفي البرازيل، التي أعلنت أمس 50.644 إصابة جديدة، ارتفع عدد الإصابات إلى 3.28 مليون. وبإعلانها 1.060 وفاة جديدة السبت قفز إجمالي عدد الوفيات إلى 106.571 وفاة. وليست الحال بأحسن منها في الهند، حيث ارتفع إجمالي الإصابات السبت إلى 2.53 مليون. وتقترب روسيا أكثر فأكثر من مليون إصابة، بتسجيلها 917.884 حالة. أما جنوب أفريقيا فبلغ عدد مصابيها حتى أمس 579.140 شخصاً، لتبقى الخامسة عالمياً.

ويتواصل مسلسل البؤس والموت في أمريكا الوسطى واللاتينية، حيث تحتل بيرو، والمكسيك، وكولومبيا، وتشيلي المراتب السادسة، والسابعة، والثامنة، والتاسعة على التوالي. وكان لافتاً أن بيرو اختطفت تصدر هذا الرباعي الفقير، إذ قفز عدد مصابيها أمس إلى 516.296 شخصاً. وفي اليابان، أعلنت الحكومة اكتشاف 385 حالة خلال الـ24 ساعة المنتهية صباح أمس. وأعلنت هونغ كونغ أمس 40 حالة جديدة. وفي كوريا الجنوبية قالت السلطات إنها رصدت أمس 166 إصابة جديدة. وقررت الحكومة إغلاق دور السينما والأندية الليلية اعتباراً من ليل الأحد.

وفي نيوزيلندا، التي تواجه هجمة فايروسية قاسية، على رغم نجاحها خلال الفترة السابقة في دحر التفشي، قالت حكومة رئيسة الوزراء جاسيندا آردن إنها رصدت 7 حالات جديدة السبت، بمدينة أوكلاند. وأعلنت آردن تمديد إغلاق أوكلاند -كبرى مدن البلاد- لـ12 يوماً إضافياً. وفي الصين، تقول السلطة الصحية إنها رصدت ست إصابات لعمال في سوبرماركت بمدينة شينزن الجنوبية. وكانت الصين أعلنت أن شينزن المعروفة باعتبارها مركزاً للصناعات التكنولوجية الحديثة تم اكتشاف الفايروس فيها بشحنات من أجنحة الدجاج المجمد الواردة من البرازيل.