كتاب ومقالات

منظمة الدول المنتجة لكورونا ولقاحاتها OCVPC

كلمة إلا ربع

بدر بن سعود

روسيا دخلت التاريخ بإعلانها عن ترخيص لقاح ضد كورونا، فهو الأول على مستوى العالم في سباق التنافس الدولي لمواجهة الفيروس، وتوجد لقاحات واعدة لا تزال قيد التجربة السريرية في أمريكا وبريطانيا وألمانيا والصين والهند، واللقاح الروسي عليه ملاحظات إكلينيكية، إلا أن الإعلان عنه مقبول ويخدم فكرة المناعة الجماعية، ولا أجد مبرراً مقنعاً لمن ينتقده، فمن حيث المبدأ، كلما زادت أعداد من يقاومون المرض، كلما زادت مناعة المجتمعات واقترب الوباء من نهايته.

تصنيع أو تطوير لقاح ضد كورونا لا يحل المشكلة، فهناك عشرون دولة تطلب اللقاح الروسي من بينها المملكة والإمارات، وإذا تمكن الروس من إنتاج ملياري جرعة في الربع الثاني من 2021، فسوف يواجهون صعوبات في تصديره، لأن اللقاح يحتاج إلى تعامل خاص، وأن يوضع في حاويات تتراوح درجة حرراتها ما بين درجتين إلى ثماني درجات مئوية، وبقاؤه لفترة قصيرة في أرضية المطار وعلى رصيف الميناء قد يؤدي إلى تلفه، بالإضافة لأن شحن ملياري جرعة يحتاج لخمسة آلاف طائرة شحن من طراز بوينغ 777.

الأمريكان يعتقدون بأن أفضل لقاح لكورونا قد يوفر مناعة بنسبة 75%، والروس يتفاخرون بقدرة لقاحهم على تحقيق مناعة تصل إلى 100%، مع ملاحظة أن روسيا لا تصنف ضمن العشرة الكبار في مجال الصناعات الدوائية، كما هو حال أمريكا وأوربا الغربية والهند، وهناك من يتهم المخابرات الروسية بتنفيذ اختراقات سيبرانية لأبحاث اللقاحات البريطانية والأمريكية، ومن ثم توظيفها في إنتاج لقاحها، وموسكو متهمة بمحاولة توسيع نفوذها الجيوسياسي والإستراتيجي عن طريق المتاجرة بالأوبئة.

في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، استخدم الجدري كسلاح جرثومي من قبل الحملة الإنجليزية إلى أمريكا، ومكنها من اجتياح العالم الجديد والتخلص من الهنود الحمر، وتوجد أوبئة لا تقتل إلا أجناساً وعرقيات محددة كفيروس سارس الذي سبب وفيات أكثر بين الصينيين، ولم يذهب ضحيته أحد في الولايات المتحدة، والاعتقاد السائد في بعض المجتمعات وأولهم الأمريكان، أن الأوبئة صناعة منظمة تعمل عليها المخابرات الغربية بالشراكة مع مافيات من شركات الأدوية واللقاحات، لتغطية عمليات الإبادة لجماعات مستهدفة، أو التخلص من الأعباء المالية لرعاية أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن بطريقة قانونية، علاوة على تحقيق مكاسب مليارية، وهو ما حدث مع فيروسات زيكا في أمريكا اللاتينية، وأيبولا في أفريقيا، وسارس في شرق آسيا.

الأهم في لقاحات كورونا أنها ستعيد الحياة إلى شكلها الذي تعودنا عليه، ودون تباعد مكاني أو كمامات أو إجراءات احترازية، رغم أني لا أستبعد أن تتحول الأوبئة ولقاحاتها إلى سلاح يباع ويشترى في الأسواق العالمية السرية، خصوصاً أنها تتفوق في تأثيراتها على الأسلحة المتعارف عليها.

BaderbinSaud@