التسويق بالعاطفة
الاثنين / 27 / ذو الحجة / 1441 هـ الاثنين 17 أغسطس 2020 23:16
مشعل العقيل
في ظل ازدحام الأسواق بالمنتجات وتعدد الخيارات لأماكن الشراء ومع اشتعال المنافسة في ما بينها نجد بأن التسويق يلعب الدور الأكبر في ترجيح الكفة وتوجيه بوصلة العملاء، وأبرز ملامح التسويق الناجح تتمثل في الوصول بسهولة لأكبر فئة ممكنة من العملاء وبوقت قياسي وبأقل تكلفة ممكنة، فظهر التسويق الإلكتروني وباستخدام وسائل التواصل الاجتماعي فظهرت حسابات في تطبيقات مختلفة من تويتر أو سناب شات أو انستقرام تقدم محتوى جذاباً لمن يتابعها وتتخللها إعلانات مدفوعة كتلك الإعلانات التي كانت تظهر لنا وسط الأفلام والمسلسلات، وتزايدت تلك الحسابات وأصبح التنافس على التسويق بهذه الطريقة عالياً.
لكن التنافس ليس دائماً شريفاً فقد تجاوزت بعض الحسابات في تلك المنافسة إلى إدخال عنصر الدراما واستثارة العاطفة لخلق نكهة جاذبة للمتابعة والتداول، وربما بدأت فترة التسويق بالعاطفة عندما قام أحد المشاهير والمعروف بمحتواه الهادف والذي دائماً ما يتحرى الدقة عندما عرض قصة أحد المتضررين من إغلاق أحد الشوارع أمام مطعمه مما تسبب في تكبده الخسائر، فتهافتت عليه العروض وتسارع الكثير لتقديم الدعم وتسابق العملاء إلى محله التجاري، وربما كانت تلك القصة فتيل التسويق بالعاطفة، فنجد بعدها العديد من الحسابات انتهجت سلوكاً مشابهاً فبدأت باحترافية الخيال الواسع واستشعار الوتر الحساس الذي يتلاعب في عاطفة المتلقي، فهنالك من قام بسيناريو محكم التفاصيل يضاهي به مخرجي هوليوود، وأظهرت هذه المنافسة لديهم مهارات مكبوتة في كتابة السيناريو والتمثيل، وبعضهم قد يستخدم جمهوراً مدفوع الأجر لأدوار (الكومبارس) من رفع للهاشتاق والدفاع في حال حدوث هجوم غير متوقع فيقومون مقام المؤثرات الصوتية الحزينة التي تسيل لها الدموع حتى لو كان المشهد مضحكاً من قوة تأثيرها.
وقد يتعدى الموضوع التسويق لمنتجات ليشمل الظهور كحالة إنسانية تجذب اهتمام الجمهور والعاطفة لفترة حتى ننصدم بأنها كانت مجرد قصة غير واقعية وأحياناً دون هدف محدد، وإنما لمجرد التلاعب بمشاعر الناس وعواطفهم واختبار إمكانياته السينمائية والاستمتاع بعبارات المواساة والتشجيع التي ينالها ويجد من خلالها نشوة وإثباتاً لبراعته.
الكثير من تلك المشاهد حقيقي ولم يكن وراءه تسويق مدفوع ولكن بعضها قد يشوبه استغلال للعاطفة بطريقة تضر المجتمع بشكل كبير، فمع الوقت قد تدفع تلك القصص غير الواقعية الكثير من الناس إلى التشكيك في صحتها وفي واقعية كل مشهد، فنخسر تسابقهم للخير وحماسهم لمساعدة الآخرين، وأتفق تماماً بأن جزءاً كبيراً من المسؤولية يقع على عاتق المتلقي ومدى قدرته على السيطرة على عاطفته والسماح للعقل بالتدخل لاستبيان الأمور، ولكن مع جودة السيناريو وإتقان المخرج وكمية الحزن في المؤثرات الصوتية تجعل العقل عاجزاً عن الرؤية، ولذلك وجود جهة حكومية مسؤولة يعد ضرورة كبرى للتحقق من كل قصة تشغل الرأي العام وتستثير عاطفته والتأكد من مصداقيتها ولو بشكل خفي وغير ظاهر ومحاسبة المسوق علناً في حال ثبوت عدم صحتها، ففي ذلك دور كبير للشعور بالاطمئنان تجاه ما يثير عاطفتنا، وخصوصاً أن هنالك من اجتهد لكشف بعض تلك القصص فكان جزاؤه اتهامات بالحسد والغيرة وذلك من قبل الجمهور المدفوع والجمهور المبالغ في عاطفته.
كاتب سعودي
alaqeelme@
لكن التنافس ليس دائماً شريفاً فقد تجاوزت بعض الحسابات في تلك المنافسة إلى إدخال عنصر الدراما واستثارة العاطفة لخلق نكهة جاذبة للمتابعة والتداول، وربما بدأت فترة التسويق بالعاطفة عندما قام أحد المشاهير والمعروف بمحتواه الهادف والذي دائماً ما يتحرى الدقة عندما عرض قصة أحد المتضررين من إغلاق أحد الشوارع أمام مطعمه مما تسبب في تكبده الخسائر، فتهافتت عليه العروض وتسارع الكثير لتقديم الدعم وتسابق العملاء إلى محله التجاري، وربما كانت تلك القصة فتيل التسويق بالعاطفة، فنجد بعدها العديد من الحسابات انتهجت سلوكاً مشابهاً فبدأت باحترافية الخيال الواسع واستشعار الوتر الحساس الذي يتلاعب في عاطفة المتلقي، فهنالك من قام بسيناريو محكم التفاصيل يضاهي به مخرجي هوليوود، وأظهرت هذه المنافسة لديهم مهارات مكبوتة في كتابة السيناريو والتمثيل، وبعضهم قد يستخدم جمهوراً مدفوع الأجر لأدوار (الكومبارس) من رفع للهاشتاق والدفاع في حال حدوث هجوم غير متوقع فيقومون مقام المؤثرات الصوتية الحزينة التي تسيل لها الدموع حتى لو كان المشهد مضحكاً من قوة تأثيرها.
وقد يتعدى الموضوع التسويق لمنتجات ليشمل الظهور كحالة إنسانية تجذب اهتمام الجمهور والعاطفة لفترة حتى ننصدم بأنها كانت مجرد قصة غير واقعية وأحياناً دون هدف محدد، وإنما لمجرد التلاعب بمشاعر الناس وعواطفهم واختبار إمكانياته السينمائية والاستمتاع بعبارات المواساة والتشجيع التي ينالها ويجد من خلالها نشوة وإثباتاً لبراعته.
الكثير من تلك المشاهد حقيقي ولم يكن وراءه تسويق مدفوع ولكن بعضها قد يشوبه استغلال للعاطفة بطريقة تضر المجتمع بشكل كبير، فمع الوقت قد تدفع تلك القصص غير الواقعية الكثير من الناس إلى التشكيك في صحتها وفي واقعية كل مشهد، فنخسر تسابقهم للخير وحماسهم لمساعدة الآخرين، وأتفق تماماً بأن جزءاً كبيراً من المسؤولية يقع على عاتق المتلقي ومدى قدرته على السيطرة على عاطفته والسماح للعقل بالتدخل لاستبيان الأمور، ولكن مع جودة السيناريو وإتقان المخرج وكمية الحزن في المؤثرات الصوتية تجعل العقل عاجزاً عن الرؤية، ولذلك وجود جهة حكومية مسؤولة يعد ضرورة كبرى للتحقق من كل قصة تشغل الرأي العام وتستثير عاطفته والتأكد من مصداقيتها ولو بشكل خفي وغير ظاهر ومحاسبة المسوق علناً في حال ثبوت عدم صحتها، ففي ذلك دور كبير للشعور بالاطمئنان تجاه ما يثير عاطفتنا، وخصوصاً أن هنالك من اجتهد لكشف بعض تلك القصص فكان جزاؤه اتهامات بالحسد والغيرة وذلك من قبل الجمهور المدفوع والجمهور المبالغ في عاطفته.
كاتب سعودي
alaqeelme@