الشعر والفن التشكيلي.. علاقة تكامل أم تداخل ؟
الجمعة / 02 / محرم / 1442 هـ الجمعة 21 أغسطس 2020 02:38
عبدالله عبيان (جدة)Abdullah_Obian@
لم تكن علاقة الشعر بالفن التشكيلي، علاقة سطحية أو عابرة، بل إن القصيدة واللوحة نافذتان نطل من خلالهما على عوالم الجمال ومكنونات المبدعين، فالقصيدة لوحة متعددة التكوينات والألوان، واللوحة قصيدة تستنطق الألوان وتحلق بنا في فضاءات شاعرية.
ولعل التشابه العميق بين القصيدة واللوحة التشكيلية، هو ما دفع الكثيرين من الشعراء لرسم لوحاتهم التشكيلية التي عادة ما تشبة تجاربهم الشعرية، فالشاعر التقليدي نجد أنه في الغالب يميل لمدرسة الفن الواقعية التي تؤمن بضرورة معالجة الواقع برسم أشكال الواقع كما هي، ويرى الفنان إيصالها للجمهور بأسلوب يسجل الواقع بدقائقه دون غرابة أو نفور. أما الشاعر الحداثي فنجد أنه يميل للمدارس الحديثة في الفن التشكيلي كالتجريدية والسريالية وغيرهما.
العلاقة الوثيقة بين الفن التشكيلي والشعر تظهر بشكل جلي في كشف الشعراء عن مواهبهم التشكيلية، ومنهم على سبيل المثال الشاعران خالد الفيصل، وبدر بن عبدالمحسن، وكذلك صالح الشادي الذي ارتبط بالفرشاة واللون مبكرا، وفهد المساعد، الذي كشف خلال عزلة كورونا عن الكثير من أعمالة التشكيلية التي تشبه شاعريته في عمقها الإبداعي.
التداخل بين اللوحة والقصيدة لم يتوقف عند تحول الشعراء إلى تشكيليين أو العكس، بل ذهب إلى تأثر بعض الفنانين بقصائد الشعراء المبدعين وترجمتها إلى لوحات ناطقة بالإبداع. إذ إن بعض التشكيليين رسم لوحته من وحي قصيدة تلامس شعوره، محولاً الصور الناطقة في القصيدة إلى صور تلبس من اللون معطفها الإبداعي الجذاب.
كما استفاد الشعراء في أوروبّا وأمريكا ومنذ النصف الثاني من القرن العشرين من منجزات الفن التشكيلي المختلفة، واستلهموا كثيراً من اللوحات التي تنتمي إلى المدارس الفنيّة الحديثة في إبداع قصائدهم.
ورأى الشاعر والناقد ثائر زين الدين أن الشاعر الأمريكي من أصل كوبي بابلو ميدينا، وبالتحديد في ديوانه «الجزيرة العائمة» نجد أن له ثلاث قصائد، هي على التوالي: «بنزين - Gas» مكتوبة بتأثير لوحة تحمل العنوان نفسه للفنان الأمريكي إدوارد هوبر، «حلم جيوتو» وهي مكتوبة بإلهام من شخصية الرسام والمهندس المعماري الإيطالي «الفلورنسي» جيوتو «1266- 1337»، أما القصيدة الثالثة فعنوانها «لاعبو الدومينو» وهي مكتوبة بتأثير لوحتي سيزان «لاعبو الدومينو» و«لاعبو الورق».
إذ يقول في قصيدة «بنزين»:
«الأشجار على الجانب الآخر
للطريق تميلُ
نحو قوّة أعظم من الريح.
ثمّةَ شيءٌ يكاد يشتعل
محترقاً رغم أن غيوم المطر
سوف تخمدُ انفعالات المنظر الطبيعي.
الرجل كان هنا طوال المدّة
التي بمقدوره تذكرّها، دقيقةً أو ساعةً:
حياةً كاملةً من البنزين».
من المؤكد أن اللوحة تسهم في شحذ المخيال لدى الشعراء، لصناعة الصورة الشعرية المعبرة، وفي المقابل نجد أن بعض اللوحات التجريدية بألوانها وتكويناتها وشخصياتها المبهمة والمتخفية وفضاءاتها اللا متناهية تستقي أفكارها من الشعر الذي يعشق المجاز ويرتاد الآفاق بعيداً في سديم الخيال خاصة مع قصيدة النثر التي خلخلت نمطية الشعر وحركت جموده.
ولعل التشابه العميق بين القصيدة واللوحة التشكيلية، هو ما دفع الكثيرين من الشعراء لرسم لوحاتهم التشكيلية التي عادة ما تشبة تجاربهم الشعرية، فالشاعر التقليدي نجد أنه في الغالب يميل لمدرسة الفن الواقعية التي تؤمن بضرورة معالجة الواقع برسم أشكال الواقع كما هي، ويرى الفنان إيصالها للجمهور بأسلوب يسجل الواقع بدقائقه دون غرابة أو نفور. أما الشاعر الحداثي فنجد أنه يميل للمدارس الحديثة في الفن التشكيلي كالتجريدية والسريالية وغيرهما.
العلاقة الوثيقة بين الفن التشكيلي والشعر تظهر بشكل جلي في كشف الشعراء عن مواهبهم التشكيلية، ومنهم على سبيل المثال الشاعران خالد الفيصل، وبدر بن عبدالمحسن، وكذلك صالح الشادي الذي ارتبط بالفرشاة واللون مبكرا، وفهد المساعد، الذي كشف خلال عزلة كورونا عن الكثير من أعمالة التشكيلية التي تشبه شاعريته في عمقها الإبداعي.
التداخل بين اللوحة والقصيدة لم يتوقف عند تحول الشعراء إلى تشكيليين أو العكس، بل ذهب إلى تأثر بعض الفنانين بقصائد الشعراء المبدعين وترجمتها إلى لوحات ناطقة بالإبداع. إذ إن بعض التشكيليين رسم لوحته من وحي قصيدة تلامس شعوره، محولاً الصور الناطقة في القصيدة إلى صور تلبس من اللون معطفها الإبداعي الجذاب.
كما استفاد الشعراء في أوروبّا وأمريكا ومنذ النصف الثاني من القرن العشرين من منجزات الفن التشكيلي المختلفة، واستلهموا كثيراً من اللوحات التي تنتمي إلى المدارس الفنيّة الحديثة في إبداع قصائدهم.
ورأى الشاعر والناقد ثائر زين الدين أن الشاعر الأمريكي من أصل كوبي بابلو ميدينا، وبالتحديد في ديوانه «الجزيرة العائمة» نجد أن له ثلاث قصائد، هي على التوالي: «بنزين - Gas» مكتوبة بتأثير لوحة تحمل العنوان نفسه للفنان الأمريكي إدوارد هوبر، «حلم جيوتو» وهي مكتوبة بإلهام من شخصية الرسام والمهندس المعماري الإيطالي «الفلورنسي» جيوتو «1266- 1337»، أما القصيدة الثالثة فعنوانها «لاعبو الدومينو» وهي مكتوبة بتأثير لوحتي سيزان «لاعبو الدومينو» و«لاعبو الورق».
إذ يقول في قصيدة «بنزين»:
«الأشجار على الجانب الآخر
للطريق تميلُ
نحو قوّة أعظم من الريح.
ثمّةَ شيءٌ يكاد يشتعل
محترقاً رغم أن غيوم المطر
سوف تخمدُ انفعالات المنظر الطبيعي.
الرجل كان هنا طوال المدّة
التي بمقدوره تذكرّها، دقيقةً أو ساعةً:
حياةً كاملةً من البنزين».
من المؤكد أن اللوحة تسهم في شحذ المخيال لدى الشعراء، لصناعة الصورة الشعرية المعبرة، وفي المقابل نجد أن بعض اللوحات التجريدية بألوانها وتكويناتها وشخصياتها المبهمة والمتخفية وفضاءاتها اللا متناهية تستقي أفكارها من الشعر الذي يعشق المجاز ويرتاد الآفاق بعيداً في سديم الخيال خاصة مع قصيدة النثر التي خلخلت نمطية الشعر وحركت جموده.