أخبار

حرب المياه تفتك بالسوريين

على خلفية الصراع بين «قسد» ومرتزقة أنقرة

«عكاظ» (جدة) okaz_online@

أكثر من 1.2 مليون سوري في مناطق الشمال الشرقي وقعوا ضحية الصراعات المسلحة، لكن هذه المرة عن طريق «التعطيش»، وهي حرب جديدة ابتدعتها القوى السورية المتصارعة على الأرض في إطار الحرب الممتدة منذ 10 سنوات.

ملخص حرب التعطيش بحق السوريين لأنفسهم، يدور حول تبادل المتحاربين المصالح، فبينما تسيطر قوات سورية الديموقراطية «قسد» على مصادر الكهرباء وتمنع وصولها إلى مناطق سيطرة الفصائل المدعومة من النظام التركي، تقوم الفصائل بدورها بمنع وصول المياه إلى مناطق المدنيين.

المدنيون في مناطق الحسكة، ذهبوا إلى أعماق الأرض من أجل استخراج المياه، بعد أن فقدوا الأمل من رحمة الفصائل المسلحة، وهو الأمر الذي جعل الأهالي يقعون فريسة العطش في فصل الصيف، بينما تغيب كل الحلول من أجل فض هذا الصراع بين من يسيطر على الكهرباء، وآخر يسيطر على المياه.

وبعد تفاقم الأزمة في محافظة الحسكة شمال شرق سورية، أطلق ناشطون هاشتاق «العطش يخنق الحسكة»، مناشدين منظمات دولية التدخل من أجل وقف الصراع بين «قسد» والفصائل المدعومة من أنقرة، إلا أن الأيام الـ10 الماضية كانت بلا جدوى وبقي انقطاع المياه عن الحسكة مستمرا.

بالأمس ونتيجة اتساع دائرة الأزمة على المستوى الإنساني والمعيشي، بدأت الأزمة تنفرج، حيث سمحت قوات سورية الديموقراطية بإعادة الكهرباء إلى مدينة رأس العين في ريف المحافظة الشمالي، حيث سيطرة الفصائل، بعد الضغط الشعبي من خلال الحملة التي أطلقها ناشطون وحملت عنوان «العطش يخنق الحسكة».

حرب المياه على الأرض، تفتح السؤال حول مستقبل الصراع في سورية، الذي قد يطال كل مستويات الحياة، فيما لم يكن هذا النوع من الحرب قائما قبل سنوات، ما يثير مخاوف كبيرة من اتساع دائرة الخلافات لتشمل المياه والكهرباء وطرق التجارة، الأمر الذي ينعكس على حياة المدنيين جوعا وتعطيشا وقتلا.