السؤال
الثلاثاء / 06 / محرم / 1442 هـ الثلاثاء 25 أغسطس 2020 00:52
منى المالكي
«قد يكون ضرورياً أن تظلَّ هنالك أسئلة لا جواب لها كي نستمر في الحياة والكفاح والبحث».
بهذه الكلمات قادتنا الرائعة غادة السمان إلى متاهة من البحث المستمر حول «لذة السؤال»، فهناك الكثير منا يعيش «على قلقٍ» في محاولة للوصول إلى إجابة والمدهش أن الوصول إلى ذلك يعني انطفاء ذلك الشغف بالسؤال!
تصور سورة الكهف أجمل لقاء معرفي بين الرجل الصالح وموسى عليه السلام وكان شرط المصاحبة «فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا» فلماذا كان هذا الشرط بعدم السؤال؟! لماذا كان السؤال والحصول على المعرفة ثمنه الفراق؟! ولكن هل تبقى الأسئلة معلقة تبحث عن إجابات مستحيلة لأمور غريبة تحدث؟!
الجواب: لا لأن الإجابة هنا مرهونة بوقت معين، قال العالم لموسى: فإن اتبعتني الآن فلا تسألني عن شيء أعمله مما تستنكره، فإني قد أعلمتك أني أعمل العمل على الغيب الذي لا تحيط به علما (حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا) بمعنى حتى أحدث أنا لك مما ترى من الأفعال التي أفعلها التي تستنكرها أذكرها لك وأبين لك شأنها، وأبتدئك الخبر عنها، هنا يتحقق للفعل دهشته فبعض الإجابات تُفقد الفعل سطوته المدهشة!
وتستمر رحلة البحث عن ماهية السؤال بوابة المعرفة العظيم، فعند الوقوف على عتبة «سقراط» الذي يعتقد أن أولى الخطوات نحو المعرفة هو الاعتراف بجهل الفرد!
ويعتمد منهجه الفلسفي على الحوار الحجاجي بين الأفراد بطريقة تعاونية، إذ يقوم على طرح الأسئلة والإجابة عنها بغرض تحفيز التفكير النقدي واستخلاص الأفكار والافتراضات المسبقة الضمنية، وقد أطلق أفلاطون فن التوليد على منهج سقراط (نسبة إلى القابلة التي تولد النساء)، لأنه يُستعمل بغرض إخراج أو توليد التعريفات بشكل ضمني من معتقدات المتحاورين، أو بغرض مساعدتهم في الفهم بشكل أفضل.
فإن طبقنا استراتيجية «فن توليد الأسئلة» على حياتنا، ماذا نجد؟ نجد ذلك التأثير المجتمعى الضار وهو أننا نكافئ دائماً من يجيب وليس من يسأل، الأطفال يسألون كثيراً حتى يمل الآباء وينهروهم، المعلمون في المدارس يكافئون التلاميذ الذين يجيبون عن الأسئلة وليس من يسألون؟!! ويستمر هذا التأثير المجتمعي بعد التخرج في العمل حيث تتم مكافأة من يجيب وليس من يسأل... فليس من الغريب إذن أننا لا نتقن فن السؤال!
الجميع في حالة استنفار للإجابة عن كل شيء حتى في حالة غياب السؤال! وهذا ما أوجد حالة من التبعية الأيديولوجية المقيتة أظهرت قطعاناً تمسك بزمام الأمور في مواضيع كبرى، ولذلك كان السؤال هو الحل للخروج من هذا المأزق!
monaalmaliki@
بهذه الكلمات قادتنا الرائعة غادة السمان إلى متاهة من البحث المستمر حول «لذة السؤال»، فهناك الكثير منا يعيش «على قلقٍ» في محاولة للوصول إلى إجابة والمدهش أن الوصول إلى ذلك يعني انطفاء ذلك الشغف بالسؤال!
تصور سورة الكهف أجمل لقاء معرفي بين الرجل الصالح وموسى عليه السلام وكان شرط المصاحبة «فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا» فلماذا كان هذا الشرط بعدم السؤال؟! لماذا كان السؤال والحصول على المعرفة ثمنه الفراق؟! ولكن هل تبقى الأسئلة معلقة تبحث عن إجابات مستحيلة لأمور غريبة تحدث؟!
الجواب: لا لأن الإجابة هنا مرهونة بوقت معين، قال العالم لموسى: فإن اتبعتني الآن فلا تسألني عن شيء أعمله مما تستنكره، فإني قد أعلمتك أني أعمل العمل على الغيب الذي لا تحيط به علما (حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا) بمعنى حتى أحدث أنا لك مما ترى من الأفعال التي أفعلها التي تستنكرها أذكرها لك وأبين لك شأنها، وأبتدئك الخبر عنها، هنا يتحقق للفعل دهشته فبعض الإجابات تُفقد الفعل سطوته المدهشة!
وتستمر رحلة البحث عن ماهية السؤال بوابة المعرفة العظيم، فعند الوقوف على عتبة «سقراط» الذي يعتقد أن أولى الخطوات نحو المعرفة هو الاعتراف بجهل الفرد!
ويعتمد منهجه الفلسفي على الحوار الحجاجي بين الأفراد بطريقة تعاونية، إذ يقوم على طرح الأسئلة والإجابة عنها بغرض تحفيز التفكير النقدي واستخلاص الأفكار والافتراضات المسبقة الضمنية، وقد أطلق أفلاطون فن التوليد على منهج سقراط (نسبة إلى القابلة التي تولد النساء)، لأنه يُستعمل بغرض إخراج أو توليد التعريفات بشكل ضمني من معتقدات المتحاورين، أو بغرض مساعدتهم في الفهم بشكل أفضل.
فإن طبقنا استراتيجية «فن توليد الأسئلة» على حياتنا، ماذا نجد؟ نجد ذلك التأثير المجتمعى الضار وهو أننا نكافئ دائماً من يجيب وليس من يسأل، الأطفال يسألون كثيراً حتى يمل الآباء وينهروهم، المعلمون في المدارس يكافئون التلاميذ الذين يجيبون عن الأسئلة وليس من يسألون؟!! ويستمر هذا التأثير المجتمعي بعد التخرج في العمل حيث تتم مكافأة من يجيب وليس من يسأل... فليس من الغريب إذن أننا لا نتقن فن السؤال!
الجميع في حالة استنفار للإجابة عن كل شيء حتى في حالة غياب السؤال! وهذا ما أوجد حالة من التبعية الأيديولوجية المقيتة أظهرت قطعاناً تمسك بزمام الأمور في مواضيع كبرى، ولذلك كان السؤال هو الحل للخروج من هذا المأزق!
monaalmaliki@