بحيرة مميتة وغامضة في باطن بركان هاواي تثير خوف الخبراء!
الخميس / 08 / محرم / 1442 هـ الخميس 27 أغسطس 2020 21:26
«عكاظ» (واشنطن)
تتدفق بحيرة ضخمة في باطن بركان «كيلويا» في هاواي، ضمن درجات حرارة تراوح بين 176 و185 درجة فهرنهايت، ما يجعلها واحدة من أكثر المسطحات المائية حرارة في العالم.
وظهرت البحيرة على السطح في أعقاب ثوران بركاني عام 2018، تسببت في انهيار جزء من قاع كالديرا، ما ترك «حفرة شديدة العمق».
ومع ذلك، تركت الحرارة الشديدة العلماء في حيرة من أمرهم، إذ لا يوجد سوى عدد قليل من البحيرات البركانية على مستوى العالم، تصل إلى ما فوق 176 درجة.
وتراقب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية البحيرة عن كثب، وتبحث عن الحرارة المتبقية في الأنقاض في القاعدة أو فتحات الغاز المجاورة، التي يمكن أن تسخن المياه.
وعلى الرغم من أن «كيلويا» لا تظهر عليه علامات ثوران بركاني في المستقبل، إلا أن المسؤولين يشيرون إلى أن التغيرات في درجات حرارة البحيرة «قد تكون بوادر للمخاطر القادمة».
كما أشارت هيئة المسح الجيولوجي إلى أن: «تفاعل الصهارة مع المياه القريبة من السطح يمكن، في بعض الظروف، أن يؤدي إلى انفجارات بخارية».
وقال عالم البراكين في مرصد بركان هاواي التابع للمسح الجيولوجي الأمريكي دون سوانسون: «الثوران القادم يمكن أن يحدث ببطء وقد يتبخر الماء. لا نريد أن نكون مقلقين، لكننا نحتاج أيضاً إلى أن نوضح للجمهور أن هناك احتمالاً متزايداً للانفجارات في كيلويا».
ويعد «كيلويا» أصغر بركان في هاواي والأكثر نشاطاً، وهو يقع في الجزء الجنوبي من جزيرة هاواي، والمعروف أيضاً باسم «الجزيرة الكبيرة».
ورُصدت البحيرة الغامضة في يوليو 2019 من قبل طائرات الهليكوبتر، إذ لاحظ الطيارون تجمع المياه في الجزء السفلي من الحفرة.
وتظهر صور الأقمار الصناعية لوكالة ناسا أن مستويات المياه ارتفعت بشكل مطّرد منذ ذلك الحين. وتغطي البحيرة مساحة أكبر من 5 ملاعب لكرة القدم ويبلغ عمقها نحو 100 قدم مع طبقة لامعة بنية صدئة على السطح، ناتجة عن تفاعلات كيميائية في الماء.
ورغم أن البركان لا ينفجر أو يظهر علامات على مثل هذا الحدث، إلاّ أن هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS) تراقب القمة عن كثب، «لأنها قد توفر» نافذة «أخرى مفيدة على ما يحدث تحت السطح».
وجمع المسؤولون عينات من البحيرة الساخنة ويستخدمون كاميرات حرارية لمراقبة التغيرات في درجات الحرارة في البحيرة.
وأوضح مرصد البركان USGS: «اتضح أن درجة حرارة البحيرة قد يكون من الصعب قياسها قليلاً. وعلى الفور، كان من الواضح أن البخار المتصاعد من سطح الماء (ويختلط مع الهواء) أبرد بكثير من الماء، وكانت طبقة البخار سميكة بما يكفي لدرجة أنها حجبت الكثير من سطح الماء الأساسي. إن رؤية هذه الفجوات في البخار أمر أساسي. ويوفر جمع مئات الصور وتحليلها في وقت واحد أفضل فرصة لالتقاط المناظر العرضية من خلال البخار والحصول على تقدير لسطح الماء الساخن أسفله».