أخبار

رئيس جامعة «كاوست»: التعليم أضمن وسيلة لتحقيق وعود التكنولوجيا

في اجتماع قمة العلوم (S20) التابعة لمجموعة العشرين (G20)

توني تشان

«عكاظ» (جدة) okaz_online@

رحب رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) توني تشان، بممثلي أكاديميات العلوم الوطنية في دول مجموعة العشرين، في الجلسة التي حضرها المشاركون عن بعد بمناسبة اجتماع قمة مجموعة العلوم S20 وقال: يسعدني أن أرحب بكم جميعًا مرة أخرى، وأعلم أنكم أحرزتم تقدمًا كبيرًا في مناقشاتكم منذ جلسة المعلومات، التي عقدناها أبريل الماضي.

وأضاف: أود أن أهنئ الدكتور أنس الفارس وقيادة مجموعة العلوم S20، واللجنة التوجيهية، وأمانتنا، والقادة المتميزين، وأعضاء فرق عمل قمة مجموعة العلوم S20، لإيصالنا إلى هذه النقطة اليوم.

إنّ ورشة العمل الدولية تمثّل بداية العد التنازلي لقمة مجموعة العشرين للعلوم S20، التي ستستضيفها كاوست الشهر القادم. خلال هذه القمة، سيتحدث المجتمع العلمي العالمي كمجتمع واحد، وسيقدم إلى رئاسة مجموعة العشرين وقادة العالم، ليس فقط رسالة مكتوبة، إنما أيضًا نموذجًا لمستقبل أفضل. واستطرد رئيس جامعة كاوست: إن هذا النموذج هو خلاصة بصيرتنا الجماعية، وسيشكّل رؤية طويلة الأمد، وخطة طويلة المدى، من شأنها أن تحثّ قادة العالم على الإصغاء إلى صوت العلم في تطوير السياسات، واستنباط خطة عمل مناسبة. نريد التأكد من أن السياسات والإجراءات تستند على الأدلة. وأن التطورات التكنولوجية التي صممت أساسًا لتحقيق منافع بشرية، ستأخذ في اعتبارها أيضًا العواقب غير المقصودة، التي تتضح أمامنا فقط عندما نفكر من منظور الأنظمة المعقدة. إن عجز الجنس البشري عن التفكير الشموليّ، هو السبب الرئيسي للزيادات المستمرة في انبعاثات الغازات الدفيئة، وما ينجم عنها من تغيير في المناخ، وفي تلوث واسع النطاق لأراضينا وبحارنا ومحيطاتنا، وفي نضوب إمدادات المياه العذبة العالمية، وتكرار ومخاطر الأوبئة الفيروسية، مثل التي نشهدها حاليًا.

وأضاف الدكتور توني تشان: إن التركيز على مفهوم الاقتصادات الدائرية، من شأنه أن يوفّر المسار الأكثر قابلية للتطبيق قُدمًا. وبالتالي، فإن التفكير بقصر نظر وضيق بصيرة، يمكنه أن يعرقل إمكانيات التقنيات الجديدة. أحد الأمثلة على التفكير الشمولي، هو الحقبة الصناعية 4.٠، أو الثورة الرقمية. لقد شهدنا توسع الذكاء الاصطناعي وإمكانيته في شتى المجالات.

لذا يجب علينا أن نوظّف الإبداع البشري، ليس فقط من أجل تحقيق نتائج مفيدة من هذه الثورة، ولكن أيضًا لتقليل التهديدات التي تتعرض لها المجتمعات، من حيث أمن البنية التحتية البشرية والأنظمة الاقتصادية والخصوصية الشخصية. لقد أصبح الطب الدقيق والرعاية الصحية الشخصية في متناول جيل اليوم، وذلك بفضل التطورات الهائلة في العلوم والتكنولوجيا «متعددة الأنظمة». ولكن تمامًا كما في مجال التكنولوجيا الرقمية، فإن العلم لا يمتلك جميع الإجابات، ويجب أن تتطور الحوكمة بشكل وثيق جنبًا إلى جنب مع العلوم، لتجنب النتائج غير المرغوب بها. أود أن أنهي ملاحظاتي بثلاث نقاط عامة، مستخدمًا كاوست كمثال.

النقطة الأولى هي أن التعليم، هو أضمن وسيلة يمكننا من خلالها تحقيق وعود التكنولوجيا المستقبلية.

من المهم أن ننشئ جيلًا يدرك أهمية دقة العلوم التخصيصة. لكن يجب علينا أيضًا أن ننقل إليه على وجه التحديد مهارات التفكير الشمولي، ومهارات حل المشاكل المعقدة التي ذكرتها. تركز كاوست كثيرًا على إعداد المواهب في مجال العلوم والتكنولوجيا ودعمها، سواء للمملكة العربية السعودية أو العالم.

لذا، أحثكم على عدم إهمال التعليم وتطوير القوى العاملة أثناء صياغة توصياتكم لقادة مجموعة العشرين.

ثانيًا، التعاون العالمي والاستيعاب هي مزايا أساسية.

كاوست مثال جيد على ذلك. نحن جامعة صغيرة تضم أقل من 200 عضو هيئة تدريس. لكن لدينا علاقات تعاون قوية مع أكثر من 400 جامعة ووكالة حكومية وشركة، هم شركاؤنا داخل المملكة وفي جميع أنحاء العالم. وشدد رئيس جامعة كاوست قائلًا: على حكومات مجموعة العشرين وحلفائها، الاعتراف بالقيمة المتأصلة في المنصات التعاونية العالمية أثناء تنفيذهم توصيات مجموعة العلوم S20. أنشئت كاوست لتكون بيت الحكمة الحديث. وصُممت عن قصد للاستفادة من الأفكار والمجالات المتنوعة المبنية على مختلف وجهات النظر. إننا ندعو أفضل المواهب في المملكة وبقية العالم لمواجهة التحديات الكبرى في عصرنا. تمامًا مثل ما تقوم به أكاديميات العلوم الوطنية في دول مجموعة العشرين المجتمعة هنا اليوم.

فالتنوع يعيد إحياء الأجواء التي سمحت للمعرفة بالازدهار خلال عصر النهضة وخلال العصر الذهبي للإسلام على حدّ سواء. والمحادثات التي نجريها اليوم وغدًا، هي تجسيد لأفضل مخرجات التفكير الجماعي.

ثالثًا، يجب أن يكون العلم والعلماء مسؤولين أمام المجتمع. إن كل مسعى جدير بالاهتمام يجب في نهاية المطاف أن يحسن ظروف الوجود البشري. قد أكون كاوست صغيرة بالحجم، لكننا نركز على أن يكون لنا تأثير فعال. على مدى ست سنوات متتالية، كان لدينا أعلى معدل اقتباس لأعضاء هيئة تدريس. لقد فعلنا ذلك من خلال التركيز على مسائل كبرى وذات مغزى، ومن خلال نشر بحوث عالية الجودة بالتعاون مع أفضل المؤسسات العلمية العالمية. مثال صغير على ذلك، هو فريق عمل كاوست للاستجابة البحثية السريعة لمواجهة جائحة كوفيد 19. بدءًا من تطوير اختبارات أفضل لتحديد العلاجات الفعالة، وصولًا إلى توفير منصة تحليل بيانات عالمية للفايروس.

كما ركزنا أيضًا على ترجمة نتائج الأبحاث إلى شركات ناشئة، من خلال تدريب أفضل وأذكى رواد الأعمال لدينا، ليكونوا رواد أعمال عظماء بالإضافة إلى علماء عظماء.

وخلص الدكتور توني تشان للقول: نسعى لأن نفهم بعمق التحديات العالمية التي نواجهها جميعًا، وأن نطوّر حلولًا هادفة. نريد أن يكون لدينا تأثير محلي وعالمي في حياة قادة المستقبل، الذين نتولّى تعليمهم وإعدادهم، في أمة منحتنا ميثاقنا، وفي مجتمع عالمي نسعى إلى تقدمه.

لذلك، بالنيابة عن كاوست، الجهة المنظمة لقمة مجموعة العلوم S20، أشكركم جميعًا مرة أخرى، وأتمنى لكم يومين من المناقشات والمقاربات المثمرة.