أخبار

مدارس «عصر كوفيد».. قائمة «الممنوعات»

صدام محتدم بين الحكومات والمجتمعات بشأن استئناف التعليم

الكمامة ملزمة للطلاب فوق سن 11 عاماً.

«عكاظ» (لندن، بروكسل) OKAZ_online@)

احتدم السجال في معظم بلدان العالم في شأن العودة للمدارس؛ وسط إصرار قادة الحكومات على ضرورة استئناف التعليم العام، على رغم أن أوروبا تشهد موجة فظيعة من التفشي الوبائي لفايروس كوفيد-19. ويتهم المناوئون للعودة للمدارس الزعماء السياسيين بأنهم ينحنون لضغوط «لوبيات» المال والأعمال، الذين يريدون قرارات حكومية حاسمة لإعادة الموظفين إلى مكاتبهم، وإنعاش القطاع الاستهلاكي، وإعادة تشحيم عجلة الاقتصاد. ويتعلل السياسيون بأن استمرار إغلاق المدارس سيلحق أذى كبيراً بمستقبل أجيال من الطلاب والشباب، الذين هم عماد مستقبل بلدانهم.

وعلى رغم أن من المقرر أن تفتح المدارس في فرنسا اليوم (الثلاثاء)، إلا أن وزيرالتعليم الفرنسي جان ميشال بلانكيه قال لصحيفة «جورنال دي ديمانش» أمس إن بعض الصفوف الدراسية ستظل مغلقة. وأضاف أن قرار الفتح أو الإغلاق يتقرر بشكل يومي بحسب الوضع الصحي في كل منطقة. وأصدر اتحاد أطباء فرنسا بياناً (السبت) ذكر أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لفتح المدارس ليست كافية لضمان سلامة الطلاب، ومعلميهم، وأولياء أمورهم. وناشدوها إصدار قرار بأن يرتدي التلاميذ من عمر 6 سنوات فأكثر قناع الوجه، وأن يكون التعليم مزيجاً من الحضور الفردي والدروس عبر الإنترنت. وقالت سيسيل كلوشييه، وهي معلمة في حضانة للأطفال قرب باريس، إن عدد تلاميذها لا يتعدى 25 طفلاً، لكنها لن تضمن أنها ستراقب حركات وسكنات كل واحد منهم طوال ساعات اليوم الدراسي. وأضافت أنها لا تعرف كيف ستقوم بتعليم الأطفال دروس اللغة وهم يختفون خلف كمامات تغطي نصف وجوههم.

وفي بريطانيا، حيث من المقرر أن تفتح المدارس في 4 سبتمبر الجاري؛ حذر رئيس نقابة أساتذة الجامعات والكليات جو غريدي، في مقابلة مع قناة «بي بي سي» المحلية أمس، من أن عدداً كبيراً من نحو مليون طالب جامعي سيعودون لمقاعدهم في مدن شهدت إغلاقاً وارتفاعاً في معدلات التفشي الوبائي أخيراً، خصوصاً مانشيستر، وبيرمنغهام، وليستر. وقال إن الأشخاص الذين تتزايد إصاباتهم بالفايروس يتم تشجيعهم الآن على التنقل في مجموعات كبيرة إلى مختلف مدن بريطانيا، والتجمع، والإقامة المشتركة في السكن الجامعي. وطالب باستمرار التعلم عن بعد حتى أعياد الميلاد، إلا إذا استحدثت الحكومة البريطانية نظاماً فعالاً للفحوص المكثفة.

ورسمت صحف الإثنين اللندنية ملامح مخيفة لنظام الانضباط المدرسي الجديد الناجم عن تفشي الوباء. وذكرت «ديلي ميل» إن أي طالب يسعل أمام زملائه سيعاد إلى ولي أمره. وكذلك سيكون مصير من يستخدم دورة مياه مخصصة لصف آخر. كما تشمل القواعد الجديدة محاسبة أي طالب يقول «نكتة» عن فايروس كوفيد-19. ودأبت المدارس البريطانية على وضع الطلاب المشاغبين في غرف خاصة تسمى «الاعتقال»، لا يتم إخراجهم منها إلا عند انتهاء اليوم الدراسي. بيد أن ذلك لم يعد ممكناً في أتون جائحة كورونا. ولذلك فإن أية مخالفة من الطالب فإن المدرسة ستستدعي ولي أمره لإعادته إلى المنزل. وإذا كانت حصة الرياضة ضمن المقرر اليومي للطلاب، فسيكون مطلوباً من الطالب أن يأتي للمدرسة صباحاً مرتدياً زيه الرياضي، ويبقى كذلك حتى انتهاء اليوم. وأبلغ عدد كبير من مدارس بريطانيا أولياء الأمور بضرورة أن يتم غسل الزي المدرسي يومياً، ومنع الأطفال من ارتداء ربطات العنق لتفادي انتشار العدوى. وسيتعين على كثير من الأطفال قضاء جميع ساعات اليوم الدراسي داخل صفهم، بما في ذلك تناول وجبة الغداء في الصف، منعاً للاختلاط بين الطلاب. وسيكون ممنوعاً استخدام صنابير المياه في المدارس. ويتعين على أولياء الأمور تزويد أبنائهم بقارورة أو اثنتين، لضمان توفير ماء الشرب للطالب أثناء يومه الدراسي.