دبلوماسية الإغاثة والتعاطي الإعلامي
الخميس / 15 / محرم / 1442 هـ الخميس 03 سبتمبر 2020 00:20
يحيى القبعة yahyaalquba@
بعد حادثة مرفأ بيروت ونزيف لبنان الجريح، تهافتت دول عدة لتقديم خدماتها وتوفير مساعداتها بصور شتى وفق الاتجاهات الخاصة والمرسومة لكل منها. ولم تكن تلك الخطوات لتوفير الدعم تبدو وحيدة أو تتحرك بمفردها، بل أكدت على فكرة إبراز الجانب الإنساني في مثل هذه الحالات.
وينبغي أن يكون المحرك الإعلامي في حالة تناغمية مع الجهود التي تطلقها الحكومات والتي تحرص على أن تكون ظاهرة للجميع وتحديدا للجمهور المراد إيصال الرسالة إليه بدعمه، إذ تبرز خطورة غياب الصوت الإعلامي ليس في تغييب الجهود والمبادرات الحكومية فقط، بل في مدى ارتفاع نبرة صوت الإعلام المعادي عبر استغلال المساحة الشاغرة في الإشادة بدور دول معينة وانتقاد أخرى، بزعم أنها لم تقدم شيئا وذلك من أجل التأثير على الرأي العام. تحرص الدول وفي حالات الأزمات بشكل خاص على اختراق وسائل إعلام البلد المستهدف بواسطة التأثير على الأجندة الإعلامية والإطار وذلك من خلال التغذية الخبرية المنطلقة من منصاتها المختلفة، حتى تصل للجمهور بالشكل المفروض سلفا. ومن خلال تتبعي لحركة الإعلام الدولي وقنواته حول الحالة اللبنانية، وجدت امتعاضا من بعض ممن ينتسب لإعلام بعض الدول والأصوات المتعاطفة معها بسبب تغييب الإعلام اللبناني لجهودهم على حد زعمهم. بعيدا عن صحة زعمهم حول هذه الجزئية من عدمها إلا أن الفكرة تكمن في مدى أهمية إعلام البلد المستهدف في ترجمة جهود البلدان وذلك بسبب الفرصة المضاعفة في مدى تعرض الجمهور لرسائل إعلامه المحلي.
مع التشديد على فكرة أهمية الإعلام المحلي للبلدان، إلا أنه لن يكون الوعاء الوحيد في عصر التشعب الاتصالي. فبالنظر للمثال السعودي عبر المبادرات التي نفذها مركز الملك سلمان للإغاثة، عززت الممارسة الاتصالية التي قام بها منتسبو المركز في منصات التواصل الاجتماعي روح التواصل من خلال تعبيرهم عن سعادتهم بتواجدهم بين إخوتهم اللبنانيين على أرض الحدث الذي لاقى استجابة موازية تحمل الكثير من الود من أشقائنا هناك. مثل هذا النموذج المتمم للشكل الإعلامي من شأنه أن يعزز ويخدم فكرة الدبلوماسية العامة وإيصال الرسالة المعنية.
أخيرا:
تأتي أهمية الإعلام دائما بمختلف أشكاله في مدى القدرة على ترجمة الجهود الحكومية بالشكل الذي ينبغي أن تظهر عليه، فمن خلاله يعظم دور الشيء وبدونه يصبح عدما!
* أكاديمي متخصص في الصحافة والاتصال الدولي
وينبغي أن يكون المحرك الإعلامي في حالة تناغمية مع الجهود التي تطلقها الحكومات والتي تحرص على أن تكون ظاهرة للجميع وتحديدا للجمهور المراد إيصال الرسالة إليه بدعمه، إذ تبرز خطورة غياب الصوت الإعلامي ليس في تغييب الجهود والمبادرات الحكومية فقط، بل في مدى ارتفاع نبرة صوت الإعلام المعادي عبر استغلال المساحة الشاغرة في الإشادة بدور دول معينة وانتقاد أخرى، بزعم أنها لم تقدم شيئا وذلك من أجل التأثير على الرأي العام. تحرص الدول وفي حالات الأزمات بشكل خاص على اختراق وسائل إعلام البلد المستهدف بواسطة التأثير على الأجندة الإعلامية والإطار وذلك من خلال التغذية الخبرية المنطلقة من منصاتها المختلفة، حتى تصل للجمهور بالشكل المفروض سلفا. ومن خلال تتبعي لحركة الإعلام الدولي وقنواته حول الحالة اللبنانية، وجدت امتعاضا من بعض ممن ينتسب لإعلام بعض الدول والأصوات المتعاطفة معها بسبب تغييب الإعلام اللبناني لجهودهم على حد زعمهم. بعيدا عن صحة زعمهم حول هذه الجزئية من عدمها إلا أن الفكرة تكمن في مدى أهمية إعلام البلد المستهدف في ترجمة جهود البلدان وذلك بسبب الفرصة المضاعفة في مدى تعرض الجمهور لرسائل إعلامه المحلي.
مع التشديد على فكرة أهمية الإعلام المحلي للبلدان، إلا أنه لن يكون الوعاء الوحيد في عصر التشعب الاتصالي. فبالنظر للمثال السعودي عبر المبادرات التي نفذها مركز الملك سلمان للإغاثة، عززت الممارسة الاتصالية التي قام بها منتسبو المركز في منصات التواصل الاجتماعي روح التواصل من خلال تعبيرهم عن سعادتهم بتواجدهم بين إخوتهم اللبنانيين على أرض الحدث الذي لاقى استجابة موازية تحمل الكثير من الود من أشقائنا هناك. مثل هذا النموذج المتمم للشكل الإعلامي من شأنه أن يعزز ويخدم فكرة الدبلوماسية العامة وإيصال الرسالة المعنية.
أخيرا:
تأتي أهمية الإعلام دائما بمختلف أشكاله في مدى القدرة على ترجمة الجهود الحكومية بالشكل الذي ينبغي أن تظهر عليه، فمن خلاله يعظم دور الشيء وبدونه يصبح عدما!
* أكاديمي متخصص في الصحافة والاتصال الدولي