أخبار

عثمانية الغزو وسفك الدماء.. شرق المتوسط وإيجه أنموذجا

أردوغان يشعل فتيل التشاطؤ الجغرافي وعدوانية السفن الغازية

فهيم الحامد (الرياض) Falhamid2@

لم ينعم محيط شرق المتوسط بالأمن والسلام منذ أن وطئت الأرجل القذرة لمليشيات أردوغان تلك المنطقة التي أضحت بؤرة صراع وإرهاب يسعى النظام التركي للسيطرة على ثرواتها كونها ثرية بالغاز والنفط. ويستمر النظام الأردوغاني في الترويج لجدله التخريفي البيزنطي بزعمه بأن مطالب اليونان في المياه التي تنقب فيها عن النفط غير صحيحة ومحرفة الإحداثيات وواقع الحدود الملاحية.. وللالتفاف على تلك المزاعم في شرق المتوسط، وقعت تركيا العام الماضي اتفاق ترسيم حدود بحرية مثيرا للجدل مع حكومة الوفاق الليبية الذي رفضته أغلب دول المنطقة.

وصعد القادة الأتراك لهجة خطاباتهم في الأسابيع الماضية بينما كانت سفنهم الحربية تلاحق بعضها البعض في شرق البحر المتوسط. وتجري قوات البلدين سلسلة مناورات عسكرية في المنطقة البحرية الواقعة بين قبرص وجزيرة كريت اليونانية.

وحسم الاتحاد الأوروبي موقفه حول ما يجري في شرق المتوسط ورمى بثقله وراء اليونان عندما قالت المفوضية الأوروبية أمس، إن لا أحد يمكنه «التهديد» أو «الابتزاز»، في إشارة إلى تركيا، حسب ما أكده نائب رئيس المفوضية مارغريتيس سشيناس. وجددت المفوضية تهديدها لتركيا بفرض عقوبات جديدة عليها على خلفية التنقيب في شرق المتوسط مقررة منح تركيا «فرصة أخيرة» قبل انعقاد المجلس الأوروبي في 24 و25 سبتمبر الحالي، حيث ستتم مناقشة إجراءات يمكن اتخاذها بحق أنقرة. ولم يستبعد المراقبون دخول تركيا في مواجهة عسكرية ضد اليونان وتركيا على وقع الحرب الكلامية، وتطورها إلى إجراءات وتحركات عسكرية في بحري المتوسط وإيجه، لاسيما أن استئناف تركيا التنقيب عن موارد الطاقة بالقرب من الجزر اليونانية زاد من وتيرة المؤشرات التي تنذر بالصدام بينهما، ولعل ما يدفع إلى التكهن بذلك هي الإستراتيجية العدوانية الغادرة التي يتبعها أردوغان، من خلال إشعال النيران في المناطق بخلافات تاريخية تتعلق بالحدود، والمياه الإقليمية، والجزر البحرية، والأقليات القومية والدينية، والمجال الجوي، وقبرص، وهي خلافات قديمة – متجددة طالما اختلقها النظام التركي، التي أبقت النار تحت جمر التاريخ، ولهيب التشاطئ الجغرافي، والسفن الغازية عبر البحار، واختلاف الأيديولوجيات، كل ذلك في وقت لا يتوقف فيه أردوغان عن استدعاء الذاكرة التاريخية، شاهرا عثمانيته المغمسة بالغزو والدم، إلى درجة أن اليونان وأوروبا باتا ينظران إلى تركيا على أنها الإمبراطورية العثمانية وليست الجمهورية التركية التي أسسها أتاتورك.