كتاب ومقالات

وطن يعرف موطئ قدمه

أنمار مطاوع

المملكة العربية السعودية طوال تاريخها العريق، منذ أن أسسها الملك عبدالعزيز، وهي تحظى باحترام وتقدير العالم؛ شرقه وغربه شماله وجنوبه.. مقدّرين العبقرية السياسية التي تحلى بها صقر الجزيرة وجعل منها آلية حكم ومنهج قيادة.

السعودية -بذاتها السياسية ومسؤوليتها القيادية- مفهوم ثقافي فريد، لها مشروع إسلامي وعربي يعمل على توحيد صف الأمة.. يتبنى ثقافة بناء الكرامة العربية والعزة الإسلامية كمشروع قومي وواجب وطني وعقيدة دينية. في وقت كانت فيه دول الشرق الأوسط -العربية والإسلامية منها بالذات- ترزح تحت إهانة الغرب في بعض مساحاتها الواسعة وتحت إذلال خدام الباب العالي -أو (ديوان همايون)- في مساحات أخرى، كان الرجل الحكيم يعمل على توحيد الأرض والشعب والدين.. ويواجه الاحتلال الغربي أو العثماني.. -لا فرق بينهما.. سوى في نوعية الحضارة التي نقلها الغرب لدول استعماره، ونوعية الغطرسة والفوقية والعنصرية التي نقلها الباب العالي لدول استعماره-.

عبدالعزيز هو الزعيم الوحيد الذي التف حوله أنصار الحرية والكرامة وراية التوحيد. منذ تلك البدايات القوية والمؤسس يرفع درجة الكرامة للأمتين ويضع حجر الأساس لقانون سياسي جديد في المنطقة؛ ذلك المسار الذي ينتهجه أبناؤه وأحفاده من بعده كدستور وطريقة حكم.

المملكة بحكمة ملوكها لم تُدخل نفسها قط في منعطفات خاطئة تُفقدها السيطرة على مجريات الأمور.. ولم تقدِم على أفعال تندم عليها لاحقاً.. فخطواتها ثابتة وواثقة ومنطلقة من إرضاء الله سبحانه وتعالى.

كل من هاجم المملكة وانتقدها أو انتقد قرارات حكامها في الماضي والحاضر -خصوصاً حفاري القبور السياسية والناقمين الغيارى- ذهبوا إلى مصير مؤلم لا يستحق حتى الشماتة.. وبقيت المملكة العربية السعودية ثابتة في سياساتها.. ترعى مصالح الأمة وتحمل همّها وتعمل على تحقيق مصالحها.. حتى من أضاعوا مصالح أوطانهم وأمتهم وشعوبهم مقابل مصالحهم الشخصية، ظلت المملكة ثابتة في خدمة قضايا أوطانهم، ليس من أجلهم ولكن من أجل شعوبهم المغلوبة على أمرها.

المملكة العربية السعودية تعرف جيداً أن أي بلد يخون مصالح شعبه هو في الحقيقة يخون قيمه الثقافية والدينية والإنسانية.. ورغم ذلك تسدد وتقارب لتحافظ على مسيرة القضايا المفصلية في الجسد الإسلامي.. وترفع شعار الكرامة أمام التاريخ.

كاتب سعودي

anmar20@yahoo.com