حزب الله يفتي على الإبرة ويبلع المخيط !
الاثنين / 19 / محرم / 1442 هـ الاثنين 07 سبتمبر 2020 00:26
نجيب يماني
تناقلت عدة وسائل إعلامية حركة الانسحاب الدرامية التي قام بإخراجها ممثل حزب الله في لبنان محمد رعد، في حفل الغداء التكريمي الذي أقامه رئيس الجمهورية اللبنانية (ميشال عون) على شرف رئيس دولة فرنسا (إيمانويل ماكرون) والسبب كما قيل وجود (زجاجة خمرة) على طاوله الغداء، ماكرون زار لبنان للمرة الثانية بعد كارثة (المرفأ) التي جعلت من لبنان دولة عاجزة في طريقها إلى التلاشي والزوال بعد أن كانت سيدة المدائن رغم جراحها الكثيرة التي أدمت مفاصلها وشوهت وجهها المشرق المريح، فكانت زيارة ماكرون في وقت اشتد عطش لبنان إلى الحياة والحرية وعودة الأمن والسلام والرغبة في السيطرة على الخراب والدمار، فهي مدينة العودة الدائمة تتهدم وتتكسر وتعود لتتجمل باستمرار.
حتماً ستتجاوز هذه الكارثة كما اجتازت غيرها من الكوارث والمحن التي مرت على تاريخها الممتد في عمق الزمن. كان لانسحاب محمد رعد ممثل الحزب الإلهي الإيراني الغرض منه إظهار الورع والتقوى والخوف من الله وعقابه، فكيف بممثل الحزب الإلهي أن يجلس على طاولة عليها قنينة (خمر) وهذا مما يزيد في شعبيته، وبالتالي من رصيده وجمهوره ومحبيه المضحوك عليهم. هذا الحزب الإرهابي اختار الآية القرآنية (ألا إن حزب الله هم المفلحون) حسب قول بعض أتباعه ليرتبط وجوده ذهنياً بأنه حزب إسلامي يستمد شرعيته من القرآن وآياته ويضفي على نفسه قدسية تربطه بالله عز وجل، وهو في حقيقته حزب سياسي يطبق نظرية ولاية الفقيه بكل أخطائها وتجاوزاتها. وهو امتداد لحزب الدعوة العراقي. ولو راجع محمد رعد نفسه لوجد أن انسحابه هذا لم يكن ضرورياً، خاصة وأن حزبه قد ولغ كثيراً في الدماء المعصومة ومارست مليشياته القتل بدم بارد ودون حق، ليس في لبنان وحسب وإنما في كثير من دول المنطقة، فهو خطط وشارك في أكثر من عملية إرهابية في عدة دول ذهب ضحيتها الكثير من الأبرياء، فهل الجلوس على طاولة تحمل (قارورة خمر) أشد كفراً وفسقاً من قتل الأبرياء وتشريدهم وتصفية الخصوم بل وخيانة الوطن وقتل أبنائه من شتى الطوائف والملل؟
لقد شددت الشريعة الإسلامية على حرمة قتل النفس التي حرّم الله بغير حق في نصوص قرآنية قطعية الدلالة والثبوت وكذلك بأحاديث نبوية كثيرة، يقول الحق سبحانه وتعالى (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً)، وقال سبحانه وتعالى (والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق) متوعداً فاعله بأن يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد في جهنم مهاناً، ويقول نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام (لا يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يُصِبْ نفساً حراماً) وما فعله حزب الله من إراقة دماء معصومة في سبيل إرضاء إيران وتحقيق مآربهم الدنيئة في لبنان والعراق والبحرين واليمن وسوريا،
فكل من يرتكب جريمة قتل بدافع الانتقام أو البحث عن شهوة دنيوية فهو يدخل في القتل العمد والعدوان الآثم الذي لا تأول فيه، وجزاؤه كبير وإثمه عظيم، أكثر وأكبر من مجرد الجلوس على طاولة غداء عليها قنينة (خمر) فللضرورة أحكامها والاضطرار يرفع الإثم، والدين الإسلامي منع وقوع الضرر على الفرد فما بالك إذا كان هذا الضرر يطال الشعب اللبناني كله، يقول الحق (إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله، فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه)، وفي القرآن الكريم تكرر معنى إباحة المحرمات عند الاضطرار في خمسة مواقع في ما يتعلق بما يحرم على المرء أكله وشربه، بل جاءت آية على إطلاقها بإباحة المحرمات إن كانت في حالة الاضطرار كما قال تعالى (وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه) وقد فسر الشوكاني (إلا ما اضطررتم إليه) أي من جميع ما حرمه الله عليكم فإن الضرورة تحلل الحرام. والشريعة مبنية على إزالة الضرر عن الناس وكلها مصالح للبشر، هذه المصالح موزونة بميزان الله وميزانه مبني على القسط، ومن المؤكد أنه قد مر عليك يا محمد رعد أن الله أباح أكل الأنعام التي تذبح على النصب أي الأصنام وما أهل به لغير الله في الذبح وهي من أفعال الشرك وهو من أكبر الكبائر وأعظمها ومع ذلك أباحه الله للمسلم في حالة الاضطرار، بل من تلفظ بألفاظ الكفر وهو مؤمن فلا إثم عليه كما قال تعالى (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان) ففعل القتل والإرهاب أكبر من قارورة خمرة على طاولة غداء لك أن تجلس وتسمع وتشارك في حل لدولة منكوبة مهدومة حزبك أحد أسبابها وتدميرها وخطف أمنها وأمانها خاصة وأنك في خلوتك مع الرئيس الفرنسي قال لك أريد العمل معكم لتغيير لبنان لكن أثبتوا أنكم لبنانيون، نحن نعلم أن لكم أجندة إيرانية، نعرف تاريخكم جيداً ونعرف هويتكم الخاصة، ولكن هل أنتم لبنانيون، هل تساعدون اللبنانيين، هل تتحدثون عنهم إذن عودوا إلى الوطن، اتركوا سوريا واليمن ولتكن مهمتكم هنا لبناء الدولة، إن الدولة الجديدة ستكون لصالح أبنائكم، ولكن رعد آثر الانسحاب والسبب قارورة خمرة في الظاهر وما تخفي صدورهم أكبر وأخطر مثل الذي يفتي على الإبرة ويبلع المخيط.
كاتب سعودي
nyamanie@hotmail.com
حتماً ستتجاوز هذه الكارثة كما اجتازت غيرها من الكوارث والمحن التي مرت على تاريخها الممتد في عمق الزمن. كان لانسحاب محمد رعد ممثل الحزب الإلهي الإيراني الغرض منه إظهار الورع والتقوى والخوف من الله وعقابه، فكيف بممثل الحزب الإلهي أن يجلس على طاولة عليها قنينة (خمر) وهذا مما يزيد في شعبيته، وبالتالي من رصيده وجمهوره ومحبيه المضحوك عليهم. هذا الحزب الإرهابي اختار الآية القرآنية (ألا إن حزب الله هم المفلحون) حسب قول بعض أتباعه ليرتبط وجوده ذهنياً بأنه حزب إسلامي يستمد شرعيته من القرآن وآياته ويضفي على نفسه قدسية تربطه بالله عز وجل، وهو في حقيقته حزب سياسي يطبق نظرية ولاية الفقيه بكل أخطائها وتجاوزاتها. وهو امتداد لحزب الدعوة العراقي. ولو راجع محمد رعد نفسه لوجد أن انسحابه هذا لم يكن ضرورياً، خاصة وأن حزبه قد ولغ كثيراً في الدماء المعصومة ومارست مليشياته القتل بدم بارد ودون حق، ليس في لبنان وحسب وإنما في كثير من دول المنطقة، فهو خطط وشارك في أكثر من عملية إرهابية في عدة دول ذهب ضحيتها الكثير من الأبرياء، فهل الجلوس على طاولة تحمل (قارورة خمر) أشد كفراً وفسقاً من قتل الأبرياء وتشريدهم وتصفية الخصوم بل وخيانة الوطن وقتل أبنائه من شتى الطوائف والملل؟
لقد شددت الشريعة الإسلامية على حرمة قتل النفس التي حرّم الله بغير حق في نصوص قرآنية قطعية الدلالة والثبوت وكذلك بأحاديث نبوية كثيرة، يقول الحق سبحانه وتعالى (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً)، وقال سبحانه وتعالى (والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق) متوعداً فاعله بأن يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد في جهنم مهاناً، ويقول نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام (لا يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يُصِبْ نفساً حراماً) وما فعله حزب الله من إراقة دماء معصومة في سبيل إرضاء إيران وتحقيق مآربهم الدنيئة في لبنان والعراق والبحرين واليمن وسوريا،
فكل من يرتكب جريمة قتل بدافع الانتقام أو البحث عن شهوة دنيوية فهو يدخل في القتل العمد والعدوان الآثم الذي لا تأول فيه، وجزاؤه كبير وإثمه عظيم، أكثر وأكبر من مجرد الجلوس على طاولة غداء عليها قنينة (خمر) فللضرورة أحكامها والاضطرار يرفع الإثم، والدين الإسلامي منع وقوع الضرر على الفرد فما بالك إذا كان هذا الضرر يطال الشعب اللبناني كله، يقول الحق (إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله، فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه)، وفي القرآن الكريم تكرر معنى إباحة المحرمات عند الاضطرار في خمسة مواقع في ما يتعلق بما يحرم على المرء أكله وشربه، بل جاءت آية على إطلاقها بإباحة المحرمات إن كانت في حالة الاضطرار كما قال تعالى (وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه) وقد فسر الشوكاني (إلا ما اضطررتم إليه) أي من جميع ما حرمه الله عليكم فإن الضرورة تحلل الحرام. والشريعة مبنية على إزالة الضرر عن الناس وكلها مصالح للبشر، هذه المصالح موزونة بميزان الله وميزانه مبني على القسط، ومن المؤكد أنه قد مر عليك يا محمد رعد أن الله أباح أكل الأنعام التي تذبح على النصب أي الأصنام وما أهل به لغير الله في الذبح وهي من أفعال الشرك وهو من أكبر الكبائر وأعظمها ومع ذلك أباحه الله للمسلم في حالة الاضطرار، بل من تلفظ بألفاظ الكفر وهو مؤمن فلا إثم عليه كما قال تعالى (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان) ففعل القتل والإرهاب أكبر من قارورة خمرة على طاولة غداء لك أن تجلس وتسمع وتشارك في حل لدولة منكوبة مهدومة حزبك أحد أسبابها وتدميرها وخطف أمنها وأمانها خاصة وأنك في خلوتك مع الرئيس الفرنسي قال لك أريد العمل معكم لتغيير لبنان لكن أثبتوا أنكم لبنانيون، نحن نعلم أن لكم أجندة إيرانية، نعرف تاريخكم جيداً ونعرف هويتكم الخاصة، ولكن هل أنتم لبنانيون، هل تساعدون اللبنانيين، هل تتحدثون عنهم إذن عودوا إلى الوطن، اتركوا سوريا واليمن ولتكن مهمتكم هنا لبناء الدولة، إن الدولة الجديدة ستكون لصالح أبنائكم، ولكن رعد آثر الانسحاب والسبب قارورة خمرة في الظاهر وما تخفي صدورهم أكبر وأخطر مثل الذي يفتي على الإبرة ويبلع المخيط.
كاتب سعودي
nyamanie@hotmail.com