أخبار

لقاء نصر الله - هنية .. ضرب تحييد لبنان

من منح حماس تأشيرة الدخول ؟.. ولماذا رفض بري قرار تأجيل الزيارة ؟

نصر الله وهنية خلال لقائهما.

راوية حشمي (بيروت) HechmiRawiya@

5 أيام مرت على زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية لبيروت، وهو يجول على مسؤوليها السياسيين والأمنيين والروحيين ويصرح خلال الاستقبالات الرسمية من منبر هذا ويرسل الرسائل من منبر ذاك.

مصادر دبلوماسية أبدت استغرابها، وتساءلت: كيف منح هنية والوفد المرافق تأشيرات دخول إلى لبنان، خصوصا أن حماس مصنفة دوليا منظمة إرهابية، وأكثر من ذلك كيف استقبله مسؤولون رسميون، الأمر الذي قد يؤدي إلى إشكاليات كرعايتهم لأجندته المعروفة الأهداف، ولبنان يمر بظروف دقيقة وحرجة بفعل عزلته الدولية التي تسبب بها المحور الإيراني من خلال ذراعه «حزب الله».

فيما كشفت مصادر مطلعة أن خارجية لبنان حاولت تأجيل الزيارة وأبلغت السفير الفلسطيني في بيروت أشرف دبور قبل يوم من الزيارة، بعدم قدرة لبنان على استقبال هنية، بسبب زيارتي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، لكن رئيس البرلمان بري و«حزب الله» رفضا قرار وزارة الخارجية وقررا إتمام زيارة هنية وتسهيلها.

وأفصحت المصادر أن «حزب الله» تعمد استقبال بيروت لهنية بوجود موفدين دوليين رفيعي المستوى، ليؤكد مجددا أن لبنان أضعف من اتخاذ أي موقف، كما أنه ليس صاحب القرار. وأضافت أن الزيارة لم تكن عفوية في التوقيت والمضمون، بل لها أهداف دقيقة، وفِي مقدمها ضرب محاولة تحييد لبنان عن المحاور الإقليمية، وليس خافياً على أحد موقف الثنائي الشيعي الممتعض من أصداء مذكرة الحياد التي أطلقها البطريرك مار بشارة الراعي في الداخل والخارج. ورأت المصادر، أن لقاء هنية وحسن نصرالله وتعميم صورة اللقاء مع بيان يؤكد متانة العلاقة بين «حزب الله» و«حماس» والقائمة على أسس والجهاد والمصير الواحد، تحمل رسالة في عدد من الاتجاهات الداخلية والخارجية: أولها الإيحاء بأن حماس ليست معزولة، وثانيها: أن البيان الصادر عن اللقاء ضرب بعرض الحائط محاولات لبنان الأولى بعد استقالة حكومة حزب الله باتجاه فك عزلته الدولية والعربية، وقطع الطريق على أي موقف عربي باتجاهه والتأكيد أن لبنان كان وسيبقى منصة لتوجيه الرسائل وأكثر من ذلك لمواجهة ومقارعة القرارات الدولية والعربية التي لا تخدم المحور الإيراني. وثالثها، التخوف من أن يكون «حزب الله» فتح أبواب لبنان لمقاومة جديدة ضد إسرائيل ذات طابع فلسطيني.