كتاب ومقالات

التعليم السعودي واللاجئون

أريج الجهني

المملكة العربية السعودية دولة الزعامة والريادة تستمر في قيادة المنطقة، وهذه المرة بصناعة المحتوى التعليمي، عبر أربع وعشرين قناة تعليمية تبث مجانا وقنوات يوتيوب ومحتوى رصين ومتميز المختلف أن مشاهدي هذا المحتوى ليسوا فقط من داخل المملكة، بل يصل لنسبة ٣٥٪ من دول العالم تحديدا من الدول التي يكثر بها اللاجئون، والذي يدعو للتنبؤ بدور ريادي إضافي في دعم وسخاء هذا الوطن في بناء الإنسان، فماذا لو تم بالفعل الاتكاء على بنية التعليم السعودي التي أثبتت جدارتها واستمرارها في هذه المهمة دون توقف بينما شاهدنا كبرى الدول تنهار من أول اختبار.

الثقة بالعقول السعودية تبدأ من الداخل لا الخارج، أن نؤمن بأنفسنا هو هذا المحك، ستقود المملكة مشاريع النهضة دون أن تلتفت لجوقة المرتزقة ومن يتبجحون (نحنا علمناكو) ولو كانوا كما يقولون لماذا إذن تطورنا وتخلفوا! ولماذا أرست قيادتنا أمننا وتعليمنا وهم يعمهون في الجاهلية ولعنات الأحزاب والانتماءات الضالة، نعم يوجد قصور وتوجد مشكلات زرعها الحرس القديم وخفافيش الظلام لكن نور العلم أحرقهم جميعهم. وما نراه من تحولات في ظل رؤية ٢٠٣٠ وشجاعة العقول التي تتبناها وتعمل عليها ليل نهار تجعلنا نؤمن بأن السنوات العشر القادمة ستشهد المزيد من الإنجازات التي بالتأكيد ستزيد من الثقل الاستراتيجي لوطننا.

صبرت المملكة كثيرا على الإساءات وحان الوقت أن يقود أبناؤها المشهد العالمي وسندعم كل من يحمل الجواز الأخضر لاعتلاء المنظمات العالمية التي اختطفت لسنوات من عقول سوداوية أعماها الحقد عن أعمال المملكة في بناء السلام ورفعة الإنسان، ما قدمته المملكة للاجئين لا يمكن حصره وسيكون عظيما أيضا لو فعلتها وزارة التعليم بقيادة الوزير الشجاع حمد آل الشيخ وأعلنت عن (الجواز التعليمي) الذي يمنح للاجئين شهادات تعليمية باجتياز المقررات عن بعد! تخيلوا عدد الخريجين الذي سنحققه ويختم على الوثيقة بالختم السعودي، وتكون آليات الحضور موازية لمنصة مدرستي ويفتح باب التبرع بالتدريس والمتابعة للمتطوعين ويمنحون أوسمة (تعليم لاجئ).

لدينا طاقات عديدة وحملة شهادات عليا لنا الحق أن نتباهى بهم وتزين هذا أصالة السعوديين في حبهم للخير والبذل والعطاء، لنفكر ونخطط لهذا وننطلق في بداية ٢٠٢١.. نعم نحن ننتقل من مرحلة الاستثمار في التعليم محليا للاستثمار عالميا، ومنافسة مقدمي المعرفة ليست مهتمة بالعقول الخامدة التي تريد أن تأكل المعلومة بالملعقة إنها مهتمة بمن يهبون من مقاعدهم ويغادرون واقفين على أقدامهم في القطارات حاملين حقيبة واحدة في رحلاتهم، لا مكان في أسطر مقالتي للعقول المخملية الباحثة عن المساحات الوردية، إما أن تنافس وتبادر وتعتز بتعليمك وإما أن تنتظر طوفانا جديدا من الجهل!

كاتبة سعودية

areejaljahani@gmail.com