منوعات

بريطانيا تعود لـ «الحَجْر»

المحافظون يحمِّلون الشباب المسؤولية.. ونصف مليون بريطاني تحت «الإغلاق»

مطعم خالٍ من الزبائن وسط لندن أمس.

ياسين أحمد (لندن) «عكاظ» (واشنطن، نيودلهي، بروكسل) OKAZ_online@

أضحت بريطانيا أمس خير دليل على مدى استفحال الأزمة الصحية الناجمة عن تفشي وباء فايروس كورونا الجديد. فبعدما رجحت كفة ممولي حزب المحافظين الحاكم على العلماء الذين يقدمون المشورة للحكومة في شأن سبل كبح تفشي كوفيد-19، وتمثل ذلك بإعادة تشغيل الاقتصاد، وفتح المدارس، والضغوط على الموظفين للعودة للعمل من مكاتبهم؛ استفاقت حكومة بوريس جونسون الليل قبل الماضي على استفحال التفشي، الى درجة إعلان تدابير وقائية مشددة جديدة، باعتبارها قانوناً توجب مخالفته إيقاع غرامات باهظة، وليس مجرد تعليمات وإرشادات. فقد أعلن جونسون ليل (الثلاثاء) أنه سيكون اعتباراً من الإثنين القادم، ممنوعاً تجمع أكثر من 6 أشخاص داخل المنازل وخارجها. وظاهرة العودة إلى التدابير المشددة ليست وقفاً على بريطانيا وحدها. فهناك تشدد مماثل في اليونان، وإسبانيا، وفرنسا. ويؤكد ذلك إيماناً يشبه اليقين بأن «الموجة الثانية» المفزعة غدت حقيقة ماثلة في القارة العجوز. ولم يكن العالم أقل خطراً من أوروبا أمس. فقد أوشك العدد الإجمالي للمصابين على بلوغ المليون الـ28؛ إذ بلغ منتصف نهار الأربعاء 27.77 مليون نسمة. وارتفع عدد وفيات العالم بكوفيد-19 أمس الى 902.537 وفاة. وذكرت صحيفة «ديلي تلغراف» أمس أن مسؤولي حكومة حزب المحافظين يدرسون فرض حظر يشمل أرجاء الجزر البريطانية، يرغم أصحاب المحلات والمطاعم على الإغلاق بحلول العاشرة مساء كل يوم. وقال وزير الصحة مات هانكوك أمس إن بعض المدن التي تعاني من التفشي الفايروسي ستتحول مطاعمها إلى تقديم خدماتها بنظام «التيك أواى». وسعت الحكومة البريطانية إلى تحميل الشباب في سن العشرينات والثلاثينات مسؤولية تدهور الأزمة الصحية. في إشارة إلى انغماس الشباب في الحفلات الحاشدة، والتوجه إلى الشواطئ للفرار من شدة الحر. لكن الشباب سارعوا، في تقرير نشرته صحيفة «الغارديان» أمس، إلى اتهام الحكومة بأنها هي التي شجعتهم على استئناف حياتهم الطبيعية. كما اتهموها بالتلكؤ في إغلاق البلاد في مستهل اندلاع الجائحة. وحذر نائب كبير أطباء الحكومة البروفسور جوناثان فان تام أمس من أن الشباب تراخوا أكثر مما يلزم، وتخلوا عن تدابير الوقاية من الوباء. وكانت الحكومة البريطانية انتهجت سياسات حضت الشعب على النزول إلى المطاعم، لإنعاش الاقتصاد، عارضة تحمل نصف قيمة كل وجبة يتناولها الفرد البريطاني في تلك المطاعم.

وقال هانكوك لأعضاء مجلس العموم ليل (الثلاثاء) إنه لن يكون هناك حل لوقف استفحال التفشي الفايروسي غير إعادة فرض الإغلاق، مشيراً الى التأسي بالتجربة البلجيكية في هذا الصدد. وبدأت اعتباراً من اليوم عمليات إغلاق محلي في بقاع من مقاطعتي ويلز وأسكتلندا، سيتأثر بها أكثر من نصف مليون بريطاني. وزاد الطين بِلّةً إعلان وزير الصحة هانكوك أمس وجود أدلة لا يمكن دحضها على وقوع إصابات بكوفيد-19 لأشخاص تعافوا منه في بريطانيا. وأكد أن الفايروس لا يزال موجوداً، بل يمثل تهديداً، وأن الأزمة لم تنتهِ بعد. لكنه قال إن حالات الإصابة الثانية بفايروس كوفيد-19 التي وقف عليها كانت جميعها غير مصحوبة بأعراض.