ثقافة وفن

حارس الموسيقى رَصَفَ الأغنية العربية.. وشَجَّرَها

بليغ حمدي في ذكراه الـ «27»

عادل حوشان adel_hoshan@

يقول علماء الآثار، أن الريح حين ضَرَبَت أنف (أبوالهول)، حارس الأهرامات العظيم، اختفت قطعة منه إلى الأبد.

قالوا أيضاً أن القطعة التهمتها مدافع نابليون بونابارت، وقالوا إن محمد صائم الدهر الصوفي المتشدّد لم يرق له تقديس حارس الأرض.. هذه القطعة التي طاردها العلم والدين والحكايات والأساطير، لن تتوقف عند هذا الحدّ، فقد قُدّر لها أن تعيش إلى الأبد في وجدان مصر والعالم لأنها «مقطوعة» من سيرة ملهمة للوجود وللأبد.

في هذا الجزء من العالم، وُلِدَ التاريخ آلاف المرّات، ليس في سيرة وحياة (أبوالهول) وحده، ولا في الأهرامات التي يحرسها. لا في المومياءات معقّدة الجينات ومؤرخة التاريخ البشريّ ولا الأحافير والتراث العريق من المدن والمعابد والوجوه...

40 متحفاً حول العالم تضم مليون قطعة...

أما القطعة الوحيدة التي لم تُضَفْ إلى أرقام التاريخ المصري في متاحف العالم فقد كانت أعظم تحفة موسيقية قَـدَّمَت 2400 قطعة من ذريتها لمصر ولمن جاء إلى مصر عارفاً بأن التاريخ يبدأ ويًكتب هناك.

تقول صفية حمدي: قال أبي هامساً في أذن أمي، قبل أن يكمل أخوها السنة الأولى من عمره، سيصبح موسيقياً، وحين سخرت منه الأم، والرضيع يضرب الأرض بالملاعق محدثاً أصواتا متناغمة، أضاف بصوت أوضح «إن مت قولي لهم إنني قلت ذلك الكلام، وإن عشت سوف أُذَكّرك بذلك».

في السنة السابعة من عمره طلب من أبيه أن يشتري له عوداً، وعلى رأي محمود درويش بتصرف «مشى.. ومشى الخوف بهِ».

عن الخوف يقول بليغ حمدي:

ـ حين طلبوا منّي أن أُسمع أم كلثوم لحن «حب إيه» خِفت.

ـ وحين طلب منّي الرئيس «هواري بو مدين» الغناء على المسرح مباشرةً في عيد الاستقلال خِفت.

ـ أما حين جلست مع الأوركسترا في بروفات «حب إيه» فقد كنت خائفاً.

وكان خائفاً حين غادر مصر التي أحبها، خائفاً أبدياً في منفاه الاختياري خوفاً من الظلم والزنازين والمحاكم والقضاة والأقفاص.

نظّارة الشمس والمنديل والفاتحة:

ـ في أول لقاء له مع سيدة الغناء يروي بليغ:

عرفتها بظروف غريبة، أنا كنت عامل الجزء الأولاني بتاع «حب إيه» وكان المرحوم محمد فوزي قد سمعه من قبل وكذلك أنور منسي، وكانوا «آلوا لها عليه»، وبتوجيه من محمد فوزي دُعيت لسهرة كان يقيمها أحد الأطباء المعالجين للسيدة أم كلثوم، الدكتور زكي سيودان.

يكمل بليغ:

ـ «حين دعيت تصورت أن الدعوة عشان ابن اختها إبراهيم خالد «كان واد» بيغني وصوته كويس، بس مش غاوي يحترف ومعرفش هو فين لحدّ دلوقتي»!

ـ أم كلثوم «ليلتها» غنّت للقصبجي فجابوا لي العود وقالوا «غنّي»، فقلت «أغني إيه»، أم كلثوم «قاعدة جنبي.. هو فيه إيه»؟!

ـ قالوا لي غنّ «حب إيه»، وكان أنور منسي حافظها. فطلَبت منّي أم كلثوم أن أجلس بجانبها، لقيت نفسي «من غير ما أعرف» قاعد جنبها. فطلبت منّي ان أسمعها:

ـ «بيئولوا إنك عامل حاقة حلوة»

يقول بليغ أنني أسمعت الستّ مطلع الأغنية وأنا خائف ومرتبك، وحين هممت بالقيام أصرّت عليّ بالجلوس وإعادة الأغنية من جديد مرتين وثلاثاً..

وقبل أن أغادر أعطتني موعداً صباح الغد.

صباح أحد أيام 1960

يقول بليغ: ـ اتصلت بمحمد فوزي، وحين جاء إلى بيتي قلت له بالحرف «حب إيه.. لا تنفع لإبراهيم خالد ولا نيلة...أنا مالي»!

فوزي الذي آمن بأن القطعة المدسوسة في أساطير مصر العظيمة والمتشبّعة بالأهازيج والأحافير والتاريخ المهول للأصوات، لم يفت عليه أن الطريق يبدأ بهذه النفخة التاريخية بقصب الحقول على الضفاف، فطلب من بليغ أن يذهب لها «معلشّ روح لها عايزاك».

في صباح نفس اليوم، يضيف بليغ:

ـ ذهبت فسألتني: كلام مين ده؟

ـ كلام عبدالوهاب محمد.

ـ عبدالوهاب محمد مين؟

ـ واحد صاحبي.

ـ معاك نمرة تلفونه؟

يقول بليغ أني اتصلت به وطلبت أن يخرج من الشركة التي يعمل بها ويأخذ أول تاكسي إلى منزل أم كلثوم، فسخر منّي عبدالوهاب وطلب مني «ما تهزرش معاي»، فحلفت له بأني في منزل الستّ وإني أتكلم من منزلها وبأن أم كلثوم «قاعده أُدامي اهيه».

التقطت أم كلثوم السماعة لتتكلم مع عبدالوهاب:

ـ «خذ تاكسي وتعالا»، وقفلت الخط.

وولدت واحدة من أعظم أغاني الستّ أم كلثوم كما الـ(11) أخاً الذين صعدوا فوق المسارح بحنجرة السيدة وخرجوا جميعهم من عروق بليغ وروحه، وهنا.. ولِد المعدن الثمين في الموسيقى العربية بليغ حمدي حين بلغ 23 عاماً من العمر وبدأت ذريته الموسيقية تجلس على ضفاف حناجر مصر والعالم العربي متربّعة بكامل جلالها وخفّتها وعمقها وحضورها.

الذريّة الموسيقيّة

لا يُخفِي حارس الموسيقى دور الموسيقار محمد فوزي في تقديمه، لكن ما يُخفَى كان أعظم. كانت المعركة مخيفة في الوسط الفنّي، من يتقدّم أولاً، من يبقى أخيراً، كان عبدالوهاب، وأم كلثوم وفريد الأطرش، وعبدالحليم، كان جمال عبدالناصر وكان أنور السادات، كانت السلطة والبيانو، العدوّ وسيناء والشعب، المدفعية والكورال، وكانت مصر التي أحبها الجميع.

كانت السياسة والفنّ يسيران معاً بكل جيوب الحبّ والرصاص... الحقل المليء بالعشب والألغام.

وحين التفت الجميع فجأة، كان العبقري جالساً ينتظرهم دون استثناء، جاء «حليم» (29 لحناً) وتقدّمت الشابة «وردة الجزائرية» (26) لحناً واستمرت «الستّ» وأمعن العازفون بآلاتهم، لُمّعت «الكونتراباصات»... وصلَـت شادية... وحمل المركب نجاة الصغيرة وفايزة أحمد وصباح ومحمد رشدي، وقدّم عفاف راضي وعزيزة جلال وعلي الحجار وهاني شاكر... ميادة الحناوي وسميرة سعيد وذكرى... قدم الكل بأسماء تذكر ولا تنسى، وكانت «الساقية» تدور، وكان ابن النيل حارس النغمات.

غناء صلاة حبّ

في أحد المشاهد المرئية لبليغ، وكان المشهد يوثّق لحظة عودته من باريس إلى مصر، بعد أن أخذ مواعيد قاطعة بألا يدخل القفص في القضية الشهيرة، يحضر العديد من أصدقاء بليغ الذين أحبوه، ويتقدّم رجل ليقدم له هدية، فتحها أمام عدسات الكاميرات، وبقي القرآن الكريم الذي ظهر في علبة مذهبة في المشهد يتكرر كثيراً في لقاءات بليغ وهو يضعه فوق طاولة صغيرة بجانب البيانو. ويروي بليغ في موقع آخر أنه قابل الرئيس، وطلب منه «الريّس» أن يلحن لـ«الشيخ»، وكان السيّد النقشبندي في إحدى المناسبات التي حضرها «حارس الموسيقى».

وظهرت أهم الابتهالات الدينية بصوت النقشبندي «مولاي... إني ببابك».

الحرب والموسيقى

يروي أيمن عبدالحكيم نائب رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون، أنه حين عبر الجيش المصري قناة السويس وحطّم خط برليف كان بليغ أمام مبنى الإذاعة المدجّج بالأسلحة والجيش، يريد اقتحامه ليغنّي.. ولكنهم أبلغوه بأنهم في حالة حرب وهذا المكان حساس جداً، ردّ بأنه سيقدّم بلاغاً لرئيس الجمهورية بما حدث، ولم يجدوا أمام هذا الإصرار إلى فتح الأبواب له.

وقتها أبلغه وجدي الحكيم «بأنه لا يوجد ميزانية تتحمّل مصاريف الفرقة والمغنين، فكتب له بليغ تعهداً خطياً يتحمل في بليغ كافة المصاريف.

ولم يخرج هو ومن معه من استديوهات الإذاعة حتى اكتملت الأغنيتان وأذيعتا في اليوم التالي 7 أكتوبر..

يروي أحمد الحفناوي أستاذ المعهد العالي للموسيقى ـ الكونسرفاتوار، يروي في حوار تلفزيوني، وهو يضرب أصابع البيانو:

ـ بليغ في أغنيته الوطنية «يا حبيبتي يا مصر» ينهي أغنيته بـ «صو..لا» (يا..مصر) على مقام الكورد وهما أعلى نغمتين في المقام ومنهما تغيّرت أيقونات الأغنية المصرية التي غنتها شادية بالإضافة إلى أغنية «على الربابة بغني» مقام البيات، التي غنتها وردة. ويقول الحفناوي إن بليغ بوطنيته أراد أن يضع مصر بعد انتصارها في أعلى مقام موسيقي.

هذه الأغنيات الوطنية التي يرى بليغ كأستاذه محمد فوزي، أنها أغانٍ عاطفية بالدرجة الأولى يجب أن تذهب في طريقها للشعب والوطن أولا قبل أن تذهب لتمجيد أشخاص بعينهم.

في الطرف الآخر.. أوجعت استقالة الرئيس المصري جمال عبدالناصر وجدان الشعب المصري، وما كان من بليغ إلا أن اختطف الأبنودي ليكتب بصوت الشعب المصري عن فقدهم للزعيم.. اللحن المزيّن بالأجراس:

«عدا النهار.. والمغربية جاية

تتخفى ورا ظهر الشمس

وعشان نتوه في السكّة.. شالت من لياليها القمر، وبلغنا ع الترعة بتغسل شعرها

جانا نهار مقدرش يدفع مهرها»..

وكانت بصوت حليم.

حنجرة الشارع:

يقال إن مكتبه، وهو عبارة عن شقة مستأجرة الذي يحتوي على «ثروة» الغناء العربي وتسجيلات نادرة ومحفوظات نادرة ومدونات موسيقية وأحافير في التراث والمعابد والماء والأصوات.

يقال إن صاحب الشقة قدم إلى المحكمة طلب استعادة شقته، حدث ذلك بعد وفاة بليغ، وبأنه صدر حكم بإفراغها وتُركت كل محتوياتها في الشارع!

ويُروى أنه تم نقل ما يمكن إنقاذه إلى «ورشة نجارة» في حيّ شبرا، يملكها المهندس أسامة...

قالوا عن بليغ:

• الموسيقار محمد عبدالوهاب:

ـ «ربنا يدّينا جملة موسيقية واحدة كل سنة.. ويعطي بليغ جملة كل يوم».

• عبدالحليم حافظ:

ـ اتهموه بتمييع الفلكلور المصري.. وكل الذين اتهموه «حاولوا» أن يفعلوا ما فعله.

• الموسيقار حلمي بكر:

ـ 90% من الذين تكلموا عن بليغ، لم يقابلوه ولم «يعرفوا عنه أي حاجة» !

• الموسيقار محمد نوح:

ـ بليغ أحضر لنا «سيد درويش» وأجلسه بيننا.

• الموسيقار حلمي بكر:

ـ «بليغ لو كان عنده 20 مشوار... يروح للمشوار 21 اللي في علم الغيب!

• الكاتب والناقد الفني طارق الشناوي:

ـ بليغ هو الموسيقار الأول مصرياً وعربياً في الحصول على حقوق الأداء العلني.

قال عن نفسه:

• الظلم الذي وقع عليّ «خبأ» الكثير مما كان يمكن أن يكون على هيئة موسيقى.

• لم أقابل محمد عبدالوهاب ولم يحدث بيننا اتصال.

• عبدالحليم كان «عايزني على طول قدامه» وهربت منه لأنني لا أستطيع أن أقدم له كل شيء.

• أغنية «تخونوه» أول تعاون بيني وبين عبدالحليم واختطفها حليم من ليلى مراد وأنا في الشارع.

• الأغنية الناجحة تستوجب 3 لحظات صدق.. من الكاتب والملحن والمغنّي، وإذا غابت أي لحظة فقدت الأغنية طعمها.

• أعمال كثيرة سحبتها من فنانين لأنهم لم يستطيعوا أن «يحسوا بيها».

• الغناء أعمق من أن يكون للترفيه.. ولو كان كذلك لتوقفت عن التلحين والموسيقى والسماع.

• كل من اشتغلت معه يصبح «أنا»..، فـ«لو بعثت له جواب «سأقول له» إزيّك يا أنا»!

• الذي يترك أغنية عظيمة لا يموت، إنما يسافر.

• وردة كانت الضلع الصادق في توصيل موسيقى بليغ حمدي للناس.

• المعمل اللحني «جوايا» يشتغل 24 ساعة.

• لو أنجبت لأصبح أبنائي «غلابا».

• لا أعرف لا «إمتا» ولا «ازاي» ولا «فين» ممكن أن يظهر لحن.

• أنا سعيد بالمشاكل التي تثار حولي.

بليغ والتراث في السعودية

في صورة من صور التاريخ الفني السعودي جلست سيدة الغناء العربي جانب الموسيقار الكبير فوزي محسون، لا تعرف من الصورة أي منهما كان يتحدث للآخر. ما عرفناه بعد ذلك هي القصة المثيرة التي دارت في الأوساط الفنية بعد أن لحن لها بليغ حمدي أغنية «الحب كله» من كلمات أحمد شفيق وكان ذلك في عام 1971. تسربت معلومات إلى «الستّ» بعد انتشار الأغنية، تشير إلى أن المقطع الثاني من مقدمة أغنيتها يتطابق تماماً مع أغنية لحنها الموسيقار السعودي فوزي محسون بكلمات من التراث ولحن على إيقاع المجرور.

وما كان من السيدة إلا سؤال بليغ عن ذلك، فأخبرها فعلا أنه «اقتبس» مقطعاً ثرياً من الأغنية لأنه أعجب بها وكان يرددها دائماً بعد سماعها من المرحوم طلال مداح.

قدمت السيدة اعتذارها للراحل فوزي محسون الذي، كما قيل، علق بأن بليغ صديق يفتخر به وبسعادته للقاء السيدة.

ويروى أن بليغ كان كثير التردد على جدة وتحديداً على طلال مداح، الذي لحن له بليغ أغنية «يا قمرنا»، كما لحّن لمحمد عبده أغنية «يا ليلة». كما تحتوي مكتبة «اليوتيوب» على العديد من الأغنيات التي غناها طلال منفرداً بحضور بليغ أو التي غناها بليغ منفرداً بحضور طلال أو ردداها معاً كما فعلا في أغنية «لا لا يا الخيزرانة» التي قال الكاتب والمؤرخ محمد سلامة بأن بليغ كثيراً ما كان يطلب سماعها إعجاباً بها. أما طلال مداح فقد قال عن بليغ حمدي بأنه «أعظم من وظّف التراث في الأغنية الحديثة، وكان دائماً يطلب مني الاستماع إلى التراث والفلكلور السعودي وألحانه وإيقاعاته».

بينما علّق الموسيقار محمد المغيص: «بليغ رمز كبير من رموز الأغنية العربية، واثقاً من أنه يقدّم مرحلة موسيقية لا مثيل لها»، مضيفاً: «بليغ تردد كثيراً على بيت حسن سرور صبّان، كما أنه درس في معهد الموسيقى مع الموسيقار الكبير غازي علي».

وردة الجزائرية:

السيرة الطويلة لسيدة الغناء لا يقل أهمية عنها شخصيتها الجذابة في حياتها الخاصة، الأم، عاشقة القطط، زوجة السياسي، صديقة الرئيس «بو مدين»، وعشيقة حارس الموسيقى الذي أنجبها فنياً ولم ينسَ يوماَ أنها كانت أول القلب وآخره حتى ودّعنا معها بـ «بودعك».

تقول عن نفسها:

• معظم الفنانات كانوا «بيدلئوا» على بليغ، وكنت بقول «ما كان قدامكم.. ما تجوزتموه ليه»!

• تزوجت بليغ وهو «مش قمر» إنما «قمر جواه».

• لم يعترف أبي بأني مطربة إلا بعد أن رآني أسلّم على عبدالناصر.

• «أي دمعة حزن» لحنها بليغ وأنا بجانبه، وهي الأغنية الوحيدة التي تمنيت أنني غنيتها.

• مع صلاح الشرنوبي قلبت صفحة بليغ حمدي ثم انتهت مرحلة الموسيقيين الكبار.

• أغنية «معجزة» لبليغ لم أحبها.. بليغ «فرتكها».

تحكي:

ـ بعد أن انتهيت من حفلة «في يوم وليلة» حضر إلى منزلي محمد عبدالوهاب، ومن عند الباب مباشرة قال لي: «إيه اللي هببتيه ده»! وكانت تقلد بصوتها ضخامة صوته وميلان فمه.

وتحكي أنه:

ـ في «أولاد الحلال» غنيت «كل يوم قاعدين في بيتنا.. ويطلعوا يجيبوا فـ سيرتنا» وكنت وقتها «مئموصة» من النميمة.

فجاء عبدالحليم إلى البيت وقال لي: «يا وردة.. من قلة الكلام الجميل اللي فـ السوق رحتي اخترتي النميمة» ؟

فقلت له مباشرة: «الله...الله...الله، انت جاي بيتي تبهدلني؟ منت بتغني حلو القمر... فيه حدّ فـ أيامنا دي بيغني للقمر» ؟

محمد فوزي

• مؤسس مصر فون لصناعة الموسيقى وأسطوانات التسجيل 1958

• 1949 أنتج فلم فاطمة ومليكة رشيد الذي سخر فيه من أخلاق الصهاينة والفلم مستوحي من المسرحية التي يقال إن «موزارت» حولها إلى أوبرا.

• في ثورة يوليو 1952 رفض الغناء باسم الزعيم أو أي زعيم سياسي رغم تأييده لها وكان يقول «مصر لا ترتبط باسم زعيم بل بوجدان الشعب».

• 1961 طال التأميم شركته بينما استثنيت شركتا محمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وحوّلت الشركة إلى «صوت القاهرة» للصوتيات حتى اليوم.

• قبل وفاته العام 1966 كتب رسالة أخيرة ينعى فيها نفسه ويطلب أن كون جنازته «يوم غدٍ الجمعة الساعة 11 صباحاً» وقيل إن محبيه «اختطفوا النعش» احتجاجاً على عدم تكريمه وعدم الاهتمام بعلاجه، وطاردتهم الشرطة حتى استعيد النعش.

يُروى أنه بعد هزيمة 67 لم تجد الإذاعة المصرية أغنية تخلو من تمجيد الرئيس سوى أغنية محمد فوزي «بلدي أحببتك يا بلدي» التي أصبحت تُكرر لوحدها في الإذاعة طوال أيام.

كما يُروى أنه حين ذهب إلى شركته وجد ضابطاً يجلس على الكرسي واضعاً قدميه على المكتب. فنادى الساعي ليأخذ فوزي إلى مكتبه كموظف في الشركة، وأعطي المكتب القريب من دورة المياه.