صوتها المتوج بالخطر والريح
الجمعة / 23 / محرم / 1442 هـ الجمعة 11 سبتمبر 2020 00:46
عبدالرحمن العكيمي
صوتها أصدق وأنقى خطاب خرج من أرض لبنان؛ لبنان الغالية على قلوبنا أقصد صوت الفنانة الكبيرة فيروز، هذا الصوت الذي نشأنا على حبه وتشكلت ذائقتنا على رسالته الأصيلة والنافذة، لبنان بلد الأضداد والطوائف والمناطقية، بلد العرقيات والأيديولوجيات، والتناحر السياسي ومسرح الأحداث من كل الاتجاهات. وهو الذي كان له أن يكون بلد التعددية والتنوع الثقافي والحضاري، فهو يمتلك الأرضية الخصبة لكن أهل السياسة هناك اختطفوا كل شيء من هذه الأرض المسكونة بالجمال.
نختلف مع المشهد السياسي في بيروت ومع حزب الله ومع التدخل الإيراني الجائر في الأرض العربية؛ لكننا نتفق على حب فيروز وصوتها الذي نأى بنفسه عن كل الصراعات ومناطق النزاع والفوضى..
ونتذكر بكل ألم ووجع اندلاع الحرب الأهلية في لبنان عام 1975م، التي قتلت 150 ألف شخص تقريباً، وأصابت وشوهت أكثر من 170 ألف شخص، ودفعت أكثر من مليون إنسان لبناني للهجرة ووداع الأرض والأحباب. لم تسلم السيدة فيروز من نيران تلك الحرب المجنونة -آنذاك- حيث تعرض منزلها للقصف لكنها ظلت متمسكة بالحكمة والحياد هي ومعها الرحابنة الذين يحيطون بعالمها الفني والوجداني. وما زالت حادثة المرفأ المفجعة تخيم تداعياتها وأحزانها على أهل بيروت المدينة الموعودة بالوجع دائماً.
وفي ظل تلك الأجواء القاسية والصاخبة ظلت فيروز تتمتع بصمت وتأمل كبير وتبتعد بقصد عن الإعلام والظهور. فكل شيء سيحسب على صوتها ومكانتها العالية فهي تدرك وتعي ذلك جيداً.. وتدرك أنها يجب أن تحافظ على مسافة الحب التي صارت تحاصرها من كل مكان من هذا العالم. وهي اليوم بعد أن تجاوزت الثمانين من العمر ما زالت تزداد شموخاً وألقاً، وقد أصبحت رمزاً وطنياً كبيراً وتلك مسؤولية عظيمة لكن هذا هو قدر الأفذاذ والرموز.
ومؤخراً قلّدها الرئيس الفرنسي ماكرون أرفع وسام فرنسي، وهو وسام جوقة الشرف من رتبة كوموندور. وقبله وسام «الفنون والآداب» من الرئيس فرانسوا ميتران عام 1988م، وأيضاً حصلت على وسام جوقة الشرف من الرئيس جاك شيراك عام 1998م.
وقبل 40 عاماً غنت (جارة القمر) وصدحت في العاصمة الفرنسية باريس بأغنية باريس يازهرة الحرية شاكية فيها واقع الحال اللبناني الجريح:
باريس يا زهرة الحرية يا دهب التاريخ يا باريس
لبنان باعتلك بقلبي سلام ومحبي بيقلك لبنان
رح نرجع ونتلاقى عالشعر وعالصداقة
عالحق وكرامة الإنسان
يا فرنسا شو بقلن أهلي عن وطني الجريح
عن وطني اللي متوج بالخطر و بالريح
قصتنا من أول الزمان
بيتجرح لبنان بيتهدم لبنان
بيقولوا مات وما بيموت
وبيرجع من حجارو يعلي بيوت
وتتزين صور وصيدا وبيروت
كاتب سعودي
ALOKEMEabdualrh @
نختلف مع المشهد السياسي في بيروت ومع حزب الله ومع التدخل الإيراني الجائر في الأرض العربية؛ لكننا نتفق على حب فيروز وصوتها الذي نأى بنفسه عن كل الصراعات ومناطق النزاع والفوضى..
ونتذكر بكل ألم ووجع اندلاع الحرب الأهلية في لبنان عام 1975م، التي قتلت 150 ألف شخص تقريباً، وأصابت وشوهت أكثر من 170 ألف شخص، ودفعت أكثر من مليون إنسان لبناني للهجرة ووداع الأرض والأحباب. لم تسلم السيدة فيروز من نيران تلك الحرب المجنونة -آنذاك- حيث تعرض منزلها للقصف لكنها ظلت متمسكة بالحكمة والحياد هي ومعها الرحابنة الذين يحيطون بعالمها الفني والوجداني. وما زالت حادثة المرفأ المفجعة تخيم تداعياتها وأحزانها على أهل بيروت المدينة الموعودة بالوجع دائماً.
وفي ظل تلك الأجواء القاسية والصاخبة ظلت فيروز تتمتع بصمت وتأمل كبير وتبتعد بقصد عن الإعلام والظهور. فكل شيء سيحسب على صوتها ومكانتها العالية فهي تدرك وتعي ذلك جيداً.. وتدرك أنها يجب أن تحافظ على مسافة الحب التي صارت تحاصرها من كل مكان من هذا العالم. وهي اليوم بعد أن تجاوزت الثمانين من العمر ما زالت تزداد شموخاً وألقاً، وقد أصبحت رمزاً وطنياً كبيراً وتلك مسؤولية عظيمة لكن هذا هو قدر الأفذاذ والرموز.
ومؤخراً قلّدها الرئيس الفرنسي ماكرون أرفع وسام فرنسي، وهو وسام جوقة الشرف من رتبة كوموندور. وقبله وسام «الفنون والآداب» من الرئيس فرانسوا ميتران عام 1988م، وأيضاً حصلت على وسام جوقة الشرف من الرئيس جاك شيراك عام 1998م.
وقبل 40 عاماً غنت (جارة القمر) وصدحت في العاصمة الفرنسية باريس بأغنية باريس يازهرة الحرية شاكية فيها واقع الحال اللبناني الجريح:
باريس يا زهرة الحرية يا دهب التاريخ يا باريس
لبنان باعتلك بقلبي سلام ومحبي بيقلك لبنان
رح نرجع ونتلاقى عالشعر وعالصداقة
عالحق وكرامة الإنسان
يا فرنسا شو بقلن أهلي عن وطني الجريح
عن وطني اللي متوج بالخطر و بالريح
قصتنا من أول الزمان
بيتجرح لبنان بيتهدم لبنان
بيقولوا مات وما بيموت
وبيرجع من حجارو يعلي بيوت
وتتزين صور وصيدا وبيروت
كاتب سعودي
ALOKEMEabdualrh @