كتاب ومقالات

أزمة المجلات الثقافية !

شذرات

أروى المهنا

هل الزمن تطور بسرعة مربكة لحد تغيرت فيه نظرتنا للأشياء وتغيرت معه طريقتنا في تناول المعلومة وتفاعلنا معها؟!

الكثير من الوسائل التي كنا نستقبل بها المعلومة لم تعد فعالة كما هي عليه في السابق بالرغم من أهمية وثراء الوسيلة التي كنا ننهل منها! لم يستثنِ الزمن المجلات الثقافية! حيث تناول العديد من الفاعلين في الوسط الثقافي حال المجلات الثقافية، متأسفين لحالها ولربما كان (الصدى) المجيب الوحيد لنداءاتهم! وحقيقة لا يمكن إنكارها هي أن المجلات الأدبية شغلت موقعا مهما لدى المثقف العربي، إذ كان الكاتب يحرص أن ينشر نتاجه في المجلة التي تعنى بالثقافة والفكر والأدب. يبقى سؤال المجلات الثقافية بالعالم العربي سؤالا إشكاليا يحتاج إلى المزيد من الالتفات والتوقف، كونه سؤالا يكشف عن العديد من الاختلالات التي يعاني منها الوسط الثقافي، ويكشف عن عثرات في عالم النشر والقراءة!

لفتتني إشارة سابقة لبعض الإحصاءات البريطانية حول قطاع المجلات التي تتلقى من ميزانية الإعلانات ما قيمته 877 مليون جنيه إسترليني (1.14 مليار دولار) خلال عام 2016، بانخفاض نسبته 6.8% عن عوائد العام الأسبق. ومن المتوقع أن تقل العوائد بالنسبة نفسها مرة أخرى خلال عام 2018، وترى مؤسسة «بلومبيرغ»، أن القيمة ما زالت مرتبطة بالمحتوى، إذن هل نواجه أزمة محتوى حقاً؟ يقول الروائي إبراهيم فرغلي إن وجود الجيل الجديد الذي يتعاطى ثقافة جديدة ويتابع ما يحدث في العالم ويفقد الثقة بسرعة في أي مطبوعة تبدو له جامدة أو بعيدة عن روح العصر وثقافته هو السبب وراء تراجع المجلات الثقافية أو حتى انحسارها. ويلفت إلى أن الحل يكمن في «ضرورة أن يدخل العلم والاهتمام بالعلوم مع الثقافة والفكر في شكل مطبوعات شابة تناسب روح العصر وتقدم الأسئلة العميقة في أشكال صحافية تناسب الشباب. الثقافة ليست ترفا وليست أولوية مؤجلة كما قد يتصور البعض».

بالرغم من كل هذا ما زالت بعض المجلات المحلية التي تعنى بالثقافة تتنفس الرمق الأخير، وما زالت تقاوم وتعلن حضورها بقوة، سواء أكانت المجلة العربية أو حتى مجلة الفيصل وحتى مجلة اليمامة، ومنذ قريب أطل علينا «مشروع معنى» الثقافي و«مجلة معنى»، تُعنى بالموضوعات الثقافية والفلسفية المختلفة تثري حقاً القطاع الثقافي بترجمات وملفات غنية، لكن ألم يحن الوقت لمظلة تجمع الجهود الفردية وتقوم بمد يد العون لقطاع المجلات الثقافية، لماذا لا نحدث نقلة في عالم المجلات ونعيد لها هيبتها بل حتى نستطيع أن نعمل على محتوى رقمي مميز يتزامن مع صدور المجلة الورقية لذات المؤسسة! آمل حقاً من وزارة الثقافة أن تراجع ملف المجلات الثقافية وتقوم بدورها المهم الذي بدأنا نشهد أثره في أكثر من ملف!

arwa_almohanna @