في ذكرى 11 سبتمبر.. نيويورك.. لا سياح.. والأزمة عميقة
الجمعة / 23 / محرم / 1442 هـ الجمعة 11 سبتمبر 2020 16:34
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
تحيي نيويورك اليوم (الجمعة)، ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، وسط تخبط في أزمة عميقة مع ارتفاع معدل الجريمة وانتشار المشردين وخلو الشقق والمتاجر، ما يشكل رهاناً كبيراً في المعركة الدائرة مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي في الثالث من نوفمبر القادم.
ورغم جائحة كورونا تقيم كبرى المدن الأمريكية مراسمها السنوية إحياء لذكرى نحو ثلاثة آلاف شخص قضوا في الهجمات التي حصدت العدد الأكبر من الأرواح في التاريخ مع الوقوف دقيقة صمت في المواعيد التي ارتطمت فيها الطائرات المخطوفة ببرجي مركز التجارة العالمي.
ومع مرور 19 عاماً على الهجمات، يبقى 11 سبتمبر مرادفاً لبطولة أبناء نيويورك التي يشدد المسؤولون فيها على أن «صمود» أبناء المدينة أدى منذ شهر إلى خفض نسبة انتقال عدوى فايروس كورونا إلى دون 1%.
من جانبها، أفادت رئيسة منطقة مانهاتن غايل بروير، بأن هذه الجزيرة وهي رمز لحيوية نيويورك، تنوء تحت ثقل مشكلات متعددة.
ولفتت إلى أن المشاكل مباشرة جاءت من كورونا، فغالبية المصارف الكبرى وشركات التأمين وغيرها من المؤسسات التي تعتمد على الوظائف المكتبية، انتقلت إلى العمل عن بعد في مارس وحافظت على هذا النهج ما أفرغ أحياء الأعمال وأتى على آلاف المطاعم الصغيرة التي كانت توفر الطعام لموظفيها ظهراً.
وقال المهندس المعلوماتي بوريس تولشينسكي، إنه يشتاق إلى مانهاتن لكنه ينوي على غرار الكثير من زملائه «الاستمرار بالعمل من منزله» في ولاية نيوجيرزي المجاورة حتى يوليو 2021.
على صعيد آخر، فقدت نيويورك ما يزيد على 60 مليون سائح سنوياً فيما هجرها بعض أبنائها أيضاً. فقد غادر مانهاتن ما لا يقل عن 35 ألف شخص بالاستناد إلى طلبات التصويت عبر البريد للانتخابات الرئاسية على ما أوضحت غايل بروير. وأغلق الكثير من المتاجر أبوابه. فبين 2017 و2020 تضاعف عدد المحلات الخالية تقريباً، بزيادة قدرها 78% بحسب بروير أيضاً.
ليس هذا فحسب بل إنه بالإمكان مشاهدة المشردين بأعداد أكبر مع إغلاق الكثير من مراكز الإيواء ونقل نحو 13 ألفاً منهم إلى فنادق خالية في مانهاتن.
ويشكل ارتفاع جرائم القتل وإطلاق النار (47 % و166% على التوالي مقارنة بأغسطس 2019) أحد المظاهر اللافتة للأزمة في نيويورك.
ولا تزال المدينة بعيدة عن معدلات الجريمة المسجلة فيها في السبعينات والثمانينات إلا أن نيويورك التي كانت تعتد بأنها من أكثر المدن أماناً في العالم، عادت إلى معدلات الجريمة التي كانت مسجلة في 2012 بحسب ما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز». لكن المسؤولين في نيويورك يؤكدون أنهم على ثقة بأن المدينة ستعود إلى مسارها الصحيح. لكن كم من الوقت سيستغرق ذلك؟.