لبنان يحتاج إلى وطن
الأحد / 25 / محرم / 1442 هـ الاحد 13 سبتمبر 2020 00:32
وفاء الرشيد
كان للمديرة العامة لليونسكو أودري أوزلي تصريح هذا الأسبوع استوقفني واستفزني عن لبنان، لا أتفق على محتواه لا شكلاً ولا مضمونا! فقد جاء بتصريحها: «سأكفل أن يتبوأ التعليم والثقافة مكانة مركزية في خضم جهود إعادة الإعمار، وأن تولى الفئات الأشد ضعفا اهتماما خاصا. ويجب أن يكون التعليم والتراث والثقافة الأساس الذي تستند إليه جهود إعادة الإعمار» وأنا أقول لها سيدتي لبنان لا يحتاج منكم لا تعليما ولا ثقافة! لبنان يحتاج إلى وطن.
وقبل أن أبدأ بسرد سطوري لهذا المقال أود أن أقول لكم لماذا لبنان؟، ولماذا بيروت؟ وما الذي يدفع أي عربي يؤمن بالحرية أن يدافع عن لبنان الذي يسكن كل واحد فينا.. فأنا هنا أتكلم عن حالة عربية بوهيمية مركبة تسكنك بل تأسرك اسمها لبنان! لا أتكلم عن لبنان الدولة ولا أتكلم عن لبنان الشعب...
جمهورية ديمقراطية برلمانية طوائفية، تضم أكثر من ثماني عشرة طائفة بأكثر من سبع لغات وأكثر من نظام تعليمي يدرس على أرض مساحتها لا تتعدى نصف مساحة جيبوتي! دولة تعد من أصغر الدول العربية بسكان يعيش ثلثاهم خارجها... ومع ذلك هي وطن إيليا أبو ماضي وأدونيس وسعيد عقل، وطن فيروز وماجدة الرومي والرحابنة وجبران خليل جبران. هي ليست فقط مركز إقليمي للإنتاج الإعلامي، بل هي الأكثر تحرراً وحرية في العالم العربي.
هل يعقل أن هناك من يريد أن تمتلئ بلد الحرية بالسواد وأن تزرع سمومهم بدل الورد في شوارع بيروت؟ هل يعقل أن يكون الوالي تبعا لآخرين؟ وأن تتحول ساحاتها إلى معاقل خلفية لتصفيات الجيران؟ بحكومات فاشلة بكل تفاصيل الفشل وكل تفرعاته، حكومات تحكم حتى لو كان حكمها بالظلام بلا ماء ولا أمن ولا صحة وبلا كرامة...
لبنان هو تاريخ مهم في الحضارة العربية وما قبل العربية من حضارات، هو مهم للعرب إن لم يكن مهما لكم! هو مهم لأوروبا (أخت قدموس) إن لم يكن مهما لكم، فليس سهلاً أبدا أن يبقى الناس على حب قديم وكيف لو كان هذا الحب من أصحاب عقول؟ حب صادق المشاعر لأرض من الصعب نكران أو نسيان جمالها... حب لا تفرضه لا مصلحة ولا... لبنان وصل إلى قلوب الجميع بمعادلة كيميائية خارقة بالرغم من كل الفساد وعالم السياسة المعقد والتشوية المعتمد أو محاولة بل محاولات الاغتيال التي حدثت لوجه هذه البلاد...
وبالرغم من كل ذلك يظل العشاق والفنانون والمثقفون والموسيقيون والمعماريون والرسامون والنحاتون والمسرحيون والمغنون والشعراء والمؤرخون يتغزلون بحالة اسمها لبنان... تحتاج إلى وطن... وطن ليس كأي وطن...
كاتبة سعودية
wwaaffaaa@
وقبل أن أبدأ بسرد سطوري لهذا المقال أود أن أقول لكم لماذا لبنان؟، ولماذا بيروت؟ وما الذي يدفع أي عربي يؤمن بالحرية أن يدافع عن لبنان الذي يسكن كل واحد فينا.. فأنا هنا أتكلم عن حالة عربية بوهيمية مركبة تسكنك بل تأسرك اسمها لبنان! لا أتكلم عن لبنان الدولة ولا أتكلم عن لبنان الشعب...
جمهورية ديمقراطية برلمانية طوائفية، تضم أكثر من ثماني عشرة طائفة بأكثر من سبع لغات وأكثر من نظام تعليمي يدرس على أرض مساحتها لا تتعدى نصف مساحة جيبوتي! دولة تعد من أصغر الدول العربية بسكان يعيش ثلثاهم خارجها... ومع ذلك هي وطن إيليا أبو ماضي وأدونيس وسعيد عقل، وطن فيروز وماجدة الرومي والرحابنة وجبران خليل جبران. هي ليست فقط مركز إقليمي للإنتاج الإعلامي، بل هي الأكثر تحرراً وحرية في العالم العربي.
هل يعقل أن هناك من يريد أن تمتلئ بلد الحرية بالسواد وأن تزرع سمومهم بدل الورد في شوارع بيروت؟ هل يعقل أن يكون الوالي تبعا لآخرين؟ وأن تتحول ساحاتها إلى معاقل خلفية لتصفيات الجيران؟ بحكومات فاشلة بكل تفاصيل الفشل وكل تفرعاته، حكومات تحكم حتى لو كان حكمها بالظلام بلا ماء ولا أمن ولا صحة وبلا كرامة...
لبنان هو تاريخ مهم في الحضارة العربية وما قبل العربية من حضارات، هو مهم للعرب إن لم يكن مهما لكم! هو مهم لأوروبا (أخت قدموس) إن لم يكن مهما لكم، فليس سهلاً أبدا أن يبقى الناس على حب قديم وكيف لو كان هذا الحب من أصحاب عقول؟ حب صادق المشاعر لأرض من الصعب نكران أو نسيان جمالها... حب لا تفرضه لا مصلحة ولا... لبنان وصل إلى قلوب الجميع بمعادلة كيميائية خارقة بالرغم من كل الفساد وعالم السياسة المعقد والتشوية المعتمد أو محاولة بل محاولات الاغتيال التي حدثت لوجه هذه البلاد...
وبالرغم من كل ذلك يظل العشاق والفنانون والمثقفون والموسيقيون والمعماريون والرسامون والنحاتون والمسرحيون والمغنون والشعراء والمؤرخون يتغزلون بحالة اسمها لبنان... تحتاج إلى وطن... وطن ليس كأي وطن...
كاتبة سعودية
wwaaffaaa@