أخبار

عندما تغيب شمس العونيين

تعاني شيخوخة وتلامس الأحلام دون تحقيقها

متظاهرون لبنانيون يطالبون عون بالرحيل.

زياد عيتاني (بيروت) ziadgazi@

ما بين تظاهرة الثوار في الطريق إلى قصر الرئاسة في بعبدا والمؤتمر الصحفي الذي عقده صهر الرئيس ميشال عون النائب جبران باسيل، تبدو حكاية تجربة العونية تكتب خاتمتها السيئة.

لقد كانت تظاهرة (السبت) في بعبدا أكثر تظاهرات الثوار فعالية وتأثيراً ورمزية منذ انطلاقة ثورة 17 أكتوبر، فصورة المشانق معلّقة عند مفرق القصر هي الصورة الرئيسية التي نقلتها وسائل الإعلام المحلية منها وغير المحلية، هي بمثابة رصاصة مطاطية أطلقها الثوار على موقع رئاسة الجمهورية، وكل ذلك تجلى في المؤتمر الصحفي الذي عقده باسيل اليوم (الأحد) بعد ساعات من المظاهرة، إذ ظهر فيه مستسلماً للشروط الدولية الفرنسي منها وما يتعلق بالمبادرة الفرنسية، والأمريكي منها والمتعلق بترسيم الحدود ومغامرات «حزب الله» الخارجية.

لم يكن الرئيس عون وتياره بأحسن أحواله بمواجهة المتظاهرين إن بالاعتداء بالضرب من قبل مناصريه على سيارات المدنيين العابرين للطريق أو من جهة لجوء الحرس الجمهوري إلى إطلاق الرصاص بالهواء لإبعاد المتظاهرين. كما لم يكن صهر الرئيس بأحسن أحواله وهو يعلن تسليمه بكل شيء وهو ما لم يُقدم عليه منذ وصول عمه إلى كرسي الرئاسة الأولى.

للمرة الأولى تبدو التجربة العونية تعاني من الشيخوخة المبكرة في السياسة وفي الاستمرار في الحكم وكأنّ قدر هذه التجرية أن تلامس الأحلام دون تحقيقها.

تحوّلت رئاسة الجمهورية في ما بقي من عهد الرئيس ميشال عون إلى ما يشبه مرحلة تصريف الأعمال، فلا الحكومة التي ستُشكل مرهونة لها ما بين حصة الرئيس وحصة التيار، ولا الحقائب الذهبية ستبقى معهم من وزارة الطاقة وانتهاء بالخارجية والشؤون الإدارية. والصورة المرجحة للحكومة القادمة سيقف بوسطها الرئيس عون وهو لا يمتلك فيها وزيراً واحداً يمكن أن يطلق عليه وزير القصر.

أزمة عون وتياره أنّ الخسارة إن وقعت ستكون خسارة كاملة لا هامش فيها ولا ضرورة لأي خطة لتحديد حجم هذه الخسائر، فكل الأحلام ستسقط ولعل أبرزها انتخاب جبران باسيل رئيساً للجمهورية، فالوقائع تقول إنّ مقعده النيابي بات صعب المنال إنها «شمس العونية» التي بلغت مرحلة المغيب.