كتاب ومقالات

التقني لخدمات الطاقة.. على خطى الرؤية

علي محمد الحازمي

ما يؤكد عليه الجميع، اليوم، أن واحداً من الأسباب التي أدت إلى تشوه سوق العمل هي أن مخرجات التعليم لم تراع متطلبات واقع سوق العمل على مدى العقود الماضية، مما نتج عن هذا الخلل زيادة في معدلات البطالة التي وصلت في وقت سابق إلى مستويات 12.9% وهي تعد الأعلى تاريخياً.

تعد وزارة الطاقة بقيادة الأمير عبدالعزيز بن سلمان أول جهة تشخص خلل مخرجات التعليم التي لا تتوافق مع واقع سوق العمل، وخاصة في دولة تعتبر قائد قاطرة أسواق النفط في العالم وصمام أمانه، وذلك عندما تبنّت إنشاء المعهد التقني السعودي لخدمات البترول الذي يعكف على إعداد شباب سعودي مؤهل ومقتدر ومدرب، قادر على التعامل مع المعدات المستخدمة في صناعة النفط والغاز الطبيعي والتي تعد أكثر المعدات تقدماً من الناحية التكنولوجية.

على الرغم من قصر العمر الزمني للمعهد التقني السعودي لخدمات البترول الذي بدأ بشكل فعلي في عام 2008، إلا أنه استطاع في فترة وجيزة أن يقنع كبرى الشركات والمعاهد العالمية وذلك من خلال خلق شراكات كبيرة ومميزة، لهذا نجد المعهد في السنوات الأخيرة قد اكتسب بعداً دولياً متزايداً وتأتي مدرسة أبردين العالمية للحفر ومعهد (آي إف بي) الفرنسي في مقدمة تلك الشراكات، ناهيكم عن الشراكات الداخلية التي تجاوزت 115.

الأرقام دائماً هي من تتحدث عن الإنجازات وتعد أبلغ وسيلة وأصدق طريقة للحكم على أيّ عمل كان، إذ في غضون 10 سنوات فقط استطاع المعهد زيادة المراكز التدريبية من 1 إلى 3، ليس هذا وحسب، بل علاوة على ذلك، وحتى يتسنى للمعهد ضمان جودة التدريب، ركز على زيادة عدد الاعتمادات سواء الدولية أو الداخلية، وذلك بعد الوفاء بكل المتطلبات اللازمة للتدريب في أحد عشر برنامجاً فنياً تخصصياً، إلاّ أن اللافت في الأمر هو تجاوز عدد المتخرجين خلال السنوات العشر الماضية 8 آلاف متخرج، وهذا الرقم يُعد كبيراً إذا ما نظرنا إلى قصر العمر الزمني للمعهد، كل هؤلاء المتخرجين قد حظوا بوظائف بعد التخرج وهذا ما يميز هذا المعهد عن بقية الجهات التدريبة الأخرى.

في الوقت الذي تُغيِّب الشركات أو المؤسسات برامج المسؤولية الاجتماعية عن استراتيجيتها وسياستها، نجد أن الرئيس التنفيذي لهذا الصرح الوطني العظيم «بسام البخاري» يؤمن أن هذا النوع من المسؤوليات الاجتماعية جزء لا يتجزأ من فلسفة المعهد التقني السعودي لخدمات البترول، فمبادرة «يد واحدة» «One Hand» تؤكد على دور المعهد تجاه المجتمع على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

كاتب سعودي

Alhazmi_A@