كتاب ومقالات

العالم يتجسس على أمريكا

كلمة إلا ربع

بدر بن سعود

وزارة العدل الأمريكية تتهم روسيا والصين وإيران باستهداف الداخل الأمريكي، وأنها تقوم بعمليات مدروسة لسرقة أسرار سياسية وصحية حساسة، أو التأثير على الانتخابات الرئاسية القادمة، وتوجد مخاوف من اختراق آليات التصويت الإلكتروني والتدخل في عملية احتساب الأصوات، والاستخبارات الأمريكية تعمل على فكرتين؛ الأولى روسية ترفض يايدن وتؤيد ترمب، والثانية صينية - إيرانية تفضل كل الخيارات التي تمنع إعادة انتخاب ترمب، وكلاهما يمارس اختراقاً واختراقاً مضاداً يعتمد نشر التسريبات على نطاق واسع، وبصورة تخدم طرفاً على حساب الآخر، وهما يأخذان بأسلوب يعرف بغسل المعلومات، أو استخدام واجهة إعلامية قد تبدو نظامية في شكلها الخارجي، وبطريقة تحقق إقناع المتابع بصدق أخبارها، ومن ثم استثمار هذه الثقة في صناعة التدليس السياسي والاقتصادي أو حتى الصحي.

التلاعب الإلكتروني في الانتخابات مرفوض من قبل إدارة ترمب، وقد تم تخصيص جائزة مقدارها 10 ملايين دولار، وذلك لكل من يقدم معلومات تشير إلى اختراق أنظمة التصويت الإلكتروني، والملفت أن الإعلان عن الجائزة أرسل إلى هواتف الصينيين والإيرانيين في بلدانهم، باعتبارهم الجمهور المستهدف بالملايين، والرئيس الأمريكي شكك في الأسلوب، وقال بأنه يحرض على تكرار التصويت، ويفاقم أزمة الاستقطابات السلبية للهامشيين ولمن يصوتون لمصلحة وقتية.

معظم خصوم أمريكا يحاولون سرقة الأبحاث الأمريكية عن لقاح كورونا، والحصول بالتالي على ميزة تنافسية وجيوسياسية ومكاسب مالية ضخمة، ويعتقد أن الصين استغلت نفوذها في الهيئات الدولية وتحديداً في منظمة الصحة العالمية للسطو على اللقاحات، واستفادت من الشراكات البحثية مع غيرها لنفس الغرض، فالمؤسسات الأممية والجامعات تعتبر أهدافاً سهلة مقارنة بشركات الأدوية التي تفرض قيودا إلكترونية وإجراءات صارمة ودقيقة.

الولايات المتحدة متورطة في اختراق أنظمة 120 دولة، والتجسس عليها طوال خمسين سنة، وقد استخدمت واشنطن لهذا الغرض شركة تشفير سويسرية اسمها كرايبتو، والشركة تمت تصفيتها في 2018، ويوجد تحالف بين بكين وطهران في مركز إقليمي للتجسس تصل قدراته لخمسة آلاف كيلومتر، وتعمل بموجبه الصين على تطوير أنظمة رقابة جماعية لصالح طهران، وسيقوم الملالي بتركيب 15 مليون كاميرا مراقبة في 25 مدينة إيرانية، وفي الهند شركة توفر خدمات الاختراق والتجسس المؤسسي والاستخبارات السيبرانية وضحاياها وصلوا إلى عشرة آلاف شخص مهم من مختلف الجنسيات خلال 7 سنوات.

الأمور لا تتوقف عند هذا الحد، فقد أتهمت قطـر بتجنيد قيـادات سابقة في الاستخبارات العسكرية والمركزية الأمريكية ضد المؤسسة السياسية في أمريكا نفسها، وأنها استخدمتها في التجسس السيبراني وابتزاز الخصوم، والقيادات تعمل في مجموعة تعرف باسم غلوبل ريسـك أدفايزرز، وتحيل إليها الدوحة منتقدي تصرفاتها في دعم الإرهاب والمليشيات الإيرانية، وقد حيدت عن طريقها المعترضين على استضافتها لبطولة كأس العالم 2022.

BaderbinSaud@