سعوديات

نساء الشرقية في عصر التمكين

نور عبدالله النابود

نور عبدالله النابود

تبرز الشرقية كمنطقة ريادية في المملكة العربية السعودية، وتتصدر العديد من المشاهد على مختلف الأصعدة التعليمية (جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران)، والاقتصادية (أرامكو السعودية في الظهران)، والسياحية (السواحل الشرقية)، والصناعية (سابك للبتروكيميائيات ومجموعة شركات تابعة لها بالجبيل ورأس تنورة والتحلية بالخبر)، والمنتجات المحلية (البحرية والزراعية على مستوى جميع المدن في الشرقية)، ومما لا شك فيه أن المرأة تلعب دوراً محورياً في ريادة الأعمال وفي عجلة التنمية والتطوير في المنطقة الشرقية.

استطاعت المرأة السعودية أن تخطو خطوات تاريخية مشرّفة متناسقة مع ثقافة المجتمع ومتغيرات العصر، ويمكننا أن نرى هذا النمو على مستويات مختلفة بفضل من الله، ثم بدعم القيادة الرشيدة وولاة الأمر.

الجدير بالذكر أن التطور الملموس هو تطور جمعي وليس فردياً، حيث الشرقية انضمت وامتزجت ثقافتها مع قريناتها من باقي مدن ومناطق المملكة، لتشكيل معتقدات حياتية وقيم وآراء جديدة، ومن الجيد هنا إسقاط هذا السؤال «إلى أي مدى شكل التطور البشري بواسطة المجتمع»؟

وبصفتي إحدى سيدات المنطقة الشرقية، أود أن أغتنم هذه الفرصة لأقول كم كان التغيير ممتعاً ولطيفاً داخل مجتمعنا السعودي الذي شعرنا به حتى من خلال تواصلنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي. أعتقد أن الحياة الاجتماعية الجمعية هي مفتاح التحول في التطور البشري الجديد هذه الأيام، حيث أصبح المجتمع السعودي أكثر انفتاحاً ونشاطاً على وسائل التواصل الاجتماعي بعد سنوات عديدة من التحفظ الاجتماعي، مع عصر الانفتاح والتمكين اندمجت الأطر الاجتماعية في المجتمع النسائي وأقمنا علاقات جيدة مع أناس حقيقيين، شاركنا الاهتمامات المشتركة، وتعلمنا أشياء جديدة، وطورنا مهارات جديدة في الحياة أو مكان العمل، وهذا اللون الاندماجي وحب كل ما هو جديد هو إحدى سمات نساء الشرقية.

مع البعض أصبحنا نكشف بعفوية ومرح خططنا وأحلامنا المستقبلية، ونتشارك بوعي أو دون وعي تحقيقها وخلق المزيد منها، قد يبدو هذا مبالغاً فيه/غريباً ولكنه حقيقي جداً ومبهج.

في عصر التمكين استطاعت المرأة السعودية أن تبدع في مهارات وتبرز فيها أكثر، كما هو في عالم التجميل والتصوير والتصميم أو الأسر المنتجة، على سبيل المثال دعم وزارة الموارد البشرية للمنشآت الصغيرة والأعمال الحرة.

مع التمكين في السعودية وجدنا أنه يمكن للمرأة بشكل عام تمكين أنثى أخرى، كما يحدث أحياناً من خلال التحفيز؛ الأفكار الملهمة للمشاريع المنزلية، أو من خلال دورات في كيفية الوصول إلى هدف معين، أو توجيه إحداهن لاكتشاف مسار دراسي أو حياتي جديد، أو من خلال تدريب على مهارة القيادة.

شغف المرأة بالأشياء والمواقف الإيجابية تجاه الأشياء والفرص الجديدة، جاء ذلك بعد الحرية وصناعة تقرير المصير الذي اكتسبناه من بلدنا أو بعبارة أخرى، السعودية الجديدة. لدينا الحق في التعبير عن أنفسنا والاحتياجات في مختلف المجالات (الدراسية - المهنية - المجتمعية وغيرها) بحرية وبصوت عالٍ وهذا ما تسعى له المملكة العربية السعودية في الوصول إلى تطور ذي معنى وهدف يناسب شؤون الحياة للمجتمع السعودي وتحديداً المرأة كجزء أساسي فيه.

ختاماً.. من المهم هنا أن نتذكر قول ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الرائع «أنا أدعم المملكة العربية السعودية ونصف السعودية من النساء، وبالتالي أنا أدعم النساء».