«فارسات الصحة» خط الدفاع الأول.. تفوقن على أنفسهن.. وتحدثن بلغة «الإنسانية»
في جائحة «كورونا»..
الأربعاء / 06 / صفر / 1442 هـ الأربعاء 23 سبتمبر 2020 21:43
سارة العتيبي sarahalotaibi9@، حسين هزازي h_hzazi@، عدنان الشبراوي Adnanshabrawi@
*ثريا عبيد: الخطة الوطنية الصحية الشاملة.. أتت ثمارها
*نورة المساعد: حياة الإنسان وصحته.. أولوية
*جواهر العنزي: حكمة الرؤية وإحكام الإجراءات هزمت «كورونا».. وأنجحت الحج
كعادتها مؤثرة وفاعلة في كل مكان وزمان.. بخطوات واثقة متناسقة وعمل احترافي مُحكم، ضمن ظروف استثنائية تسابقت فيها المرأة السعودية مع الزمن وتفوقت على نفسها وهي تحارب العدو المجهول «كورونا».. تصدّت لهذا الفايروس صفاً واحداً مع زملائها، ضمن منظومة صحية شاملة لمحاربة الأوبئة وطب الحشود، التي تميزت بها المملكة لتصبح محط أنظار العالم.
راهنّ على النجاح فحصدنه.. وراهن عليهن الوطن فرفعن رايته عالية خفاقة.. إنهن بطلات الصحة.. فارسات الوطن.. وهذه نتائج تمكين المرأة في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز.. وتلك هي المرأة السعودية وهؤلاء هن فارسات الصحة.. فارسات الوطن.. لهن الفخر.
منذ اللحظة الأولى التي أمر بها الملك سلمان بن عبدالعزيز معالجة جميع من على تراب هذا الوطن من مواطن ومقيم ومخالف لنظام الإقامة دون تمييز أو استثناء.. وبطلات الصحة يعملن كخلية نحل جنباً إلى جنب مع زملائهن في القطاع الصحي بمشاركة كافة القطاعات، ليشكلن خط الدفاع الأول في المعركة ضد هذا الفايروس، ويقفن سداً منيعاً دون تفشيه.. وصولاً للمرأة العاملة كلاً حسب موقعها.
الشورى.. أعمال مستمرة
وحول طبيعة سير الأعمال وقت الجائحة وإنجازات المرأة العاملة خلالها تحدثت عضو مجلس الشورى الدكتورة نورة المساعد عن التعامل مع جائحة «كورونا» بشكل عام، وتجربتها بالعمل عن بُعد بمجلس الشورى بشكل خاص قائلة:
لا يخفى على أحد أن الإجراءات الاحترازية التي أتخذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، كان لها دور كبير في الحد من تفشي فايروس كورونا، ورغم أن هذه الإجراءات كان لها آثار سلبية على الاقتصاد، إلا أن حياة الإنسان والحفاظ عليها هي الأولوية التي انطلقت منها هذه الإجراءات.
استمر مجلس الشورى في جلساته شأنه في ذلك شأن جميع القطاعات الحكومية، كما هو مجدول لها بتقنية عالية تضمن تحقيق المتطلبات الأساسية التي تقوم عليها هذه الجلسات، والمتمثلة في الاستماع إلى مداخلات الأعضاء ومرئياتهم حول موضوعات جدول الأعمال والتصويت على التوصيات.
والمملكة العربية السعودية من الدول الرائدة التي وظّفت التقنية بشمولية وجودة عالية في تسيير الخدمات والأعمال، على مدى سنوات طويلة قبل جائحة كورونا، وما حدث مع كورونا هو استمرارية طبيعية لهذا النهج. استطاع المجلس من خلال التعاون مع مركز الذكاء الاصطناعي، إدارة الجلسات بحرفية عالية، سبقها الكثير من الإعداد والتنسيق مع الأعضاء ورئاسة وأمانة المجلس. وكذلك كان الوضع بالنسبة للجان التي استطاعت الاستمرار في أعمالها ودراسة التقارير المكلفة بها حسب اختصاص كل لجنة. والمرأة السعودية داخل المجلس استطاعت أن تقوم بالدور المرتبط بعضويتها في المجلس سواء في جلساته العادية أو داخل اللجان بشكل كامل، شأنها في ذلك شأن أعضاء المجلس الرجال، فمسؤوليات أعضاء الشورى لا تختلف باختلاف النوع الاجتماعي.
مواجهة الأوبئة وطب الحشود
من جهتها، أكدت عضو مجلس الشورى الدكتورة جواهر العنزي على حكمة الرؤية وإحكام الإجراءات الصحية والوقائية بالمملكة قائلة: لدينا قيادة واعية وحكيمة تجيد قراءة المستقبل ومواجهة التحديات باقتدار، فعندما بدأت الجائحة اتخذت الحكومة إجراءات استباقية ساهمت بعد الله في إبطاء سرعة الانتشار والتفشي حتى لا يثقل كاهل المستشفيات، وتم تعليق العمرة والزيارة مؤقتاً والصلوات في المساجد لحفظ الأنفس، وتعليق النشاطات التي تزيد من فرص العدوى كالأسواق والصالونات والنوادي الرياضية، وتعليق الدراسة مبكراً وإكمالها عن بُعد، والأمر ذاته للقطاعات الحكومية والخاصة، وهذا النجاح في إتمام الدراسة والعمل عن بُعد يعكس التقدم الذي وصلت له المملكة وامتلاكها بنية رقمية متقدمة ومتفوقة، فضلاً عن تطويع التقنيات الحديثة واستخدامها في مواجهة أزمة كورونا يتمثل ذلك في تطبيقي «تباعد، وتوكلنا» واللذين ساهما في إنقاذ الكثير من انتقال العدوى والاحتكاك بالمصابين.
ولا ننسى أن المملكة تمتلك باعاً طويلاً في مواجهة الأوبئة وإدارة الحشود في مواسم الحج والعمرة، وتكلل ذلك بنجاح موسم الحج الاستثنائي لعام 1441هـ، وعدم تسجيل أي اصابة لدى الحجاج، وهذا إنجاز لا تفعله سوى المملكة العربية السعودية، وسوف يسجل لها التاريخ أنها هزمت كورونا في أوج معركته، وأتمت موسم الحج بكل يسر وسهولة وراحة لضيوف الرحمن مع تطبيق التباعد الاجتماعي والاحترازات الصحية.
ومن عوامل النجاح التي تجسّدت على أرض الواقع هي «المنظومة الصحية» الرائعة التي تمتلكها المملكة، بفضل قيادة رفعت شعار «الإنسان أولاً» منذ بدء الجائحة، وتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتقديم العلاج مجاناً للمواطنين والمقيمين وحتى مخالفي نظام الإقامة، بالرغم من ارتفاع تكاليف العلاج نظراً، لكون المرض مستجداً وبلا علاج محدد ويستغرق الشفاء منه لبعض الحالات فترات طويلة، يتطلب منها المكوث في المستشفى والحصول على رعاية طبية لأوقات طويلة.
وبكل تأكيد لا ننسى الدعم الذي قدمته الحكومة لوزارة الصحة، والذي يصل لأكثر من 15 مليار ريال لمواجهة فايروس كورونا، في وقت يعاني الاقتصاد العالمي من ركود بسبب الإغلاق وتراجع أسعار النفط، لذا رأينا الفحص الموسع وزيادة أسرّة المستشفيات وافتتاح مستشفيات ميدانية، وكذلك دعم القطاع الخاص والمنشآت المتضررة ودعم الأفراد العاملين في نشاط توجيه المركبات، وهذا الدعم الكبير ليس بغريب على قيادتنا الحكيمة التي أثبتت للعالم أن المملكة العربية السعودية، هي عامل بناء ونماء وازدهار واستقرار للإنسان وصحته، وفي هذا المقام أُذَكِّر بكلمة والدنا خادم الحرمين الشريفين في بداية أزمة كورونا التي عكست الدور السعودي القيادي والإنساني في المنطقة، حين دعا إلى مد يد العون للدول النامية والأقل نمواً لدعم البنى التحتية لديهم، ومساعدتهم في مكافحة الأوبئة وتقوية الجاهزية العالمية والاستجابة الموحدة لمواجهة الأمراض المعدية مستقبلاً، وهو ما حرصت عليه المملكة في قيادتها لمجموعة العشرين، كما أن للإصلاحات الاقتصادية التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، دوراً واضحاً في تجاوز الآثار المزعجة لتلك الجائحة، فهو قد قرأ المشهد جيداً وانطلقت رؤية 2030 لبناء وطن طموح واقتصاد مزهر لا يقع رهينة لتقلبات أسعار النفط.
طبيبات وممرضات الخطوط الأمامية
وتضيف الدكتورة جواهر العنزي: ولا شك أن المرأة السعودية تحظى بقيادة وفرّت لها فرص النجاح والإبداع والإسهام في نهضة الوطن، فتمكين المرأة يسير بخطى ثابتة واليوم نرى للمرأة السعودية بصمة تألق في كل المجالات، وفي أزمة كورونا كان لبنات الوطن جهود لا تنسى خاصة من يعملن في المجال الصحي من طبيبات وممرضات، وقفن في الخطوط الأمامية في المستشفيات والمحاجر الصحية وفي الفحص الموسع للأحياء التي تم عزلها، وكان من بينهن الممرضة الراحلة نجود الخيبري التي نالت تكريماً بإطلاق اسمها على أحدث مركز طبي في المدينة المنورة لمواجهة فايروس كورونا، نظير تفانيها في عملها ووفاتها بسبب إصابتها بالفايروس، كما ساعدت الإجراءات التنظيمية والوقائية والاحترازية التي اتخذتها المملكة، ومن ضمنها العمل عن بُعد في إعطاء المرأة الفرصة كاملة في العمل والمشاركة، وكانت لنا تجربة ممتازة في مجلس الشورى من خلال العمل عن بُعد، حيث وفّرت لنا الحكومة وفقها الله منظومة تقنية متكاملة مكنتنا من أداء المهام وإنجاز الأعمال بصورة سهلة وميسرة، مع توفير الدعم والمساندة لأعضاء المجلس، حيث نجحت تجربة العمل عن بُعد خلال الأسبوع الأول من التطبيق نجاحاً باهراً فاق التوقعات، وهو الأمر الذي انعكس إيجابياً على عقد جلسات المجلس، وعقد اجتماعات اللجان المتخصصة، وكذلك عقد الاجتماعات بالمندوبين وممثلي الجهات الحكومية.
أرقام مفرحة.. ونتائج مبشرة
من جهتها، أشادت الدكتورة ثريا عبيد رئيسة مجموعة تواصل المرأة 20، إحدى مجموعات التواصل لمجموعة العشرين، بعوامل النجاح التي بسببها حقّقت المملكة هذه النتائج الإيجابية في مكافحة فايروس كورونا، وحالت دون تفشيه في السعودية، قائلة: نسمع اليوم أن عدد الإصابات هو الأقل منذ أربعة أشهر وهذا خبر مفرح، ولكن هذا يتطلب المتابعة وعدم التهاون والاستمرار في الإجراءات الوقائية الضرورية.
موضحة أن العوامل التي أدّت إلى نجاح التعامل مع كورونا النظرة الشمولية لوزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، واعتماد خطة وطنية صحية شاملة مع التنسيق بين الوزارات والهيئات المعنية، من خلال تأمين المستشفيات والمراكز الصحية والصيدليات بالاحتياجات الخاصة للتعامل مع الجائحة، بحيث يمكن تلبية احتياجات العلاج، وكذلك التعقيم المنزلي والشخصي، بالإضافة إلى الحجر لمدة 7 أو 14 يوماً حسب الحالة، ووقف الطيران داخل المملكة، والطيران الدولي، ثم إعادة السفر على مراحل.
ناهيك عن تغذية المواطن بالمعلومات اليومية، عن وضع البلد بالنسبة لعدد الإصابات وحالات التعافي والوفاة لمدن المملكة المختلفة، ما ساعد في توعية المواطن، وضرورة اتباع الخطوات الوقائية. وكذلك رفع وعي المواطن حول الفايروس، من خلال الرسائل الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي وروابط إلكترونية للحصول على معلومات حول الخدمات المتاحة.
كما ساهمت خطة الإجراءات الوقائية للتأكد من صحة المواطن في مداخل الأماكن العامة ولبس الكمامات، واعتماد غرامات مالية لمن لا يلتزم بضرورة استخدام الكمامة في الأماكن العامة. فيما ساهم وعي المواطن ورغبته في التعاون مع الحكومة وجهدها لتأمين صحة الجميع، مع العلم أن هناك إصابات جاءت نتيجة عدم الالتزام بالتباعد المكاني مثلاً خلال الأعياد أو ما إلى ذلك.
طبيبة: نسابق الزمن
من جهتها، تقول الدكتورة هند عبدالهادي الغامدي استشاري أشعة مخ وأعصاب رئيس قسم الأشعة بمستشفى الملك فهد بجدة: داهمتنا جائحة كورونا وأنا في بداية رئاستي لقسم الأشعة بالمستشفى، وكانت بمثابة التحدي الأكبر لي ولعزيمتي وإصراري للاستمرار بتقديم الخدمة الأفضل للمرضى، مع اتخاذ كافة الإجراءات والاحترازات لضمان سلامة المرضى والعاملين بالقسم. ولله الحمد وبفضل تضافر جهود الجميع تمكّنا من خدمة أكبر عدد من المرضى، وتم إصدار تقارير لأكثر من 500 فحص بالشهر. وكنا نسابق الزمن مع إدارة المستشفى الميداني لقراءة فحوصات الأشعة المعمولة للمرضى خلال مدة زمنية محددة.
كانت ومازالت أيامنا مع كورونا تحدياً بالفعل، ورغم التعب إلا أن التقدير الذي وجدناه من قيادتنا، ومن الشعب السعودي هو السعادة الحقيقية ويعتبر تتويجاً لنجاحاتنا.
إصرار وهمة عالية
في حين عبّرت الدكتورة خلود نبيل موسى استشارية جراحة الفكين عن مشاعرها كطبيبة أثناء مواجهة هذه الجائحة قائلة: خلال عدة أشهر تضاربت فيها مشاعرنا كأطباء وأبناء وآباء وأمهات، اتحد فيها الواجب الوطني مع خوفنا على من نحب، وقفنا صامدين أمام فايروس لا نعلم مدى فتك أسلحته وتغيراته لكننا نؤمن بمدى قوتنا لمواجهته باتباع وتطبيق معايير السلامة والجودة. علّمنا فايروس كورونا بأن الاتحاد في الفكر قوة، حتى وإن تباعدنا اجتماعياً، وفعلاً هذا ما حصل فقد عملنا جميعاً من أطباء وتمريض وفنيين في مستشفيات المملكة، بروح الفريق الواحد، تجمعنا ضمن منظومة متحدة تحت لواء إدارة داعمة.
كنا ولازلنا أبناء وطن واحد بارين بقسمنا الذي أقسمناه عند تخرجنا جميعاً من الصرح الطبي، بأن نصون المهنة ونقدم كافة الخدمات الطبية لخدمة المرضى، ونؤدي واجبنا لوطننا وشعبنا على أكمل وجه.
علّمتنا تجربة كورونا رغم صعوبتها، كيف أن ابتسامتك أثناء أداء عملك تعني للمريض الكثير وتبث الاطمئنان فيه، وأن دعوة صادقة من مريض تبث فينا روح الأمل والعمل لبداية يوم جديد. عرّفتنا تجربة كورونا بمعادن الناس النقية في العمل وطيبة ما بداخلهم، وأن يد الله مع الجماعة وإن تباعدنا اجتماعياً. علّمتنا بأن الأزمة ستزول وتضعف وأن القادم أجمل، وأن همتنا العالية ستصل للقمة ونرقى بخدماتنا الطبية محلياً وعالمياً.
معركتي مع كورونا..
ومعاناة حماية أطفالي من جهة أخرى، تحدثت جواهر معاجيني رئيسة تمريض الرعاية المنزلية عن الخوف والقلق المستمر عن نقل العدوى للأطفال والأهل قائلة: علّمتني إصابتي بفايروس كورونا أنه مهما حرصت على حماية عائلتك سيأتي نصيبك مما كُتِب لك، إصابة فرد واحد كافية أن تنشر المرض في أرجاء المنزل.. نعم بتلك السهولة سيتضاعف العدد، وتجد اثنين أو ثلاثة في المستشفى ولا تملك حق الدخول، والاطمئنان على من تحب، لا تملك إلا الدعاء فقط، أبناؤك الصغار ستصرخ عليهم إن اقتربوا منك، وفي نفس الوقت ستغسل يديك أكثر من خمسين مرة في اليوم، لأنك تخدمهم ولا تستطيع وضعهم عند أي أحد؛ لأن أعمارهم تتراوح من سنتين إلى 8 سنوات، ويتملكك الخوف أن يلتصقوا بك في الليل وأنت لا تدري كيف تشرح لطفل في الثانية من عمره عن الكورونا؟! ابني محمد إلى الآن يعتقد أنني أقول له «عندي مكرونة»، ويغضب بشدة في كل مرة ابتعد عنه لأنه يرى أن المكرونة جميلة ولذيذة بل هي أكلته المفضلة، وفي كل مرة أخرج من غرفتي لخدمتهم أغسل يدي عشرات المرات، وأضع بخاخ ديتول على ملابسي وأتوكّل على الله، وأذهب لهم. وكنت أخشى كل يوم أن تأتيني سخونة، فلا أقوى على خدمتهم، ولكن الله سبحانه لطيف خبير، وهبني من القوة ما جعلني أتخطى هذه الأزمة، التي لم تنته إلا بمساعدة ابني البكر ذي الـ8 سنوات.
طبيبة متطوعة.. ومواجهة مع الفايروس
طبيبة بمرتبة استشارية بعيدة كل البعد عن المتخصصين في مكافحة فايروس كورونا أو القائمين المباشرين في علاج المرضى، رفضت أن تشاهد الجائحة من بعيد وقررت العمل كمتطوعة رغم أنها استشارية علاج الجذور وعصب الأسنان، دخلت الدكتورة دينا سامي قطب الدين معركة كورونا كمتطوعة ثم نجحت في تأسيس فريق للعمل المباشر مع المرضى، وتحولت إلى أيقونة معرفية للممارسين الصحيين في التعامل مع المرض، وعن مشاركتها في مجابهة فايروس كورونا المستجد قالت: اشتركت في البداية كمتطوعة ضمن فريق مهمتنا الأساسية هي سحب العينات، حيث كنت عضوة في المجموعة، لكني وجدت بعض الأشياء والنواقص تحتاج لإعادة ضبط، بدأت أعمل عليها، وبعدها قابلت مدير المستشفى وشرحت له الأشياء التي نحتاجها، فقام بتكليفي بمسؤولية ذلك، فعلمت خطة وأسست فريقاً مسؤولاً عن مكافحة العدوى للتعقيم، وبدأنا بتدريب العاملين على النظافة، نعلمهم كيف ينظفون ويعقمون لأن سبب الجائحة عبارة عن فايروس موجود على الأسطح، ولا بد أن نعمل بجدية خصوصاً خلال تنظيف الأسطح حتى نستطيع احتواء العدوى. بالفعل قمت بعمل محاضرات إرشادية للمجموعة بكل اللغات، من خلال الشرح العملي لهم عن كيفية الوقاية بلبس الكمامات والتعقيم، لأنهم يعتبرون الجندي المهم في الحرب ضد الجائحة، وهم القاعدة التي يبنى عليها للتخلص من الجائحة. وبالتالي عملنا على ذلك بالمحاضرات والفيديوهات التوعوية، وقمنا بتوزيعها عليهم ثم قمنا بعدها بالرقابة وهل يتم بالفعل التنظيف والتعقيم بشكل جيد، وقمت بمتابعتهم شخصياً في ذلك. كما قمت بأعمال النظافة بنفسي داخل المرافق ولم يمنعني ذلك كوني طبيبة أو استشارية، وكنت أعمل بجد واجتهاد حتى نخرج من هذه الأزمة رغم أن تخصصي بعيد عن ذلك.
عدو مجهول لا نراه
تقول الدكتورة آلاء جمال شركار «طبيبة متطوعة»: بالأمس ما كنت أتوقع أننا سنعيش ما عشناه في الجائحة، لم أكن أستطيع أن أتخيل أنه سيأتي يوم ويغلق الحرم وتقفل المساجد. وتخلو المطارات والشوارع من جميع الناس، وكأني في حلم أرى العالم من كوكب آخر وهو مهجور يسوده الظلام والخوف والرعب. لقد مر وقت طويل على آخر مرة احتضنت والدتي وقبّلتها واشتممت رائحتها، وهو يوم تطوعي في مكافحة هذا العدو الخبيث، فبت لا أتخيل أن أتحمل إثم هذا الوزر وهذا الألم أن أنقل العدوى لا قدر الله لمن أحب أو لأي شخص بدون قصد، فهو ألم لا يستطيع مجابهته جبروت أي قلب مهما كان. إننا في حرب، حرب مع عدو مجهول لا نراه وهو يرانا ويحاصرنا ولا نستطيع أن نمسك به أو نجده، يباغتنا ونعجز عن مواجهته، عدونا لا يملك آداباً أو مبادئ، لا يرحم كبيرنا أو صغيرنا، مريضاً أو متعافياً، فهو يفتك بلا رحمة وبسرعة وبلا توقف، لذا كنت من أوائل المتطوعات لمساعدة القطاع الصحي على مواجهة هذا العدو الخفي.. والحمد لله بالجهود الحثيثة والعمل ليل نهار دون كلل أو ملل، والتعاون والتباعد استطاعت منظومتنا الصحية تحقيق نتائج مذهلة في ارتفاع حالات الشفاء وخفض الوفيات ولله الحمد، كلي فخر بأنني شاركت بجزء بسيط لأنال شرف خدمة وطني الحبيب.
توعية بلغات متعددة.. وبروتوكول صحي صارم
خلال محاربة جائحة كورونا ومكافحة العدوى توضح منسقة العدوى أمل الشعيبي أهم الخطط والإستراتيجيات المتبعة التي تم تنفيذها لمنع انتشار جائحة فايروس كورونا داخل المستشفيات، قائلة: بداية تم التركيز على منطقة الفرز البصري الواقعة بمدخل الطوارئ، حيث وضع ممارسو تمريض 24/7 مدربون وذو خبرة لفرز الحالات وتوجهيها بالطوارئ، كما تم فصل أماكن فحص وانتظار وتنويم مرضى اشتباه حالات عدوى فايروس كورونا المستجد عن باقي المرضى، وتحديد مسار واحد للحالات بدون الاختلاط بأيٍّ من المرضى المراجعين الآخرين، والدوران السريع للحالة وإجراء الفحوصات الإشعاعية والمخبرية في أقصر وقت لمنع التكدس، كما تم وضع الملصقات التوعوية لآداب السعال ونظافة الأيدي وطرق الوقاية من عدوى فايروس كورونا المستجد. بالإضافة إلى حث الموظفين على إبقاء مسافة متر ونصف إلى مترين بين كل موظف وآخر، وتحديد المداخل ومخارج المستشفى للموظفين وكذلك للمرضى بالطوارئ، بحيث يكون في كل منطقة مسار للدخول ومسار للخروج في حال وجود أكثر من مدخل. كما تم توفير المطهرات الكحولية الخاصة بالجيب للأطباء، وتوفير عبوات تطهير الأيدي بجميع مرافق وأروقة المستشفى، وكذلك ملصقات التوعية بغسل الأيدي بالماء والصابون، وتوفير المناديل الورقية عند جميع الأحواض ووضعها في أماكن بارزة للاستخدام، مع فرض ارتداء جميع الموظفين للكمامات الطبية أو القماشية أو ما يغطي الوجه والأنف عند دخول مقر العمل، والتأكد من استخدامها طوال فترة وجودهم في المكاتب والأماكن العامة في المقر، مع منع الانتقال بين مناطق العمل المختلفة في المكتب دون تطهير اليدين. وتضيف الشعيبي: هذا ويتم تنظيف وتطهير كافة المناطق الحيوية والأسطح والأدوات المشتركة جيداً خاصة (المصاعد وحواجز السلالم ومقابض الأبواب) وعلى نحو متكرر وفق جدول يومي واضح، كما تم تطبيق سياسة «ساعات العمل المرنة» على جميع الموظفين منعاً للازدحام، والاعتماد على الاجتماعات عبر الاتصال المرئي قدر الإمكان، وفي حال الحاجة للاجتماعات الحضورية، يجب التقيد بالتباعد بين الأشخاص (متر ونصف إلى مترين). وأخيراً التدريب المستمر والتذكير بالسلوكيات الصحيحة واستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، والشاشات الرقمية، والرسائل النصية والقنوات الأخرى بعدة لغات (مثل: العربية والإنجليزية والأوردية والتاغالو، وغيرها) لرفع مستوى الوعي لديهم.
كانت ومازالت أيامنا مع كورونا تحدياً بالفعل، ورغم التعب إلا أن التقدير الذي وجدناه من قيادتنا، ومن الشعب السعودي هو السعادة الحقيقية ويعتبر تتويجاً لنجاحاتنا.
إصرار وهمة عالية
في حين عبّرت الدكتورة خلود نبيل موسى استشارية جراحة الفكين عن مشاعرها كطبيبة أثناء مواجهة هذه الجائحة قائلة: خلال عدة أشهر تضاربت فيها مشاعرنا كأطباء وأبناء وآباء وأمهات، اتحد فيها الواجب الوطني مع خوفنا على من نحب، وقفنا صامدين أمام فايروس لا نعلم مدى فتك أسلحته وتغيراته لكننا نؤمن بمدى قوتنا لمواجهته باتباع وتطبيق معايير السلامة والجودة. علّمنا فايروس كورونا بأن الاتحاد في الفكر قوة، حتى وإن تباعدنا اجتماعياً، وفعلاً هذا ما حصل فقد عملنا جميعاً من أطباء وتمريض وفنيين في مستشفيات المملكة، بروح الفريق الواحد، تجمعنا ضمن منظومة متحدة تحت لواء إدارة داعمة.
كنا ولازلنا أبناء وطن واحد بارين بقسمنا الذي أقسمناه عند تخرجنا جميعاً من الصرح الطبي، بأن نصون المهنة ونقدم كافة الخدمات الطبية لخدمة المرضى، ونؤدي واجبنا لوطننا وشعبنا على أكمل وجه.
علّمتنا تجربة كورونا رغم صعوبتها، كيف أن ابتسامتك أثناء أداء عملك تعني للمريض الكثير وتبث الاطمئنان فيه، وأن دعوة صادقة من مريض تبث فينا روح الأمل والعمل لبداية يوم جديد. عرّفتنا تجربة كورونا بمعادن الناس النقية في العمل وطيبة ما بداخلهم، وأن يد الله مع الجماعة وإن تباعدنا اجتماعياً. علّمتنا بأن الأزمة ستزول وتضعف وأن القادم أجمل، وأن همتنا العالية ستصل للقمة ونرقى بخدماتنا الطبية محلياً وعالمياً.
معركتي مع كورونا..
ومعاناة حماية أطفالي من جهة أخرى، تحدثت جواهر معاجيني رئيسة تمريض الرعاية المنزلية عن الخوف والقلق المستمر عن نقل العدوى للأطفال والأهل قائلة: علّمتني إصابتي بفايروس كورونا أنه مهما حرصت على حماية عائلتك سيأتي نصيبك مما كُتِب لك، إصابة فرد واحد كافية أن تنشر المرض في أرجاء المنزل.. نعم بتلك السهولة سيتضاعف العدد، وتجد اثنين أو ثلاثة في المستشفى ولا تملك حق الدخول، والاطمئنان على من تحب، لا تملك إلا الدعاء فقط، أبناؤك الصغار ستصرخ عليهم إن اقتربوا منك، وفي نفس الوقت ستغسل يديك أكثر من خمسين مرة في اليوم، لأنك تخدمهم ولا تستطيع وضعهم عند أي أحد؛ لأن أعمارهم تتراوح من سنتين إلى 8 سنوات، ويتملكك الخوف أن يلتصقوا بك في الليل وأنت لا تدري كيف تشرح لطفل في الثانية من عمره عن الكورونا؟! ابني محمد إلى الآن يعتقد أنني أقول له «عندي مكرونة»، ويغضب بشدة في كل مرة ابتعد عنه لأنه يرى أن المكرونة جميلة ولذيذة بل هي أكلته المفضلة، وفي كل مرة أخرج من غرفتي لخدمتهم أغسل يدي عشرات المرات، وأضع بخاخ ديتول على ملابسي وأتوكّل على الله، وأذهب لهم. وكنت أخشى كل يوم أن تأتيني سخونة، فلا أقوى على خدمتهم، ولكن الله سبحانه لطيف خبير، وهبني من القوة ما جعلني أتخطى هذه الأزمة، التي لم تنته إلا بمساعدة ابني البكر ذي الـ8 سنوات.
طبيبة متطوعة.. ومواجهة مع الفايروس
طبيبة بمرتبة استشارية بعيدة كل البعد عن المتخصصين في مكافحة فايروس كورونا أو القائمين المباشرين في علاج المرضى، رفضت أن تشاهد الجائحة من بعيد وقررت العمل كمتطوعة رغم أنها استشارية علاج الجذور وعصب الأسنان، دخلت الدكتورة دينا سامي قطب الدين معركة كورونا كمتطوعة ثم نجحت في تأسيس فريق للعمل المباشر مع المرضى، وتحولت إلى أيقونة معرفية للممارسين الصحيين في التعامل مع المرض، وعن مشاركتها في مجابهة فايروس كورونا المستجد قالت: اشتركت في البداية كمتطوعة ضمن فريق مهمتنا الأساسية هي سحب العينات، حيث كنت عضوة في المجموعة، لكني وجدت بعض الأشياء والنواقص تحتاج لإعادة ضبط، بدأت أعمل عليها، وبعدها قابلت مدير المستشفى وشرحت له الأشياء التي نحتاجها، فقام بتكليفي بمسؤولية ذلك، فعلمت خطة وأسست فريقاً مسؤولاً عن مكافحة العدوى للتعقيم، وبدأنا بتدريب العاملين على النظافة، نعلمهم كيف ينظفون ويعقمون لأن سبب الجائحة عبارة عن فايروس موجود على الأسطح، ولا بد أن نعمل بجدية خصوصاً خلال تنظيف الأسطح حتى نستطيع احتواء العدوى. بالفعل قمت بعمل محاضرات إرشادية للمجموعة بكل اللغات، من خلال الشرح العملي لهم عن كيفية الوقاية بلبس الكمامات والتعقيم، لأنهم يعتبرون الجندي المهم في الحرب ضد الجائحة، وهم القاعدة التي يبنى عليها للتخلص من الجائحة. وبالتالي عملنا على ذلك بالمحاضرات والفيديوهات التوعوية، وقمنا بتوزيعها عليهم ثم قمنا بعدها بالرقابة وهل يتم بالفعل التنظيف والتعقيم بشكل جيد، وقمت بمتابعتهم شخصياً في ذلك. كما قمت بأعمال النظافة بنفسي داخل المرافق ولم يمنعني ذلك كوني طبيبة أو استشارية، وكنت أعمل بجد واجتهاد حتى نخرج من هذه الأزمة رغم أن تخصصي بعيد عن ذلك.
عدو مجهول لا نراه
تقول الدكتورة آلاء جمال شركار «طبيبة متطوعة»: بالأمس ما كنت أتوقع أننا سنعيش ما عشناه في الجائحة، لم أكن أستطيع أن أتخيل أنه سيأتي يوم ويغلق الحرم وتقفل المساجد. وتخلو المطارات والشوارع من جميع الناس، وكأني في حلم أرى العالم من كوكب آخر وهو مهجور يسوده الظلام والخوف والرعب. لقد مر وقت طويل على آخر مرة احتضنت والدتي وقبّلتها واشتممت رائحتها، وهو يوم تطوعي في مكافحة هذا العدو الخبيث، فبت لا أتخيل أن أتحمل إثم هذا الوزر وهذا الألم أن أنقل العدوى لا قدر الله لمن أحب أو لأي شخص بدون قصد، فهو ألم لا يستطيع مجابهته جبروت أي قلب مهما كان. إننا في حرب، حرب مع عدو مجهول لا نراه وهو يرانا ويحاصرنا ولا نستطيع أن نمسك به أو نجده، يباغتنا ونعجز عن مواجهته، عدونا لا يملك آداباً أو مبادئ، لا يرحم كبيرنا أو صغيرنا، مريضاً أو متعافياً، فهو يفتك بلا رحمة وبسرعة وبلا توقف، لذا كنت من أوائل المتطوعات لمساعدة القطاع الصحي على مواجهة هذا العدو الخفي.. والحمد لله بالجهود الحثيثة والعمل ليل نهار دون كلل أو ملل، والتعاون والتباعد استطاعت منظومتنا الصحية تحقيق نتائج مذهلة في ارتفاع حالات الشفاء وخفض الوفيات ولله الحمد، كلي فخر بأنني شاركت بجزء بسيط لأنال شرف خدمة وطني الحبيب.
توعية بلغات متعددة.. وبروتوكول صحي صارم
خلال محاربة جائحة كورونا ومكافحة العدوى توضح منسقة العدوى أمل الشعيبي أهم الخطط والإستراتيجيات المتبعة التي تم تنفيذها لمنع انتشار جائحة فايروس كورونا داخل المستشفيات، قائلة: بداية تم التركيز على منطقة الفرز البصري الواقعة بمدخل الطوارئ، حيث وضع ممارسو تمريض 24/7 مدربون وذو خبرة لفرز الحالات وتوجهيها بالطوارئ، كما تم فصل أماكن فحص وانتظار وتنويم مرضى اشتباه حالات عدوى فايروس كورونا المستجد عن باقي المرضى، وتحديد مسار واحد للحالات بدون الاختلاط بأيٍّ من المرضى المراجعين الآخرين، والدوران السريع للحالة وإجراء الفحوصات الإشعاعية والمخبرية في أقصر وقت لمنع التكدس، كما تم وضع الملصقات التوعوية لآداب السعال ونظافة الأيدي وطرق الوقاية من عدوى فايروس كورونا المستجد. بالإضافة إلى حث الموظفين على إبقاء مسافة متر ونصف إلى مترين بين كل موظف وآخر، وتحديد المداخل ومخارج المستشفى للموظفين وكذلك للمرضى بالطوارئ، بحيث يكون في كل منطقة مسار للدخول ومسار للخروج في حال وجود أكثر من مدخل. كما تم توفير المطهرات الكحولية الخاصة بالجيب للأطباء، وتوفير عبوات تطهير الأيدي بجميع مرافق وأروقة المستشفى، وكذلك ملصقات التوعية بغسل الأيدي بالماء والصابون، وتوفير المناديل الورقية عند جميع الأحواض ووضعها في أماكن بارزة للاستخدام، مع فرض ارتداء جميع الموظفين للكمامات الطبية أو القماشية أو ما يغطي الوجه والأنف عند دخول مقر العمل، والتأكد من استخدامها طوال فترة وجودهم في المكاتب والأماكن العامة في المقر، مع منع الانتقال بين مناطق العمل المختلفة في المكتب دون تطهير اليدين. وتضيف الشعيبي: هذا ويتم تنظيف وتطهير كافة المناطق الحيوية والأسطح والأدوات المشتركة جيداً خاصة (المصاعد وحواجز السلالم ومقابض الأبواب) وعلى نحو متكرر وفق جدول يومي واضح، كما تم تطبيق سياسة «ساعات العمل المرنة» على جميع الموظفين منعاً للازدحام، والاعتماد على الاجتماعات عبر الاتصال المرئي قدر الإمكان، وفي حال الحاجة للاجتماعات الحضورية، يجب التقيد بالتباعد بين الأشخاص (متر ونصف إلى مترين). وأخيراً التدريب المستمر والتذكير بالسلوكيات الصحيحة واستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، والشاشات الرقمية، والرسائل النصية والقنوات الأخرى بعدة لغات (مثل: العربية والإنجليزية والأوردية والتاغالو، وغيرها) لرفع مستوى الوعي لديهم.