أخبار

البيئة أمن المستقبل

رأي عكاظ

لعل أخطر ما يهدد صحة الإنسان هو ذاته المهدد سلامة الكون. وفي حموة التسابق والمنافسة على نيل مقدرات الأرض، وقع العبث والتطاول باسم البناء وفتح الشوارع وإقامة الجسور، دون انتباه بأن التعدي على البيئة الفطرية القائمة على التوازن سيدفعها للانتقام من البشرية.

يظل أمل الحياة الآمنة مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بحماية مستقبل البيئة ووقايتها من التلوث والتدمير، وما عناية المملكة بالبيئة وإنشاء وزارة معنية بها، إلا دليل استشعار لدور الدولة والمواطن في تخفيف الضغط على كوكبنا، والإسهام في حمايته. وما ضوابط الحد من الاحتطاب والصيد الجائرين وتغريم المخالفين، إلا مؤشرات عناية واهتمام ببيئتنا وحرص على سلامتها مما يهدد كينونتها، خصوصا في زمن الجوائح التي بثت الرعب في نفوس البشر دون اشتغال واعٍ على النظافة والوقاية من التلوث لكل شبر في الأرض.

من واجب الوعي العام أن ينهض بدوره حماية للبيئة كوننا جزءاً منها، ففيها مقر سكنانا ومأوانا، وهي عنوان تحضر، ودليل رقي السلوك.

لدينا من آداب الإسلام الكثير من النصوص المؤصلة لنظافة الظل والماء وإماطة الأذى عن الطريق والحفاظ على نظافة البيوت والسوح وطهارتها وجمالها. والقرآن الكريم يلفتنا لآيات وجماليات الكون الموجبة للمحافظة عليه بالعقل والنقل، كون الله أودع فيه كل احتياجاتنا التي تعيننا على استمرارية الحياة. ونظرة الإسلام للبيئة ومواردها الطبيعية تقوم على أساس منع الإفساد وحمايتها والمحافظة على مكتسباتها، لتكون الحياة في حالة آمنة ومستقرة وصالحة لعملية البناء والتنمية المستدامة، وبما أن الإنسان خليفة الله في الأرض فهو مؤتمن على ما استخلفه الله فيه.