سقف الثقافة المنخفض في الأندية الأدبية
الخميس / 14 / صفر / 1442 هـ الخميس 01 أكتوبر 2020 00:05
نادية السالمي
وحدها الثقافة كلما درجتَ فيها تبين لك أن الطريق إليها طويل، ولم ولن تبلغ منتهاه مهما أوتيت من ثمارها، أيا كان عمرك وعدد الكتب التي قرأتها.
تطَور المشهد الثقافي في بلادنا، ويعزى هذا للجهود المبذولة من وزارة الثقافة متمثلة في الأمير بدر بن فرحان، وكوادرنا التي نباهي بها، وبقيت الأندية الأدبية على حالها العتيق مذ فكر بها عزيز ضياء حتى اليوم. يوجد ١٦ ناديا أدبيا تنتشر بكل مناطق المملكة منذ عام ١٩٧٥ حتى اليوم، وهي تعمل بشكل تقليدي وإن تفاوت نشاطها بين مدينة أو منطقة، تقوم بما يمكنها القيام به في مناخ ليس حرا، وتشكر كل الإدارات المتعاقبة عليها.
لكن الدور الذي تقوم بها لا يتسق مع المرحلة ولا مع وزارة الثقافة، ابتداء من المسمى وانتهاء بآلية فعالياتها وأنشطتها، لذا الفكرة المطروحة سابقا، وهي ضم الأندية مع جمعية الثقافة والفنون يوحّد الجهود ويجمع الثقافة تحت مظلة تُعنى بشمولية كلمة «ثقافة» ومدلولها الواسع الذي يضم الفكر والفلسفة والسياسة والأدب والفنون بما فيها الشعر الشعبي، كما لا يمكننا أن نُلبس خريجي اللغات أو الشريعة رداء الثقافة ونخصهم بها دون غيرهم، فخريج الإدارة والطب والكيمياء، وحتى حامل الابتدائي والمتوسط، والميكانيكي، بمقدوره أن يكون مثقفا، ويعمل في هذا المجال.
أما بخصوص منصب رئيس النادي والطاقم الإداري فينبغي أن يكون متفرغا لهذا المنصب، وتفرغه الوزارة لمهامه التي يعمل فيها لثماني ساعات يوميا. وينتخب للعضوية في النادي المثقفون ورجال الأعمال أيا كان المؤهل والعمر تحت أي مسمى متفق عليه، يعملون على وضع خطط الأنشطة بمقابل مادي. يضع كل ناد خطة كاملة للعام مستقلة عن غيره تشمل الضيوف والبرامج والأنشطة.
أما الكتب المطبوعة على حساب النادي فلا أرى أن الطريقة المعتمدة مفيدة للثقافة ولا للمثقفين، فلا ينبغي أن تطبع الكتب إلا لمن هو بحاجة إلى هذا، أما القادر فعليه إهداء نسخة أو أكثر للنادي الأدبي الفكري الثقافي في مدينته أو المنطقة، وهذا أفضل من طباعة الكتب للقادرين واحتكارها لعدة سنوات بمقابل ٥ آلاف، بهذا نستطيع توفير ما يمكننا من مساعدة ولو بسيطة للمثقف العاجز الذي انقطعت به السبل وانطفأ بعد الضوء ضوؤه من أبناء المدينة.
أما البحوث والدراسات فلها معاملة خاصة إذ لا بد أن تحصل الجهة المعنية على نسخة منها؛ سواء كانت مؤسسة تعليمية أو ثقافية في الداخل أو الخارج كهدية للجامعات العربية، أو الملحقات الثقافية السعودية.
الثقافة ليست مغنما، بل مغرم يتحمل فيها المثقف مشقة وعي نفسه، ومحاولة فتح أبواب الوعي للمجتمع الذي يعيش فيه.
كاتبة سعودية
N_alsalmi@
تطَور المشهد الثقافي في بلادنا، ويعزى هذا للجهود المبذولة من وزارة الثقافة متمثلة في الأمير بدر بن فرحان، وكوادرنا التي نباهي بها، وبقيت الأندية الأدبية على حالها العتيق مذ فكر بها عزيز ضياء حتى اليوم. يوجد ١٦ ناديا أدبيا تنتشر بكل مناطق المملكة منذ عام ١٩٧٥ حتى اليوم، وهي تعمل بشكل تقليدي وإن تفاوت نشاطها بين مدينة أو منطقة، تقوم بما يمكنها القيام به في مناخ ليس حرا، وتشكر كل الإدارات المتعاقبة عليها.
لكن الدور الذي تقوم بها لا يتسق مع المرحلة ولا مع وزارة الثقافة، ابتداء من المسمى وانتهاء بآلية فعالياتها وأنشطتها، لذا الفكرة المطروحة سابقا، وهي ضم الأندية مع جمعية الثقافة والفنون يوحّد الجهود ويجمع الثقافة تحت مظلة تُعنى بشمولية كلمة «ثقافة» ومدلولها الواسع الذي يضم الفكر والفلسفة والسياسة والأدب والفنون بما فيها الشعر الشعبي، كما لا يمكننا أن نُلبس خريجي اللغات أو الشريعة رداء الثقافة ونخصهم بها دون غيرهم، فخريج الإدارة والطب والكيمياء، وحتى حامل الابتدائي والمتوسط، والميكانيكي، بمقدوره أن يكون مثقفا، ويعمل في هذا المجال.
أما بخصوص منصب رئيس النادي والطاقم الإداري فينبغي أن يكون متفرغا لهذا المنصب، وتفرغه الوزارة لمهامه التي يعمل فيها لثماني ساعات يوميا. وينتخب للعضوية في النادي المثقفون ورجال الأعمال أيا كان المؤهل والعمر تحت أي مسمى متفق عليه، يعملون على وضع خطط الأنشطة بمقابل مادي. يضع كل ناد خطة كاملة للعام مستقلة عن غيره تشمل الضيوف والبرامج والأنشطة.
أما الكتب المطبوعة على حساب النادي فلا أرى أن الطريقة المعتمدة مفيدة للثقافة ولا للمثقفين، فلا ينبغي أن تطبع الكتب إلا لمن هو بحاجة إلى هذا، أما القادر فعليه إهداء نسخة أو أكثر للنادي الأدبي الفكري الثقافي في مدينته أو المنطقة، وهذا أفضل من طباعة الكتب للقادرين واحتكارها لعدة سنوات بمقابل ٥ آلاف، بهذا نستطيع توفير ما يمكننا من مساعدة ولو بسيطة للمثقف العاجز الذي انقطعت به السبل وانطفأ بعد الضوء ضوؤه من أبناء المدينة.
أما البحوث والدراسات فلها معاملة خاصة إذ لا بد أن تحصل الجهة المعنية على نسخة منها؛ سواء كانت مؤسسة تعليمية أو ثقافية في الداخل أو الخارج كهدية للجامعات العربية، أو الملحقات الثقافية السعودية.
الثقافة ليست مغنما، بل مغرم يتحمل فيها المثقف مشقة وعي نفسه، ومحاولة فتح أبواب الوعي للمجتمع الذي يعيش فيه.
كاتبة سعودية
N_alsalmi@