أخبار

مرتزقة انقرة من ليبيا إلى اذربيجان

مرتزقة سوريون يرفعون العلم التركي في ليبيا.

محمد فكري (جدة) okaz_online@

في محاولة بائسة لاستعادة مجد غابر، يفضح الرئيس رجب أردوغان نفسه بنفسه في كل مرة، إذ يعاني «رجل تركيا المريض» من رغبة جامحة لديه في استعادة أمجاد إمبراطورية ولى زمانها ولن يعود، عبر تعاطيه مع الملفات الإقليمية، في وقت تعاني بلاده من أزمات مستعصية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. ولعدة سنوات، بدت كلمة السر في إسطنبول وكأنها العثمانية الجديدة، إذ كشف مراقبون سياسيون، عن رغبة دفينة لدى الجاثم على الحكم في تركيا منذ 18 عاما في الحنين إلى الماضي، كمحاولة للبقاء في السلطة أطول فترة ممكنة، رغم أن استطلاعات الرأي العام تفضح انهيار شعبيته وحزبه الحاكم إلى أدنى مستوى لها.

لكن اللافت في جموح أردوغان أنه يترافق مع حالة داخلية مزرية، إذ تعاني تركيا من ركود اقتصادي، وانهيار العملة الوطنية، وهروب الاستثمار الأجنبي، وعجز متزايد في الموازنة، وديون مليارية، فضلا عن فشل الحزب الحاكم سياسيا في الانتخابات المحلية الأخيرة خصوصا في أنقرة وإسطنبول.

وفي أحدث مسعى لتوريط تركيا واستنزافها بدأت حكومة أردوغان في نقل المرتزقة السوريين من ليبيا إلى أذربيجان لدعمها في حربها ضد أرمينيا.

ورصد «موقع فلايت رادار» الإيطالي المتخصص في متابعة حركة الطيران، هبوط طائرة ركاب مدنية ليبية في مطار العاصم باكو قادمة من طرابلس.

وأكد أنها نقلت مرتزقة سوريين، من الذين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا قبل أشهر، للقتال إلى جانب مليشيات حكومة الوفاق.

ويأتي ذلك في سياق التقارير التي تتحدث عن نقل المسلحين السوريين الموالين لأنقرة إلى منطقة الصراع في ناغورنو كاراباخ، إذ كشف السفير الأرمني في روسيا فاردان تاغانيان، أن تركيا أرسلت نحو 4 آلاف مقاتل من شمال سورية للمشاركة في الأعمال القتالية في المنطقة.

هذا الأمر أكدته مصادر عسكرية ليبية، معلنة أن آلاف المرتزقة السوريين فى ليبيا بدأوا في الخروج ومغادرة البلاد بعد انتهاء دورهم ونهاية عقودهم. كما أعلنت المصادر رصد مغادرة 4 طائرات محملة بالمرتزقة السوريين، مرجحة أن يكونوا في طريقهم إلى أذربيجان حليفة تركيا، للزجّ بهم كمقاتلين ودعمها في الصراع الحدودي مع أرمينيا.

هذه التطورات، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن أردوغان إنما يخطط لتوريط تركيا في أزمات لا ناقة لها فيها ولا جمل، بل إنها تشكل استنزافا لمقدرات شعبها وأجيالها القادمة في وقت تعاني أزمة اقتصادية مستحكمة.