كيف «تصفع» زوجة هادئة في 5 دقائق ؟
الجمعة / 15 / صفر / 1442 هـ الجمعة 02 أكتوبر 2020 00:49
فراس ابراهيم طرابلسي
في خبر تداولته بعض المواقع وحسابات التواصل الاجتماعي، أن كاتبا أمريكيا ألّف كتابا قام بتسميته «كيف تبدل (زوجتك) في 30 يوماً؟»، وما إن طرح الكتاب في الأسواق إلا وبيع منه في عدة أيام مليونا نسخة، إلى أن فطن الكاتب (وفقاً للمواقع ناشرة الخبر) إلى أن هناك خطأ مطبعيا في اسم الكتاب وذلك في حرف واحد ليصبح بعد التعديل «كيف تبدل (حياتك) في 30 يوما؟»، وهو ما أدى إلى تراجع مبيعات الكتاب إلى 3 نسخ يومياً.
بغض النظر عن صحة الخبر من عدمه، إلا أن تداول الطرفة بشكل واسع دعاني إلى تكرار التجربة في مقدمة مقالي المنفصلة تماما عن موضوع المقال الحقيقي بتعمد الخطأ المطبعي في حرف واحد ليصبح بعد التعديل «كيف (تصنع) زوجة هادئة في 5 دقائق»، ولعلي في خانة عدد القراءات سأتلمس مدى تأثير العناوين غير المألوفة والمتعلقة بعلاقة الرجل بالمرأة في ارتفاع نسبة الاهتمام لدى القراء.
وبالعودة للمضمون الرئيس للمقال، وبالنظر لمؤشرات الطلاق والخلع في أروقة المحاكم التي أصبحت حالة تستحق الدراسة والبحث في مسبباتها خصوصا في الأشهر والسنوات الأولى من العلاقة الزوجية، ما يتوجب معه استحضار بعض المفاهيم الشرعية والإنسانية في التعامل مع الزوجة والتي قمت بحصرها في (خمس دقائق) كفيلة باستجلاء هذه المفاهيم والمعاني التي قد تكون كافية لبناء حالة من التفاهم والسكينة في محيط الأسرة ما يمكن معه استمرار الحياة بسعادة وتوافق لا سبيل معهما للفراق وهدم الأسرة واللجوء لأبغض ما أحل الله.
الدقيقة الأولى: استحضر حديث أشرف الخلق (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)، فخير الأنام وضع من أسهب في تقديم الخير لأهله بمن فيهم الزوجة في أعلى مراتب الخير، وهو ما يدل على فضل التعامل بالحسنى والتغاضي عن صغائر الأمور تأسياً بنبينا وقدوتنا.
الدقيقة الثانية: تأمل روعة التشبيه في الحديث الشريف (رفقاً بالقوارير)، والقارورة هي الإناء الزجاجي الذي يقر في الماء، وهو الأقرب لطبيعة المرأة وتأثرها بما يكدر النفس والخاطر من سوء المعاملة وجلافة الطبع الذي قد يخدش معه الإناء ويتأثر بكسر أو شرخ لا سبيل لعودته لطبيعته بأي اعتذار.
الدقيقة الثالثة: استشعر قصة الخليفة عمر رضي الله عنه، عندما أتاه رجل شاكياً امرأته، فسمع زوجة الفاروق وقد علا صوتها عليه، فما كان منه إلا أن عاد أدراجه، وحين سأله عمر، قال جئتك أبث إليك شكاتي فسمعت ما جرى من زوجك فأشفقت على نفسي ومضيت. فأفهمه الفاروق في رد أصبح مضرباً للمثل في كيفية العلاقة الواجب التأسيس عليها بين الرجل وزوجه، بأن فصل في خير الزوجة التي تقوم بواجبات خدمة زوجها وليس ذلك بواجب عليها وختم قائلاً (أفلا أتحملها)، وهو عمر الفاروق الذي إذا تكلم أسمع.
الدقيقة الرابعة: اركن إلى كتاب الله الذي ظهرت عنايته الإلهية بشؤون المرأة في مواضع عدة من كتابه الحكيم وفي سنة نبيه، بالإضافة إلى التشريف الأجل للنساء بورود سورة مسماة باسمهن وهي سورة النساء.
الدقيقة الخامسة: لا تقرأ العنوان وتتأثر بالشكل متغافلاً عن المضمون، وتظهر عنترية زائفة تعنف بها نصفك الآخر، فالقوانين والأنظمة باتت حازمة لا مكان بها للتهاون، وتعنيف المرأه قد ينتهي به الأمر لساحات القضاء بدءاً، وانتهاءً بحكم قد يختلط معه التعويض المالي للزوجة بالسجن للرجل المعتدي، كما أن ثبوت أن التعنيف نتج عنه ضرر لا يمكن جبره وبأسانيد تعضد الادعاء، ففسخ عقد النكاح بالإضافة إلى ما سبق من عقوبات قد يصبح حقاً أصيلاً للمرأة، فارفقوا بالقوارير وأحسنوا للحرائر يحسن إليكم الله.
محامٍ وكاتب سعودي
Firastrabulsi1 @
بغض النظر عن صحة الخبر من عدمه، إلا أن تداول الطرفة بشكل واسع دعاني إلى تكرار التجربة في مقدمة مقالي المنفصلة تماما عن موضوع المقال الحقيقي بتعمد الخطأ المطبعي في حرف واحد ليصبح بعد التعديل «كيف (تصنع) زوجة هادئة في 5 دقائق»، ولعلي في خانة عدد القراءات سأتلمس مدى تأثير العناوين غير المألوفة والمتعلقة بعلاقة الرجل بالمرأة في ارتفاع نسبة الاهتمام لدى القراء.
وبالعودة للمضمون الرئيس للمقال، وبالنظر لمؤشرات الطلاق والخلع في أروقة المحاكم التي أصبحت حالة تستحق الدراسة والبحث في مسبباتها خصوصا في الأشهر والسنوات الأولى من العلاقة الزوجية، ما يتوجب معه استحضار بعض المفاهيم الشرعية والإنسانية في التعامل مع الزوجة والتي قمت بحصرها في (خمس دقائق) كفيلة باستجلاء هذه المفاهيم والمعاني التي قد تكون كافية لبناء حالة من التفاهم والسكينة في محيط الأسرة ما يمكن معه استمرار الحياة بسعادة وتوافق لا سبيل معهما للفراق وهدم الأسرة واللجوء لأبغض ما أحل الله.
الدقيقة الأولى: استحضر حديث أشرف الخلق (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)، فخير الأنام وضع من أسهب في تقديم الخير لأهله بمن فيهم الزوجة في أعلى مراتب الخير، وهو ما يدل على فضل التعامل بالحسنى والتغاضي عن صغائر الأمور تأسياً بنبينا وقدوتنا.
الدقيقة الثانية: تأمل روعة التشبيه في الحديث الشريف (رفقاً بالقوارير)، والقارورة هي الإناء الزجاجي الذي يقر في الماء، وهو الأقرب لطبيعة المرأة وتأثرها بما يكدر النفس والخاطر من سوء المعاملة وجلافة الطبع الذي قد يخدش معه الإناء ويتأثر بكسر أو شرخ لا سبيل لعودته لطبيعته بأي اعتذار.
الدقيقة الثالثة: استشعر قصة الخليفة عمر رضي الله عنه، عندما أتاه رجل شاكياً امرأته، فسمع زوجة الفاروق وقد علا صوتها عليه، فما كان منه إلا أن عاد أدراجه، وحين سأله عمر، قال جئتك أبث إليك شكاتي فسمعت ما جرى من زوجك فأشفقت على نفسي ومضيت. فأفهمه الفاروق في رد أصبح مضرباً للمثل في كيفية العلاقة الواجب التأسيس عليها بين الرجل وزوجه، بأن فصل في خير الزوجة التي تقوم بواجبات خدمة زوجها وليس ذلك بواجب عليها وختم قائلاً (أفلا أتحملها)، وهو عمر الفاروق الذي إذا تكلم أسمع.
الدقيقة الرابعة: اركن إلى كتاب الله الذي ظهرت عنايته الإلهية بشؤون المرأة في مواضع عدة من كتابه الحكيم وفي سنة نبيه، بالإضافة إلى التشريف الأجل للنساء بورود سورة مسماة باسمهن وهي سورة النساء.
الدقيقة الخامسة: لا تقرأ العنوان وتتأثر بالشكل متغافلاً عن المضمون، وتظهر عنترية زائفة تعنف بها نصفك الآخر، فالقوانين والأنظمة باتت حازمة لا مكان بها للتهاون، وتعنيف المرأه قد ينتهي به الأمر لساحات القضاء بدءاً، وانتهاءً بحكم قد يختلط معه التعويض المالي للزوجة بالسجن للرجل المعتدي، كما أن ثبوت أن التعنيف نتج عنه ضرر لا يمكن جبره وبأسانيد تعضد الادعاء، ففسخ عقد النكاح بالإضافة إلى ما سبق من عقوبات قد يصبح حقاً أصيلاً للمرأة، فارفقوا بالقوارير وأحسنوا للحرائر يحسن إليكم الله.
محامٍ وكاتب سعودي
Firastrabulsi1 @