أعاد القاص محمد علي علوان للذاكرة العربية، نموذجاً لعمق الأواصر الثقافية والإنسانية بين الأدباء العرب عموماً والسعوديين والمصريين على وجه خاص، إذ استخرج علوان من أرشيفه صورة رسالة بعث بها الشاعر أمل دنقل معبراً عن امتنانه لمبادرة مالية تبناها عدد من المثقفين السعوديين. وعدّ دنقل اللفتة الكريمة من المملكة وأدبائها مصدر سعادته برغم حساسية الموقف، إلا أنه ثمّن في الرسالة المكتوبة بخطه الرشيق الوقوف معه في أزمته المرضية. وكشفت الرسالة مكانة الراحل غازي القصيبي في نفوس أدباء مصر العروبة، ومتابعتهم بإعجاب لأعماله. ولم ينس (شاعر زرقاء اليمامة) أن يخص بالسلام كل المثقفين السعوديين الذين يستشعر نبض قلوبهم ويستمد منه قوة مجابهة المرض.

وتعود قصة الشيك بحسب علوان إلى 38 عاماً احتفظ فيها أبوغسان بالرسالة وتفاصيل الحكاية ليهدي «عكاظ» صورة منها للنشر، أملاً في تكريس المشاعر النبيلة بين المثقفين وإن اختلفت التوجهات وتباينت الأفكار.